بسبب الالتزام المهني مع أستاذي الكبير والقدير محمد العبدي بموعد تسليم هذا المقال في الوقت المحدد اضطررت لكتابته قبل بداية مباراة الهلال ونجران في مسابقة سمو ولي العهد لأني كنت متشوقاً لأعرف الإستراتيجية الهلالية، هل ما زالت كما أعلنوا أم تغيرت من ناحية تحديد الأولويات في المشاركات الداخلية والخارجية .. فالكثير ما زال يتذكر تصريح سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في نهاية الموسم الماضي وحديثه عن إرهاق اللاعبين بعد موسم ناجح ومرهق لفريقه وأنهم في هذا الموسم سيركزون على بطولات معينة لكي لا يقعوا في هذا المأزق مرة أخرى.. وبالمناسبة هذا ما تطبقه الكثير من الأندية الأوروبية الكبيرة حيث كل نادي له هدف واحد يركز عليه ويعمل ويسعى على تحقيقه ومثل هذا الفكر هو ما تفتقده بعض إدارات الأندية عندنا، لأن بعضهم إما واقعهم دون الطموح أو البعض الآخر طموحهم يفوق إمكانياتهم .. هناك اعتقاد أن مشاركات الأندية السعودية قد قُلّصت بعد أن حولت بطولة الأمير فيصل للفرق الأولمبية وهذا صحيح، للأندية الغير المشاركة في البطولة الآسيوية ولكن الأندية المشاركة في البطولة الآسيوية التي لديها عدد كبير في المنتخب لا ينطبق عليهم هذا الاعتقاد بسبب بسيط وهو كثرة مشاركات لاعبيهم في المباريات مع أنديتهم ومع المنتخب، فمثلاً اللاعب الموهوب محمد الشلهوب شارك في كل مباريات فريقه منذ بداية الموسم وكذلك لعب مع المنتخب بصفة أسياسية في بطولتي الخليج وآسيا، بالتأكيد سيتعرض للإرهاق ويتأثر مستواه مع مرور الأيام وكثرة المشاركات .. وقد اتفق جميع النقاد والمتابعين أن الهلال كان في الموسم الماضي الأفضل في كل شيء ولكنه لم يحقق كل شيء بسبب معاناة اللاعبين بديناً وتحديداً في الربع الأخير من الموسم وهذا ما أخشى حدوثه في هذا العام إذا لم يستفد الهلاليون من الدرس خاصة أن لدينا إشكاليات عديدة في مسابقاتنا المحلية، فهي مرهقة في تعددها وتنوعها ومزعجة في كثرة توقفها وتداخلها مع بعضها، من هذا المنطلق أحببت أن أذكّر الهلاليين بأنهم أضاعوا الكثير من البطولات كانت قريبة منهم بسبب عدم تحديد الأولويات في مشاركات فريقهم والأمل كبير في إداري محترف بقامة وفكر الأسطورة العالمي سامي الجابر ممكن يعالج تلك السلبيات وأن يتجنب تلك المصاعب إذا وضع خطة وإستراتيجية مع الجهاز الفني تقي فريقهم الإرهاق وتحقق لهم أهدافهم .. لذا أتمنى من الهلاليين وهم دائماً السباقين والقائدين للعمل الاحترافي الحقيقي أن يمضوا في خطتهم وسيصلون بإذن الله لهدفهم وسيجنون فائدة عملهم الاحترافي المنظم وسيلحق بهم بقية الأندية كما حدث في حالات كثيرة كان الهلال والهلاليون حاملوا راية تطور الرياضة السعودية في الأمور الإدارية والاستثمارية والاحترافية. (التناقض في عنيزة) صحيح هناك فرق بين دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية من حيث قوة الفرق وقدرات اللاعبين في كل درجة ولكن ما يحصل لفريق مثل النجمة أجزم أنه لا يليق بتاريخهم ولا بسمعتهم، وهذا ما حذر منه الكثير من محبي وعشاق النجمة منذ صعود الفريق للدرجة الأولى بأن الفريق بحاجة ماسة للاعبين أصحاب خبرة يساعدون زملاءهم الباقين لأنه من الواضح منذ الموسم الماضي والفريق معظمه من اللاعبين الصغار في السن وأنهم بحاجة ماسة للمزيد من المباريات والاحتكاك وإلا سيعانون في مقارعة أندية الدرجة الذي بشاهدة الجميع يعتبر دوري قوياً جداً والأندية التي تلعب فيه أندية متمرسة ويحتاج للاعب الخبرة أكثر من أي شيء آخر .. لكن وبكل أسف لم تتعامل إدارة النجمة مع موضوع استقطاب لاعبين جدد للفريق إلا مؤخراً بالرغم من الخبرة العريضة التي يمتلكها رئيس النادي الأستاذ إبراهيم السيوفي الذي طالبه المحبون بالعمل الاحترافي الحقيقي وهو بيع عقود بعض اللاعبين على الأندية الكبيرة واستغلال قيمة عقودهم بشراء عقود لاعبين آخرين يسدون حاجة الفريق الفنية والمالية ولكن .. قدر الله وما شاء فعل .. على النقيض تماماً وهو من النوادر أن يحدث في المدينة الرائد في السياحة، مدينة العلماء والمثقفين عنيزة، تناقض نظراً للتناغم والتفاهم الحاصل بين عنيزة الهادئة وأهلها الطيبين يعيش الفريق العربي أفضل حالاته الفنية والنتائجية فهو يحتل المركز الثاني في مجموعته، وقريب جداً من الصعود للدرجة الأولى وأرجو منهم أن يستفيدوا من جارهم الودود نادي النجمة وأن يتلافوا كل الأخطاء الذي وقعت فيها إدارة النجمة حتى يصلوا جميعاً لمرتبتهم المعروفة عنهم مع الكبار بإذن الله. نقاط سريعة : بعد أن حقق الهلال بطولة دبي الدولية أصبحوا يشككون فيها باعتقادهم أنها رسمية وأن الهلاليين سيضمونها ل50 بطولة وعلموا هؤلاء أن تحقيق البطولات ثقافة هلالية حتى وإن كانت بطولة ودية. صفقة سلمان الخالدي أجدها مناسبة جداً لعدة اعتبارات أولاً لمنافسة بعض اللاعبين الذين انخفض مستواهم مؤخراً ثانياً لتعويض إصابات اللاعبين الآخرين . سليمان الجعيلان بكل تأكيد تصريحات راشد الرهيب مؤخراً هي حالة فردية لأننا ما عهدنا على لاعبينا التنكر لأنديتهم المنتقلين منها. بعد عودة المنافسات المحلية يفترض من بعض مسؤولي الأندية أنهم استفادوا من الدرس وأرجوا أن يجعلونا نستمتع بمباريات خالية من المنغصات. كان الله في عون المدربين واللاعبين من جدولة المسابقات وتداخلها الغريب. أتمنى أن تكون مباراة الهلال والاتحاد الأحد القادم البلسم الشافي لأبناء جدة بعد قضاء وقدر الأربعاء وانتهاء الاختبارات بأن يعوضوهم لاعبي الفريقين بمستوى فني وأخلاقي عالٍ في المباراة. سليمان الجعيلان [email protected]