كشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي امس عن وصول عدد من عناصر تنظيم القاعدة من دول عربية وإسلامية إلى محافظة أبين لدعم القاعدة فيها. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن هادي قوله خلال لقائه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت امس، إن تنظيم القاعدة «إستغل الأزمة ودفع بقيادات وعناصر من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى اليمن وخصوصاً محافظة أبين بهدف إعلانها إمارة إسلامية». وأضاف «إننا عازمون على مواجهة الإرهاب بكل قوة ومهما كان الأمر، وسنواصل ملاحقته حتى آخر مخبأ»، وشدّد على أنه تتم مواجهة القاعدة بكل قوة من قبل الجيش واللجان الشعبية والمواطنون، مشيراً الى أن التنظيم «مُني بخسارات فادحة». وأكد الرئيس اليمني خلال لقائه المسؤول البريطاني على أن «المواجهة القوية مع تنظيم القاعدة ستستمر حتى دحر أخر إرهابي سواء من محافظة أبين أو غيرها»، معتبراً أن «المشكلات الإقتصادية تعتبر من أبرز أسباب إنخراط البعض من المغرر بهم في تنظيم القاعدة». بدوره، قال وزير الدولة البريطاني إن حكومة بلاده «تتابع عن كثب سير تنفيذ التسوية السياسية في اليمن وتساند باتجاه تحقيق النجاحات المطلوبة بما يحقق رغبة الشعب في التغيير والتطوير وتحقيق كافة تطلعاته». وأشار إلى أن الحكومة البريطانية ستعمل مع المجتمع الدولي من أجل إنجاح مؤتمر «أصدقاء اليمن» الذي سيحدد المعالم نحو المساعدة الإقتصادية والتنموية بمختلف إتجاهاتها وجوانبها. وكان حوالي 103 جنود يمنيين قتلوا على الاقل في هجوم نسب الى تنظيم القاعدة على ثكنة الكود في محافظة ابين بجنوب اليمن بحسب حصيلة جديدة تم الحصول عليها امس الاثنين من المستشفى العسكري في عدن. وقال مسؤول طبي في المستشفى ان «الحصيلة ارتفعت الى 103 جنود قتلى بعد وفاة عدة عسكريين متأثرين بجروحهم». واشارت حصيلة سابقة الى سقوط 78 قتيلا. وافاد مصدر عسكري ان مسلحين ينتمون الى القاعدة نفذوا في البداية هجوما انتحاريا قرب ثكنة الكود ثم استولوا على اسلحة وشنوا هجومهم على الجنود. ويعد هذا الهجوم من اكثر الهجمات دموية على القوات المسلحة اليمنية في جنوب اليمن حيث يتزايد وجود القاعدة. وقتل 25 مهاجما في المعارك التي تلت في الثكنة الواقعة قرب زنجبار عاصمة محافظة ابين التي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة منذ مايو 2011. وتحدث مسؤول عسكري طلب عدم كشف هويته عن «مجزرة». وافاد ضابط في الجيش ان جنود ثكنة الكود «فوجئوا» بهجوم «انصار الشريعة» وهي جماعة تؤكد ارتباطها بتنظيم القاعدة وتسيطر منذ مايو على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين. واكد بعض الجنود الذين نجوا من الهجوم ان المهاجمين حظيوا بتواطوء من صفوف الجنود المتمركزين في الكود. وقال احد هؤلاء الجنود «انها مؤامرة لاننا هوجمنا من الوراء مع تواطوء قسم من الحرس الذين سلموا اسلحتهم وسياراتهم الى المهاجمين». واضاف «لم يصب احد من هؤلاء الاخيرين بجروح في الهجوم» فيما اتهم الضابط في الجيش عسكريين موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح بالتواطوء مع المهاجمين. وقد تكاثرت الهجمات على عناصر قوات الامن والجيش التي تنسب غالبا الى القاعدة، في الاونة الاخيرة في جنوب وجنوب شرق اليمن حيث ينتشر التنظيم بشكل كبير.