طرأ تحسن ملموس على أداء شركة عسير، وانعكس ذلك على صافي أرباحها للعام 2011، وبالتالي على ربحية سهمها التي زادت إلى 0.77 ريال من 0.67 عام 2010، وبهذا تحافظ الشركة على مكتسباتها الربحية للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي يجدد الأمل بأن تواصل الشركة مسيرة نجاحها للأعوام المقبلة، لأنه وفي تحليل سابق على صفحات هذه الجريدة، تحديدا في 27 أغسطس 2011، تفاءلت "الرياض" بأن تواصل الشركة تحقيق الأرباح وتنضم إلى شركات الصف الأول، وهذا ما حدث فعلا، فالشركة حاليا تتمتع بمكررات ربحية، دفترية، وجوهرية معقولة، فهذا المستوى من الأداء هو المطلب المهم، كما أنه المبرر الأبرز لاقتناء سهم أي شركة من قبل المستثمرين. أنشطة الشركة تأسست شركة عسير للتجارة والسياحة والصناعة والزراعة والعقارات وأعمال المقاولات، عام 1977، أي منذ 34 سنة، شركة مساهمة سعودية متعددة الأنشطة مملوكة بالكامل للقطاع الخاص، لمزاولة حزمة من الأعمال التجارية، منها إنشاء المشروعات الصناعية، السياحية، الزراعية، تقسيم الأراضي، وأعمال المقاولات، ونتيجة للتطور الذي لازمها، زادت رأسمالها من 50 مليون ريال عند التأسيس إلى نحو 1264 مليون ريال، أو ما يناهز 1.26 مليار. تنشط "عسير" بشكل رئيس في مجالات مربحة إلى حد كبير، مثل: صناعة المواد الغذائية، البتروكيماويات، العقارات، مواد البناء والتشييد، القطاع المالي والخدمي. تذبذب السهم واستنادا على إقفال سهم "عسير" الثلاثاء، 20 ربيع الثاني 1433، الموافق 13 مارس 2012، بسعر 22.15 ريال، قاربت قيمة الشركة السوقية 2.80 مليار ريال، موزعة على 126.39 مليون سهم، تبلغ كمية الأسهم الحرة منها نحو 63.30 مليون. وظل نطاق سعر السهم خلال أسبوع بين 21.75 ريالا و23.10، فيما تراوح خلال عام بين 11 ريالا و23.10، ما يعني أن سعر السهم تذبذب خلال 12 شهرا بنسبة 70.97 في المئة، وفي هذا ما يشير إلى أن سهم "عسير" عالي التذبذب، ما يوحي بأنه مرتفع المخاطر أيضا، ولكن متوسط كمية الأسهم المتبادلة، يوميا، البالغة 793 ألف، ربما يقلص مبدأ المخاطرة. الحصانة المالية من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فقد بلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 50.00 في المئة، والمطلوبات إلى الأصول 33.36 في المئة، وهما جيدان جدا في ظل معدلات سيولة ممتازة، فقد جاء معدل التداول عند 4.40، السيولة سريعة بواقع 1.37، والسيولة نقدية بنحو 0.72، وفي كل هذا ما يؤكد حصانة الشركة الجيدة، وقدرتها على مواجهة أي التزامات مالية على المدى القريب والمتوسط. وعلى مستوى الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المقبول، فجميع مؤشرات أداء السهم، باستثناء مكرر الربح، في تحسن على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، والآمال معقودة بأن يتسم هذا الأداء بالاستدامة، خاصة وأن للشركة نشاطات متعددة ومتنوعة. عدالة السعر وفي مجال السعر والقيمة يعتبر مكرر ربح سهم "عسير" مرتفعا عند 29 ضعفا، وذلك بالرغم من تحسن أداء الشركة على المستوى الربحي، فمكرر الربح لا يزال مرتفعا عند 29 ضعفا، لأنه أكبر من المتوسط العام، ومن المكرر الجاذب تحت 10 أضعاف، ومع أن مكرر قيمة السهم الجوهرية البالغ 1.93 ضعفا، ومكرر قيمته الدفترية عند 1.23 جيدان جدا، إلا أن ارتفاع سعر السهم نتيجة المضاربات جعل من سعره الحالي مبالغ فيه، وفي حال طرأ تحسن أكبر على ربحية السهم عن العام الجاري 2012، وانخفض مكرر الربح عند 10 أضعاف، مع بقاء مكرراته الأخر على حالها أو أفضل، فإن سعر السهم يصبح جاذبا بكل المقاييس. هذا التحليل يهدف في الدرجة الأولى إلى تحديد مدى عدالة سعر السهم، وجدوى الاستثمار فيه، وبني على المعطيات الحالية، وما رشح لنا من معلومات عن الشركة، ولا يعني توصية من أي نوع. استخلصت جميع الأرقام والمعايير والمؤشرات والنسب الواردة في هذا التحليل من القوائم المالية للشركة، سواء كان ذلك من موقعها، أومن موقع "تداول"، وتمت مقارنة النتائج مع مواقع أخرى تتسم بالدقة والحيادية، وفي نهاية الأمر اعتمد الأرجح منها، في حالة وجود أي اختلافات جوهرية.