ضمن سلسلة الدورات التدريبية التي تقدمها صحيفة الرياض للمحررين والمحررات أنهى القسم النسائي الأربعاء المنصرم دورته التدريبية الأولى من نوعها عن (مبادئ التصوير الضوئي)، بمبادرة رائعة من الأستاذ عادل الحميدان مدير إدارة التحرير التقني في تكليف الزميلة الفنانة الفوتوغرافية سلافة الفريح بتدريب الصحفيات على أسس التصوير الضوئي؛ إيمانا منه بأهمية الصورة في واقع الصحافة، وبضرورة تطوير مهارات المحرر الصحفي وتدريبه في كل ما يخص إخراج وإعداد وكتابة مادته الصحفية. وقد استمرت الدورة مدة تسعة أيام تخللتها جولات تدريبية للتطبيق العملي داخل وخارج الجريدة في الأسواق والمناطق التراثية والأماكن العامة. وقد هيأت إدارة الجريدة بأمر من رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري -مشكورا- كافة التسهيلات والإمكانيات الفنية والتقنية لإنجاح الدورة.. دخلت قصائد ضوئية أروقة القسم النسائي ورصدت آراء المحررات وأصداء ما استفدنه من الدورة. سحر الرملاوي : التصوير الفوتوغرافي يحوَّل العمل المكتوب إلى قطعة فنية حاجة المحررة الصحفية لتعلم التصوير الفوتوغرافي تقول الكاتبة الصحفية سحر الرملاوي: كنت أعتقد أن التصوير للمحررة أمر مكمل لعملها لكن بعد الدورة أرى أن التصوير الفوتوغرافي عمل قائم بذاته يمكن أن يحول العمل المكتوب إلى قطعة فنية لو أجدنا استخدامه، وتضيف: موضوع بدون صورة كطفل يتيم لا أم له ولا أب. وتصرح الكاتبة الصحفية هدى السالم: في فترة مضت كانت المحررة الصحفية تقدم مادتها التحريرية دون الالتفات إلى أي أمر آخر، لكن الآن ومع التطور في مستقبل الصحافة بالعالم أصبح الكل يسعى إلى الصحفي الشامل الذي يعد مادته ويخرجها وهذه العملية على الرغم من كونها جهدا مضاعفا على الصحفي إلا أنها أفضل بكثير، فهي تدعم المادة الصحفية؛ لأن الصحفي هو الذي كتبها وهو أعلم بالصورة التي تناسبها فيخرج العمل مليئاً بالإحساس والانسجام أكثر مما لو شخص آخر يضع له صورة! فهي علاقة قوية وتسير بخطوط متناسقة. وتضيف: سعدت جدا بالدورات التدريبية التي تنظمها لنا جريدة الرياض وتجعل مني صحفية شاملة بالرغم أنها تضاعف الجهد والمسؤولية مضاعفة ولكنها ماتعة ومفيدة ونتائجها مذهلة. هدى السالم : « الرياض » تسعى لتأسيس ودعم وتطوير الصحفي الشامل نوال الراشد: من أدوات العمل الصحفي الاحترافي أن تكون الصحفية ملمة (بعلم) التصوير الذي يتعلق بطبيعة عملها كما يعتمد على نوعية الكتابة التي تطرحها، فالصورة الصحفية توثق مصداقية الأحداث وتغني عن الإسهاب في كتابة تفاصيل الحدث. وتؤكد أسمهان الغامدي: التصوير الفوتوغرافي مهم جدا للمحرر لتوثيق المعلومة وتأكيدها وكحماية له في المواضيع الحساسة التي قد يلاقي فيها تكذيبا من الجهة المقصودة، فتكون الصورة له خير برهان. سحر الرملاوي المصممة الفنية رنا شعبان: من خلال عملي كمصممة فنية فأنا أتعامل مع الصور بشكل كبير، وإن كانت الصورة ضعيفة فلا يمكن الإبداع في التصميم، فالمصمم بحاجة إلى تعلم التصوير وأساسيات التكوين في الصورة وأنواع الإضاءات والخلفيات والزوايا والوضعيات ونقاط القوة والضعف فيها، وتضيف: من بعد الدورة وتعلم أساسيات التصوير أحببته وصرت ألتقط الصور بعيني قبل الكاميرا ولا أقتنع بالصورة من أول لقطة بل أصر على الخروج بأفضل لقطة ممكنة. واقع التصوير الصحفي في صحفنا المحلية ترى الرملاوي أن واقع التصوير في الصحف: لا يخلو من محاولات قيمة لكنه في مجمله «مشي حالك!». الراشد: فيه نوع من الاجتهاد، فالمصورون في الصحف يحاولون أن يطوروا أنفسهم بمجهودهم الشخصي ويحتاجون إلى التدريب والاحتكاك بمصورين محترفين عرب وأجانب ليكتسبوا الخبرة والاحترافية والتخصص في نوعية الصور الصحفية. السالم: بصراحة ضعيف إلى مقبول وربما للأسف الصورة لا تشكل قيمة عندنا؛ لأن المجتمع يشعر بالرعب تجاه الكاميرا وحتماً ستخرج الصور غير مرضية، وهذا برأيي يحتاج إلى بحث كامل ودراسات عن (أسباب ضعف الصورة الصحفية)، ومنها عدم التخصص في الصحف إضافة إلى أسباب تخص المجتمع وتقبله للمصور والتصوير. اسمهان الغامدي التصوير الصحفي النسائي والرجالي الرملاوي: طبعا هناك فرق بين التصوير الصحفي الرجالي والنسائي!.. المرأة بطبعها تعشق التفاصيل وتلتقط عيناها بل كل جوارحها أدقها وأجملها وإذا أحبت المرأة التصوير أصبحت الكاميرا ابنتها وليست مجرد أداة كما هو الحال مع الرجال.. أي أن الإبداع يبدأ مع المصورة منذ استلامها لكاميراتها وليس فقط عند التقاط أولى صورها. مي الشايع: من وجهة نظري نعم، من جانبين: الأول تقبل المجتمع للمصور الصحفي بينما يحصل العكس للصحافية سواء في المجتمعات النسائية أو العامة. والثاني مترتب على الأول بمعنى أن الصحفية وإن كانت محترفة فإن هذه العراقيل تضعف الصورة. أما إن كان المقصود المهارة فأرى أن المرأة لا تقل مهارة عن الرجل في هذا المجال وأضرب مثال بالمدربة «سلافة» فقد أبهرتني جدا. وللراشد رأي مخالف: في رأي الشخصي لا يوجد فرق فالمصور المحترف هو من يستطيع إيصال إحساسه وفكرته إلى الناس. تغير الفكرة عن التصوير الصحفي بعد الدورة الرملاوي: نعم تغيرت جدا.. لم تعد الصورة مجرد وصف لحالة وانعكاس لواقع يوافق المادة المكتوبة.. لقد فتحت لنا آفاقا جديدة أوسع وأجمل، وعرفنا أساسيات الصورة المؤثرة وقواعد التكوين والتعبير بالضوء وعمق الميدان وخط الأفق وأشياء كثيرة كما تعلمنا قراءة الصورة كما نقرأ الكلمات بارك الله في المدربة ونفع بعلمها. نوال الراشد وتؤيدها السالم: جداً جداً، كانت الصورة بالنسبة لي مجرد هدف لفكرة ما فقط لا غير، ولكن بعد الدورة تعاملت مع الصورة بحب وأصبح بيني وبين الكاميرا ود وصداقة وإحساس أكثر بالأشياء من حولي، فالتفاصيل التي يمر عليها الناس يوميا بلا مبالاة صارت تعني لي الكثير مما انعكس على نظرتي الشخصية ومواضيعي الصحفية وصار هناك علاقة تناسب متبادلة بين الموضوع والصورة، وتضيف: شعرت بأنني تأخرت في تعلم التصوير بعد خمس عشرة سنة من العمل الصحفي حيث كان يجب علي أن أبدأ من العام الثاني ولكن إدراك الشيء أفضل من فقدانه. وتضيف الراشد: بالتأكيد فأنا قارئة للصور ومتابعة لكل ما ينشر في الصحف والمجلات والإنترنت وكنت أجهل بعض المعلومات عن كيفية التقاط الصور ومعالجتها، وبعد الدورة حرصت ألا أصور لأجل موضوع صحفي إنما لأجعل من صورتي التي ألتقطها (حدثا للآخرين يكتبون عنه) أو (يحتفظون فيها) وأن يكون لي خطي في عالم التصوير الصحفي الخاص بي. تأثير التدريب الميداني تقول الراشد: العمل الصحفي الميداني هو عالمي وتخصصي الذي أحبه فهو الواقع الذي لا يكذب، ولقد فزت بجائزة جريدة الرياض للتميز الصحفي لعامين متتاليين عن أعمال الصحفية الميدانية وبصراحة أحببته أكثر بصحبة المدربة وتوجيهاتها واستفدت منها كثيراً. رنا شعبان وتضيف السالم: لا شك أن التدريب الميداني مهم جدا فقد وضعني في مواجهة مباشرة مع ما تلقيته من معلومات في الدورة وتقييم نفسي ومدى استفادتي منها، فلولا أني طبقت على أرض الواقع الخروج الفعلي للأسواق وحمل الكاميرا الاحترافية (اللافتة للنظر) واستخدامها في أماكن مختلفة الإضاءة والتعامل معها بشكل احترافي لما تسنى لي تقييم نفسي، مما أعطاني جرأة أكثر وتثبيت المعلومة عمليا، وكون المدربة كانت معي أمدني بدعم نفسي قوي، حيث رأيتها كيف تحارب من أجل الحصول على لقطة ورأيت كيف نجحت، فتعلمت منها كيف أحارب للحصول على صورة قيمة ولا أيأس من الصعوبات التي قد تواجهني فأصبحت كل صورة التقطتها تحمل قصة وذكرى. رنا شعبان: كانت الجولة الميدانية رائعة لأنها جعلتني أبحث عن الزوايا الجمالية وألتقط الصورة بأجمل ما يمكن من اختيار الخلفية المناسبة واتجاه الضوء وكيف أتعامل مع المشهد بالإضاءات المختلفة والتصوير الليلي والزوايا السفلية في التصوير المعماري. الرملاوي: لم يحالفني الحظ في جولة ميدانية خارجية لكنني تجولت داخل المكتب وشعرت بمتعة عظيمة وأنا أنتقي كادراتي من أشياء بسيطة معتادة طالما عبرت عليها ولم تستوقفني وأعتقد أن جولة خارجية كانت ستضاعف من متعتي. مي الشايع وتضيف الشايع: مع الأسف لم أكن ضمن فريق الجولات ولكن من خلال التدريب على التصوير في القسم تعلمت الكثير كما كان لعرض صور جولات بعض الزميلات وتعليق المدربة عليها تعلمت الكثير في التصوير. تقبل المجتمع للتصوير اختلفت الآراء في هذا كاختلاف آراء المجتمع، تقول الرملاوي: ما زال الأمر ملتبسا وغير واضح فهو يبادر بالعداء كل من يشرع كاميرا أمامه طالما أنها خارج حدود رسم وتلميع سيادته، كما أنه -أي المجتمع- لا يقبل أو يتقبل فكرة زيارة معرض فوتوغرافي وإن فعل فإن محتوى الصورة هو ما يستوقفه وليس تكوينها ومراكز الإبداع فيها.. طبعا إلا قليلا.. الراشد: أصبح تقبل المجتمع للتصوير عالياً جداً ويحمل ثقافة جيدة ولا تستغرب أن نرى الشباب وهم يحملون الكاميرا في كل مكان. وتقول شعبان: لقد تفاجأت بتقبل الناس للتصوير في منطقة المصمك وسوق الزل حيث كانوا متعاونين لأبعد حد وسعداء بتصوير محالهم التجارية وحياتهم اليومية. وتضيف أسمهان: للأسف ما زال مجتمعنا متناقضاً ففي الوقت الذي بتنا فيه في عصر الصورة وخير الكلام ما قل ودل، ما زال يحارب المصور والصورة بشكل غير مقنع ولأسباب واهية لا تمت للحضارة بصلة. صفات المصور الصحفي الناجح الرملاوي: يجب أن يكون صبورا، هادئا، سريع البديهة، متمكنا من أدواته، يمتلك الجرأة وقادرا على الخروج من المآزق، عنده خيال واسع بحيث تتحول الأشياء والناس أمامه إلى صور جميلة على اختلاف زوايا التقاطها، ومهم جدا يكون مقبولا وله حضور «كاريزما» عن نفسي أعتقد أن عندي معظم الصفات ما عدا الصبر والتأني فأنا بطبعي عجولة ولا أحب الانتظار وهذا أمر سوف يعرض كثيراً من صوري للاهتزاز ولكن بالصفات الأخرى سوف يكون عندي صور إبداعية متفردة إن شاء الله. سلوى العمران مي الشايع: أهمها في تصوري الجرأة والشجاعة والإصرار وسرعة البديهة والمرونة في الحركة والتعامل والحمد لله أراها موجودة بي ولكن قد يعرقل هذه الأمور الإحباط الذي غالباً ما نواجهه من عدم تقبل المجتمع. فنون التصوير وحاجة الصحفي إليها الرملاوي: لو سألتني قبل الدورة لكانت إجابتي الصورة التي تعبر عن موضوعي بغض النظر عن فنيتها ودقتها وعن وجود روح الموضوع فيها وليس مجرد خطوطه العريضة.. أما الآن فإنني أعتقد أن كل أنواع التصوير الفوتوغرافي (بورتريه - ستل لايف - لاندسكيب - تجريد - رياضي - حركي - ليلي... إلخ) مطلوب للمحرر الذي يريد أن يخدم مادته وأن يحتوي موضوعه الصحفي ويعتبره قطعة منه يهمه أن تكون في أبهى صورها وأجمل حللها. الفرق بين التصوير بالجوال والكامير ا المدمجة والكاميرا الاحترافية الرملاوي: فارق كبير للغاية كالفرق بين الثرى والثريا.. وتضيف بدعابة (يا شيخه حنا كنا نلعب!) الراشد: أنا لا أتعامل بكاميرا الجوال ولم يسبق أن وضعت صورة على أي موضوع صحفي أخذت من جوال، إلا من خلال الكاميرا الديجتل الصغيرة، ولكن بعد أن استخدمت الكاميرا الاحترافية وجدت أن الفرق شاسع وهو ما شجعني على احتراف التصوير فالكاميرا يوجد بها تقنية وخصاص فنية تساعد على الاستمتاع بالتصوير. وتؤيد أسمهان: الفرق كفرق من كان مغيباً عن العالم واستفاق بعد عشرات السنوات لا يجد نفسه أميًا بلغة العصر التي لا يتقن حديثها سوى الكاميرا الاحترافية لا أحتاج إلى تعليم! تصرح الرملاوي: لم أكن أعتقد أني بحاجة لتعلم التصوير ولكن كان بي فقط فضول لمعرفة كيف هو الحال في التعامل مع الكاميرات المعقدة وتقريباً بدأت الدورة وأنا أعتقد أننا سوف نغير وجهة نظرك أنت ونعيدك للإيمان بكاميراتنا الرقمية السريعة.. والحمد لله أني كنت مخطئة فعالم الكاميرات الحقيقية عالم عجيب، ساحر، مبهج حقا. السالم: قبل بداية الدورة كنت أظن أنه لا داعي لتعلم التصوير فنحن قادرات على التقاط الصور بالكاميرات المدمجة وصورنا تُنشر، وهذا هو السائد حتى وإن كنت غير مقتنعة تماماً بالصور، والحقيقة كنت مترددة في الالتحاق بالدورة، ولكن بعد يومين من ابتدائها اكتشفت أني جاهلة فكلما زاد تعلم المرء أحس بجهله. والحمد لله أني حضرت الدورة والآن أطمح لدورات متقدمة وأكثر احترافية في التصوير. وتضيف رنا شعبان: يجب أن يتطلع المرء إلى التطور والمعرفة في مجال عمله وإلا فلن يتقدم أبدا، وأي معلومة تضاف إليه تكسبه آفاقا أرحب، وتكامل الدورة من حيث المعلومات النظرية والتدريب العملي أكسبها متعة وفائدة كبيرة ويبقى التطوير الذاتي عبر الممارسة والقراءة ومواقع النت. النظرة للكاميرا الاحترافية قبل التصوير وبعده الرملاوي: كانت مخيفة والمرء عدو ما يجهل بصراحة كنت لا أحبها وكنت أرى أنها ثقيلة بلا داعٍ ومعقدة بدون داع، أما الآن فقد بت أحبها وعندما أحملها أشعر أن قلبي يخفق بانتظار ما ستعطيني إياه من جمال وإبداع. الراشد: أكثر من رائعة، وأشفقت على نفسي من جميع الكاميرات التي كانت ترى إحساسي بالصورة ولا تستطيع أن توصله بسبب إمكانيتها المتواضعة. هدى السالم