انطلقت صباح أمس فعاليات مؤتمر "التعليم الموازي الحاضر والمستقبل " والذي تنظمه جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ويستمر يومين برعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وذكر مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أباالخيل خلال افتتاحه المؤتمر أن جامعة الامام لن تدخر وسعا بدعم وتوجيه من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ومتابعة من وزير التعليم العالي أن تبذل كل جهد لخدمة أبناء الوطن على مختلف مستوياتهم وهاهي اليوم تضرب مثالاً رائعا وتفعيلاً لنوع من التعليم ألا وهو التعليم الموازي والذي لا يختلف عن التعليم النظامي إلا في وقته فقط وقد وجدت الجامعة إقبالا كبيرا ومنقطع النظير للالتحاق به في مختلف التخصصات ومن هنا كلفت العمادات وشكلت اللجان من أجل وضع هذا العمل العلمي الاكاديمي وتوجيهه الوجهة الصحيحة واقامته على الضوابط العلمية المعروفة حتى حققت الجامعة في هذا الاتجاه الكثير من النجاحات كما أن تطلع المسؤولين في الجامعة يتجه نحو التطوير ودعم ما هو قائم من تخصصات وأقسام إضافة للسعي لافتتاح أقسام أخرى شرعية وعربية وغيرها لأننا نعلم يقينا خصوصا في مرحلة الدراسات العليا أن هناك فئات من الذكور والإناث لديهم نهم عالٍ ورغبة شديدة في مواصلة الدراسة والاستفادة والاستزادة سواء بالقطاعات العاملة والخاصة الحكومية والاهلية المدنية والعسكرية ولذلك فإن الخير مقبل وأن التوسع حاصل ووارد وما هذا المؤتمر وأهدافه ورؤيته ورسالته إلا تمهيد وتأهيل لكل ما نتطلع إليه من تطوير وأشار الدكتور عبدالله بن حمد الخلف وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس اللجنة التحضيرية أن المؤتمر ينطلق عبر خمسة محاور الاول التعليم الموازي واحتياجات المجتمع السعودي ويناقش فيه الباحثون الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمع السعودي المرتبطة بتوفير الكوادر الوطنية للدراسات العليا وكذلك دور التعليم الموازي في تحقيق التنمية الشاملة في هذا الاطار والمحور الثاني واقع التعليم الموازي في الدراسات العليا في الجامعات السعودية وسبل تطويرها أما المحور الثالث فقد خصص للجودة في التعليم الموازي ويشتمل على اتجاهات حديثة للتعليم الموازي والاعتماد الاكاديمي ومعايير الجودة واقتصاديات التعليم الموازي أما المحور الرابع التنسيق والتكامل في التعليم الموازي للدراسات العليا والمحور الاخير الخبرات والتجارب في برامج التعليم الموازي في الدراسات العليا. د.كمال: التعليم الموازي في مرحلة الدراسات العليا يسهم في بناء المجتمع المعرفي وأضاف الخلف انطلق هذا البرنامج عام 1429 ه الى عام 1434 ه وركز على ضرورة التوسع في برامج الدراسات العليا بمعدل يصل 300 % في نهاية الخطة الخمسية وكان التعليم الموازي هو أحد عناصر هذه الخطة الاستراتيجية ويعتبر التعليم الموازي في الدراسات العليا فرصة لمواصلة التعليم العالي للراغبين لمتابعة دراستهم العليا نظير قيامهم بدفع تكاليف الخدمات الجامعية التي تقدمها الجامعة وفي ذات الوقت يتيح للجامعة فرصة تسخير إمكاناتها البشرية والمادية في مجال الدراسات العليا بما يرجع بالنفع على الجامعة والمجتمع وهو نظام تعليمي يمكن تقييمه وترشيده وتوجيهه ليتجاوز العديد من السلبيات التي تقترن بالالتحاق بالدراسات العليا بالمؤسسات الجامعية التي قد تفتقد معيار الجودة الأكاديمية وفي جامعة الامام صنفت برامج التعليم الموازي لدراسات العليا لتخدم أولئك الدارسين والراغبين مواصلة دراساتهم العليا بما يحقق رغبتهم ويكفل نجاح وجودة هذا النظام ولذالك جاءت فكرة إقامة هذا المؤتمر الاول للتعليم الموازي للدراسات العليا بعد مرور أكثر من أربع سنوات على مرور هذا النوع من التعليم بالجامعة للوقوف على هذه البرامج بواقعها الحالي. وقال نائب رئيس اللجنة التحضيرية عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور محمد بن عبد المحسن التويجري في كلمته ان لجامعة الإمام دورا رائدا ومستمرا في تنفيذ برامج التعليم الموازي في عدد من التخصصات العلمية المختلفة وكلية العلوم الاجتماعية على وجه التحديد لها مساهمتها الفاعلة في تحقيق هذه الريادة بما تقدمه من برامج في عدد من التخصصات لديها كالتاريخ والجغرافيا وعلم النفس والاجتماع والادارة والتخطيط والمناهج وطرق التدريس واصول التربية وسيكون بالقريب العاجل برنامج للتعليم الموازي بقسم التاريخ وإيمانا من الكلية بضرورة تدعيم هذه البرامج والوقوف على ايجابياتها وسلبياتها ان وجدت لمعالجتها كان هذا المؤتمر "التعليم الموازي الحاضر والمستقبل" ويكرم اللجان العاملة وكانت جلسات المؤتمر قد انطلقت صباح أمس ترأس الأولى الدكتور محمد بن عبدالمحسن التويجري وتناولت محور(التعليم الموازي واحتياجات المجتمع السعودي) بدأها الدكتور بدر الدين كمال من جامعة القصيم في ورقة بحث بعنوان(تنمية طلاب التعليم الموازي بين رأس المال المعرفي ورأس المال الاجتماعي) ذكر فيها أن التعليم الموازي خاصة في مرحلة الدراسات العليا يسهم في بناء المجتمع المعرفي خاصة وأن تقرير المعرفة العربي لعام 2009 أوضح أن المملكة العربية السعودية تأتي ضمن سبع دول عليها أن تبذل جهوداً إضافية لتكوين الكتلة الحرجة من الشباب القادر على المشاركة في مجتمع المعرفة التى تتكون دورتها من ثلاث محطات، وهى توليد المعرفة، ونشر المعرفة، واستخدام المعرفة، مشيراً إلى أن مرحلة الدراسات العليا خاصة إذا كان الملتحقون بها على رأس العمل كما هو متاح فى التعليم الموازي، يمكن من خلالها تفعيل المحطات الثلاث لمجتمع المعرفة. جانب من الحضور بعد ذلك ورقة الدكتور أحمد الرومي بعنوان(العوامل ذات العلاقة في زيادة الإقبال على التعليم العالي الموازي من وجهة نظر طلاب وطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية). بعدها قدم رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العملي بمجلس الشورى الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح ورقة بحث بعنوان (الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمجتمع السعودي المرتبطة بالتعليم الموازي) ذكر فيها أن التعليم بكافة أشكاله وصوره يشكل هاجساً كبيراً للمجلس، للقناعة بأهمية التعليم من جهة، وأهمية مراجعة أنظمته وتطويرها من جهة ثانية، لتتواكب مع متطلبات المرحلة والحراك التنموي الذي تشهده قطاعات الدولة المختلفة التي تقودها رؤية خادم الحرمين للنهوض بالمجتمع واللحاق بركب دول العالم الأول، استثمارا للعقول البشرية وللموارد المالية التي تنعم بها المملكة.