قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ان اعتذاره رسمياً من نظيره الأفغاني حامد كرزاي عن إحراق جنود أميركيين القرآن في أفغانستان «هدأ الأمور» بعدما تسبب الأمر بموجة عنف اجتاحت البلاد. وأوضح أوباما في مقابلة حصرية مع شبكة «آيه بي سي نيوز» الأميركية من البيت الأبيض ان الاعتذار الرسمي من الرئيس الأفغاني «هدأ الأمور». وأضاف « نحن لم نتخط مرحلة الخطر بعد، لكن معياري في ان أي قرار أتخذه هو أخذ توصيات من الموجودين على الأرض، هو ما سيحمي جنودنا ويضمن إنجازهم مهمتهم». وأشار إلى ان الهدف من رسالته إلى كرزاي كان تفادي أي خطر إضافي قد يواجهه الجنود الأميركيون على الأرض. واعتبر أوباما انه «بالرغم من صعوبة الأوضاع في أفغانستان، نحن نحرز تقدماً بسبب خدمة جنودنا الاستثنائية، وغالبية الجنود الأفغان رحبوا واستفادوا من التدريب والشراكة التي نقدمها». وكان كرزاي قال إن نظيره الأميركي وجه رسالة اعتذار للأفغان عن حادثة إحراق مصاحف في قاعدة باغرام الجوية الأميركية، وكذلك اعتذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وقائد (إيساف) الجنرال جون آلن من الشعب الأفغاني، مؤكدين أن هذا العمل لم يكن متعمّداً. وشدد أوباما على ان «الحرب عمل صعب، ولا تسير الأمور دائماً في طريق جيد، ولكن بفضل التزام وتماسك فرقنا أشعر بالثقة بأننا قادرون على البقاء في مسار، يؤدي، في نهاية العام 2014، إلى خروج كل قواتنا وعدم قيامهم بأي دور قتالي، كما ستكون لدى الأفغان القدرة، تماماً كما العراقيين، لضمان أمن بلادهم». يشار إلى ان المقابلة أتت قبل مأدبة عشاء رسمية أقامها أوباما لتكريم المقاتلين المخضرمين في العراق، وبعضهم خدم في أفغانستان. ويأتي العشاء بعد شهرين ونصف الشهر على انسحاب آخر جندي أميركي من العراق، وضم 78 جندياً اختيروا من مختلف الفروع العسكرية. وقال أوباما ان «العشاء هو احتفال بالرجال والنساء الذين قاموا بمهمة استثنائية وصعبة بشرف وشجاعة، وكانت النتيجة النجاح في إعطاء العراق فرصة لبناء بلد ديمقراطي ذي تمثيل». وأكد اعترافه الدائم بتضحيات الجنود وخدمتهم الممتازة. على صعيد متصل قتل جنديان من قوة حلف شمال الاطلسي امس حين فتح جندي افغاني ومدني نيرانهما عليهم في جنوبافغانستان كما اعلنت القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف). وقالت ايساف في بيان ان «عنصرين احدهما يفترض انه جندي افغاني والاخر يرتدي لباسا مدنيا صوبا سلاحهما على عسكريين افغان وايساف وقتلا جنديين من القوة الدولية». من جهته، قال مسؤول اقليم زهاري نياز محمد سرهادي ان «استاذا افغانيا اخذ سلاحا من جندي وفتح النار على اميركيين ما ادى الى مقتل اثنين منهم. ورد الجنود ما ادى الى مقتل الاستاذ والعسكري الافغانيين». ولم تكشف ايساف هوية او جنسية الضحايا. وقتل ستة عسكريين اجانب بينهم اربعة اميركيين على الاقل برصاص رفاقهم الافغان خلال اسبوع بعد احراق مصاحف في قاعدة عسكرية اميركية وتظاهرات عنيفة مناهضة للاميركيين تلت ذلك.