سليمان بن علي كان يرفض نشر شعره وتدوينه بين الناس كما قلت في الحلقتين الماضيتين، إن أعرف الناس بشخصية شاعرنا الكبير سليمان بن علي راعي الداخلة رحمه الله هو الراوية الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله وقد كان ابن يحيى حريصاً تمام الحرص على تدوين أشعار صديقه . وترجم له حفيده وهو الاستاذ الباحث خالد المشاري بترجمة جيدة عرض فيها بعضاًَ من قصائده وأطوار حياته ومسيرة ايامه الطويلة وانتخب جملاً من تراجم عدة عرفت بشاعرنا الشيخ سليمان بن علي، فيقول الاستاذ خالد .. وكانت شهرته واسعة ومعروفاً عند الحاضرة والبادية كما يتصف به شعره من معان قوية واضحة وعذوبة وصدق. وقد أورد الاستاذ خالد قصيدة جده الشيخ سليمان الرثائية وهي تعد من عيون شعره إذ رثى بها ابنه عبدالرحمن فكانت هذه القصيدة تفوح حزناً وأسى وكمداً خرجت من قلب مليء بفاجعة اب عندما فقد ابنه وهو في دار غربة وهو بعيد عنه إذ إن ابنه توفي بجنوب المملكة ابان حرب اليمن وقصيدته هذه تذكرنا بقصيدة ابي الحسن التهامي في رثاء ابنه وهي أعظم مرثية في الأبناء بعد مرثية ابي ذؤيب في ابنائه رحمهم الله وقد اطال فيها سليمان بن علي النفس وصور هذه الفاجعة بأعظم صورة وفي قالب زاخر بالفقد والحزن والقصيدة طويلة جداً,وقد ذكر جل ابياتها الزميل ناصر الحميضي في أعداد سابقة من هذة الصفحة. والوقوف على دراسة حياته وسيرته وأشعاره لاتكفيها مقالات في صحيفة سيارة بل يستحق دراسة كاملة بجميع مراحل حياته الطويلة التي امتد عطاؤها مئة سنة، ولا أدري أين صحفنا عنه في ذاك الزمن وقد أدرك رحمه الله جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، رحمه الله الشيخ سليمان فلقد توفي بالرياض بتاريخ 18/8/1389ه ودفن بمقبرة العود. صلاح الزامل