يغرم المصور بكاميرته مع تقادم الزمن ويصعب إرضاؤه بما يلتقط من صور؛ فيبحث باستمرار عن اللقطات الفريدة في الأماكن الغريبة والبعيدة والموحشة أحيانا للفوز بلقطة مميزة يترك فيها بصمته ؛ حتى لو يكلفه ذلك أن يخاطر بسلامته وسلامة معداته أو يدفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على لقطة مميزة! فتصبح الصورة فيما بعد من أغلى اللقطات (ماديا ومعنويا) قد لا يتخيل المتلقي ما يكابده المصور من أجل عينيْ صورة! وهنا بالمناسبة أذكر صورة التقطتها لمنطقة قراند كانيون في ولاية أريزونا الموطن الأصلي للهنود الحمر بالولايات المتحدةالأمريكية والتي تعدّ من عجائب الدنيا . كنت شغوفة منذ زمن بالتصوير هناك ولتحقيق الحلم كان يتحتم علي استقلال هليكوبتر للتحليق فوق المنطقة الجبلية الشاسعة التي يشقها نهر كلورادو والتصوير من فوق ؛ ولكن الرحلة مكلفة جدا جدا من أجل الحصول على صورة ، ورغم التكاليف الباهضة وملازمة فوبيا الأماكن المرتفعة لي؛ صممت على خوض التجربة المؤلمة بعد أن كاد يتوقف قلبي بسبب تلاعب الهليكوبتر فوق الجبال وكأنها طائرة ورقية. ومع الاهتزازت العنيفة والإحساس بالغثيان وفقدان الوعي تمكنت من التصوير ولكني لم ألتقط الصورة البديعة التي في خيالي. ولكل مصور لقطات فريدة ومغامرات سنعيش بعضها مع المصورين في هذه المساحة .. تائه وسط كثبان الدهناء سعود الرشيد : ذهبت مع أصدقائي غير المصورين إلى منطقة بعيدة في صحراء الدهناء بهدف التصوير(بالنسبة لي وحدي) لشفغي بتصوير الكثبان، فلما وصلنا أخذت معدات التصوير وتوجهت لهدفي فطلب مني الأصدقاء أن لا أبتعد كثيراً ولكن مع حماس التصوير لم أنتبه لنفسي إلا وأنا تائه في وسط طعوس الدهناء. حاولت الرجوع لزملائي ولكن كل محاولاتي بآت بالفشل لمدة 4 ساعات حتى (غرزت) سيارتي في الرمال ولم أستطع التحرك من مكاني في ظل انعدام شبكة الجوال والمؤونة إلا من قارورتيْ ماء وكيس حب (فصفص). استسلمت للأمر وآثرت الانتظار عسى أن تمر سيارة تدلني على طريق العودة! وعندما غربت الشمس وبدأ الظلام يخيم على المكان سمعت صوت سيارة بعيدة فأشعلت أنوار السيارة وقمت بالتعليق على منبه السيارة للفت الانتباه وبعد 10 دقائق وصلتني السيارة وكانت المفاجئة أنهم زملائي! وقد عنفوني على هذا العمل الذي نكد عليهم رحلتهم البرية وأخذوا علي تعهد بعدم الخروج معهم مرة أخرى بالكاميرا أو اشتري جهاز قارمن لتحديد الأماكن على أقل تقدير فأشتريت الجهاز وعدت للطلعات البرية لأخذ الاحتياطات اللازمة كي لا ألدغ من نفس الجُحر مرتين. تصوير: ابتسام باهمام فوق "رأس" التاكسي عبدالله الحساوي : التقطت الصورة في منتصف فصل الشتاء في ليلة باردة جداً 5 درجات مؤية ولالتقطاها بهذا الشكل كنت مضطراً لأن أخرج من نافذة السيارة ( التاكسي ) وهي تتحرك بسرعة لأثبت الكاميرا. كان الهواء البارد يصطدم بجميع أجزاء جسمي ، بعدها أُصبت بالإنفلونزا لمدة 3 أيام !! لكن الحمد لله نتيجة الصورة أخفت كل أعراض المرض نجوت من الدهس بأعجوبة سالم السويداء : في رالي حائل 2010 صورت هذه الصورة وكنت قريبا جدا من مسار المرحلة الاستعراضية ؛ تقريبا شبه مستلقٍ على الأرض وكان هذا المتسابق مسرعاً جداً ؛ وبمجرد التقاطي للقطة وارتفاعي عن الأرض قليلا إلا والسيارة تمر مرورا سريعا جداً بجانبي ! ولولا ستر الله كنت سأكون في مكان آخر اليوم. شجاعة على حافة الجبل مقبل المقبل : حاولت التقاط هذه الصورة بتكوين جميل ولكن بالبداية كان ظهور بعض أجزاء من الجبال القريبة يصعّب علي تصويرالمنظر كما أريد. وبمساعدة أحد الزملاء اخترنا نتوءاً صخرياً مرتفعاً عن مستوى الجبل الذي نمشي بمحاذاته. فحملت العدّة كاملة بالحقيبة واستجمعت شجاعتي وتمكنت من تسلق الصخور والوقوف على حافة الجبل ؛ الحمد لله أكملت مهمتي بنجاح ومرت تلك اللحظات بسلام وخرجت بنتيجة مرضية إن شاء الله تصوير:سالم السويداء قلعة صلاح الدين بسوريا عبدالله النحيت : هي ليست أغلى صوري وإنما لأنها تدخل ضمن تكاليف السفر الخارجي وبكاميرا احترافية. التقطتها في سوريا الشقيقة - أدعو الله أن يفرج كربهم- بقلعة صلاح الدين (بين اللاذقية وصلنفة) في داخل خزان الماء الرئيسي للقلعة وكان كبيراً وعميقاً ننزل إليه عبر الدرج . كان المكان شبه مظلم ورطوبة عالية بسبب الماء ؛ فشدتني أشعه الشمس الساقطة على الخزان من فتحتين علويتين وباستخدام الترايبود والتعريض الطويل خرجت بهذه النتيجة ولله الحمد لذا أعتبرها غالية علي لأن الزمان والمكان لن يتكرر الإ إذا شاء الله. بياض في بياض لمياء الرميح : التقطت الصورة في لبنان منطقة فاريا 2 فبراير 2011 وتعتبر الأغلى ؛ لأن فاتورة هذا المشوار مرتفعة جدا لأجل صورة! فقط ساعتان تكلفة الرحلة الثلجية تصل إلى 800 دولار من تنقل ومرشد وملابس إضافة إلى الظروف المناخية حيث إن فاريا منطقة جبلية على ارتفاع 2465 مترا عن سطح البحر ، تلبس الثوب الأبيض في فصل الشتاء وتصل درجة الحرارة في قممها بين 6 - 10 درجات تحت الصفر نهاراً. وفي منطقة مرتفعة كهذه تقل نسبة الأوكسجين فوجدت صعوبة في التنفس ، وحتى أستطيع الإمساك بالكاميرا والتحكم بالإعدادات اضطررت لخلع القفازات في ظروف باردة جدا لدرجة أني لم أكن أشعر بيديّ ، إضافة إلى ظهور كثافة رطوبة على العدسة ، في الأعلى كانت الرياح شديدة وضبابية عالية في بعض الوقت! وهناك سؤال طرح علي لما قررت الرحلة ، (ماذا ستصورين على جبل أبيض؟ ، أجبت : اذا طلعت سترون. والحمد لله خرجت بعدد ممتاز من الصور ، إضافة إلى أني قمت بعمل فيلم تايم لابز متواضع ، وتجربة أتمنى تكرارها بمنطقة أخرى بخاصة عقب الخبرة في التعامل والتكيف تصوير:عبدالله الصبيعي أضواء النجوم عبدالعزيز العمران: التقطت الصورة في بدايات الشتاء حيث كنت أتردد على المكان أكثر من مرة لأجد الكادر المناسب لي رغم برودة الجو ووعورة المكان وكنت أريد تصوير النجوم بشكل جيد فلم يحالفني الحظ في التجربة الأولى بسبب الغبار إلى أن جاء الوقت المناسب وكانت لقطة صعبة قليلا لأنني أخذت تعريضا للأرض قبل وبعد المغرب، وأخذت تعريضا للنجوم في السماء بعد العشاء كل هذا والكاميرا لم تتحرك من مكانها. الجميل أني اسعد كثيرا عندما أرى الصورة فأتذكر صعوبتها مأزق في جبال حائل محمد السلطان : يمثل هذا العمل الشيء الكثير لشخص له مكانه عظمى في قلبي وقلب محبيه -رحمه الله عليه- كانت الصورة في مزرعته الخاصة في حايل وهو يشتغل بالتمر الذي يوليه جلّ وقته في موسمه. اقتنصته من بعيد دون علمه وأخذت له أكثر من أربعين لقطة لأخذ أفضل وضع له لتبقى محفورة في القلب قبل العدسة. يمثل العمل تحدياً كبيراً حيث إن المكان يقع في أحد الجبال الوعره شمال مدينة حائل البداية كانت سهلة نوع ما ولكن بعد الانتهاء من التصوير علقت السيارة على أحد الصخور لمدة تزيد على ست ساعات في نهار رمضان ولا يوجد إرسال في المنطقه إلى أن يسّر الله لنا أحد رعاة الإبل لنتمكن من العودة. بين غابات ماليزيا عبدالله الصبيعي : كلفتني هذه الصورة جهداً وتعباً غير التكلفة المادية بحوالي800 ريال دفعتها للمتعهد برحلة الأدفنشر والتي كانت لإحدى غابات كاميرون هايلاند في ماليزيا. والمكان عبارة عن نهر جميل جداً لا يمكن الوصول إليه إلا بالمشي على الأقدام لمدة 4 ساعات تقريباً. مع فريق من عدة جنسيات أوروبية وأسيوية و كان معنا عجوز المانية تعرضت للسعة من حشرة غريبة سببت لها مشاكل صحية مما دعا بالمتعهد لعمل إسعافات أولية لها. ولا أنكر أنني حاولت الهروب والعودة خوفاً من تلك الحشرة الغريبة فأنا ابن الصحراء مالي ومال الغابات! وفي فترة الاستراحة في منتصف الطريق استغللت تلك الفرصة وخضت ذلك النهر لمسافة ليست بالقصيرة. فحصلت على تلك الصورة المتواضعة حاملةً ذكريات جميلة. واعترفتُ أنه رحل! ابتسام باهمام: هذه الصورة تحديت فيها نفسي أن أصور شيئاً من أثر الوالد الله يرحمه ويغفر له أخذتها بعد وفاته بأسابيع قليلة! هذه نظاراته وهذا الكبك يمكن يراها الآخرون أنها عادية ..!! لكن بالنسبة لي كانت جدا صعبة ؛ لانها بمثابة اعتراف أنه لم يبق لي منه شيء إلا أثره!! رحم الله والدينا ووالديكم ويغفر لهم ويسكنهم الفردوس الأعلى.. آمين تصوير:عبدالله النحيت تصوير:محمد السلطان تصوير:عبدالعزيز العمران المصور مقبل المقبل وهو يعتلي حافة الجبل تصوير: مقبل المقبل تصوير:لمياء الرميح تصوير: سعود الرشيد «قراند كانيون» بعدسة: سلافة الفريح