قفز صافي ربح شركة التصنيع الوطنية "التصنيع" خلال الربع الثاني بنسبة 54 في المئة، وصولا إلى 594 مليون ريال من 385 مليونا للربع المماثل من العام السابق، ومقابل 580 مليونا للربع السابق، ونتيجة لذلك طرأ تحسن كبير على صافي الربح خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، فزاد إلى 1174 مليونا من 718 مليونا للفترة المماثلة من العام السابق 2010، زيادة بنسبة 63 في المئة، وجاءت المحصلة النهائية بأن ارتفعت ربحية السهم للسنة المنتهية في 30 يونيو 2011 إلى 3.28 ريال من 2.64 عن العام 2010. وعزت "التصنيع" أسباب الارتفاع في الأرباح إلى نمو مبيعات الشركات التابعة، وتحسن أسعار البيع، وتنازلت عن ذكر أدائها المتميز الذي أوصل هذه الشركة إلى ما هي عليه الآن. وانعكست أرباح الشركة بشكل كبير على قيمة سهم "التصنيع" الجوهرية، والتي تقترب من سعر السهم السوقي، وصولا عند 37 ريالا للسهم، وهو مؤشر جيد جدا، ويؤكد صحة وسلامة أرباح الشركة، كما طرأ تحسن ملحوظ على قيمة السهم الدفترية، فزادت إلى 17.88 مقارنة بقيمة دفترية قدرها 16.61 ريال للعام 2010، وفي كل ذلك ما يؤهل شركة "التصنيع" للانضمام إلى شركات القيمة إضافة إلى كونها من أسهم الصف الأول. أداء متميز على جميع الأصعدة تحافظ عليه "التصنيع" منذ ستة أعوام، أي منذ تاريخ أول تحليل لهذه الشركة على صفحات "الرياض"، والذي جرى في 10 سبتمبر 2005، والمأمول أن تواصل التصنيع هذا الأداء المتميز مستقبلا، كما آمل أن تكون قدوة لجميع الشركات المساهمة سعودية. تنشط "التصنيع" في إنشاء أو المشاركة في إقامة المشاريع الصناعية والكيماوية والبتروكيماوية، وإدارتها بطريقة مربحة تساهم في نمو الاقتصاد الوطني وتنوعه ونقل التقنية انطلاقا من السعي لتحقيق الرؤية المستقبلية الطموحة، حيث تركز على المشاريع في قطاع البتروكيماويات، وذلك للميزة التنافسية العالمية للمملكة في هذا المجال. تأسست "التصنيع" عام 1405، الموافق 1985، أول شركة مساهمة سعودية قابضة برأس مال قدره 600 مليون ريال، لغرض إنشاء، المشاركة، وإدارة المشاريع الصناعية في المجالات: الكيميائية، المعدنية، الهندسية، البلاستيكية، الورقية، والخدمات الصناعية، كما أن لها نشاطات في مجالات الاستثمار الصناعي ونقل التقنية الصناعية للمملكة بصفة خاصة، وللمنطقة العربية بصفة عامة. واستنادا إلى إقفال سهم "التصنيع": الأربعاء الماضي؛ 10 رمضان 1432، الموافق 10 أغسطس 2011؛ على 38.60 ريالا، بلغت قيمة الشركة السوقية 21.517 مليار ريال، موزعة على 557.43 ملايين سهم، تبلغ كمية الأسهم الحرة منها 488.76 ملايين سهم. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 37 ريالا و40.10، بينما تراوح خلال 12 شهرا بين 23.10 ريالا و45.20، أي أن سهم "التصنيع" تذبذب خلال 52 أسبوعا بنسبة 49.78 في المئة، وفي هذا إشارة إلى أن مخاطر السهم متوسطة إلى منخفضة، ولكن متوسط الكمية المتبادلة يوميا، والبالغة 1.79 مليون، ربما يهمش مبدأ المخاطر، لأن مثل هذه الكمية لا تعني أن السهم للمضاربة. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، في ظل نسبة الخصوم إلى حقوق المساهمين عند 274 في المائة، والخصوم إلى أصول عند 73 في المائة، ومع أنهما مرتفعان نسبيا، إلا أن معدلات السيولة الجيدة جدا تقلص تأثير معدلات الخصوم، فقد بلغ معدل السيولة النقدية 1.18، والسيولة السريعة 1.56، بينما جاء معدل التداول عند 1.75، وجميع معدلات السيولة تشير إلى أن "التصنيع" محصنة بشكل جيد جدا، وقادرة على مواجهة أي التزامات مالية قد تواجهها على المدى القريب إلى المتوسط. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في المركز الجيد جدا، فقد تم تحويل جزء كبير من إيراداتها إلى حقوق المساهمين، لتبلغ نسبة نمو حقوق المساهمين 18.89 في المائة عن العام الماضي، وهي أفضل من المعدل المرجعي 15 في المئة، ومتوسط نسبة نمو حقوق المساهمين عن السنوات الخمس الماضية، 34.98 في المئة وهي ممتازة بكل المقاييس. وفي مجال السعر والقيمة، تندرج "التصنيع" ضمن قائمة الأفضل، فقد حافظت الشركة على قيمة سهمها الجوهرية عند 35 ريالا، وقفزت قيمة السهم الدفترية، إلى 17.88 ريال من 16.61، كما انخفض مكرر الربح الحالي إلى 11.77 ضعفا من 12.94 ضعفا عام 2010، يعزز كل ذلك مكرر الربح على النمو الذي يبلغ 0.29، وكل هذه الأرقام والمعدلات جيدة جدا، وتجعل من سعر السهم جاذبا دون 39 ريالا، خلاصة للمستثمرين. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، والهدف الرئيسي منه وضع ما رشح لنا من بيانات ومعلومات وحقائق عن الشركة أمام القارئ، ليتخذ ما يراه مناسبا لبيئته الاستثمارية.