باريس -»الحياة»، رويترز - قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن من شبه المؤكد أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ستسقط تحت ضغط الاحتجاجات والعقوبات لكن هذا سيستغرق وقتاً بسبب التعقيدات السياسية داخلياً وإقليمياً. كما أكد المسؤول الفرنسي انه في حين أن معظم الدول العربية تعارض اتخاذ إجراء ضد دمشق، فان تركيا تقترب من الموقف الغربي وبدأت ممارسة ضغوط على الحكومة السورية. ودخلت الحملة التي تشنها سورية على الاحتجاجات الشعبية شهرها الثامن وتعتمد القوى الغربية ومن بينها فرنسا على مجموعة من العقوبات والضغوط السياسية لإضعاف سيطرة الأسد على الحكم. ووسع الاتحاد الأوروبي نطاق عقوباته على الرئيس السوري والحكومة السورية بعد أن أعاقت الصين وروسيا محاولة قامت بها القوى الغربية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين العنف ضد المحتجين. لكن الضغوط الغربية لم تؤد إلى تغيير كبير على الارض، إذ ان الجيش وقوات الشبيحة تشن حملات قمع ضد المدنيين ما ادى الى تراجع اعداد المحتجين السلميين ولجوء المنشقين عن الجيش إلى حمل السلاح رداً على الاستخدام المفرط للعنف ضد المدنيين. وعن فشل الجهود الدولية لإستصدار قرار ضد دمشق، قال جوبيه لإذاعة انتير الفرنسية أمس: «صحيح أن القرار تمت عرقلته في نيويورك، بمجلس الأمن، وهذه وصمة على جبين مجلس الأمن الدولي الذي لم يقل شيئا تقريبا عن هذا القمع الهمجي». لكنه أضاف: «سينتهي هذا بسقوط النظام ولا يمكن تفادي هذا تقريبا لكن للأسف قد يستغرق وقتا لأن الوضع معقد لوجود خطر نشوب حرب أهلية بين الفصائل السورية إذ أن الدول العربية المجاورة لا تريد منا أن نتدخل». وأوضح جوبيه انه في حين أن معظم الدول العربية تعارض اتخاذ إجراء ضد سورية «فإن تركيا تقترب من الموقف الغربي وبدأت ممارسة ضغوط على الحكومة السورية لوقف الحملة». وبعد اشتباكات مستمرة منذ عدة اشهر بين المحتجين وقوات الأمن ذكرت الأممالمتحدة إنها أسفرت عن سقوط ثلاثة آلاف قتيل وأفرزت منشقين على الجيش السوري ما يشكل بداية تمرد مسلح ضد الدولة، وظهرت عدة تنظيمات من هؤلاء الجنود المنشقين من بينها «الجيش السوري الحر» الذي يعيش بعض عناصره في تركيا بعدما فروا من حملات امنية عنيفة على حمص وادلب ودير الزور. وبدأت المعارضة السورية في الخارج تتكتل تحت مظلة المجلس الوطني الانتقالي السوري. ولم تعترف فرنسا بالمجلس لكنها عبرت عن دعمها له في وقت سابق من الشهر الحالي حين صافح جوبيه زعيمه في باريس. وكان جوبيه قد قال قبل نحو أسبوعين بعدما التقى عدداً من اعضاء المجلس الوطني بينهم برهان غليون إن فرنسا تدعم المجلس وإنها في إنتظار رؤية كيف سيتحرك على الارض، كما انها في انتظار خريطة طريق وجدول زمني لعمله.