يفتتح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث معالي الدكتور قاسم القصبي يوم الاثنين المقبل فعاليات المؤتمر العالمي لطب الأشعة الذي ينظمه المستشفى بقاعة الأمير سلمان على مدى 4 أيام بمشاركة منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمعهد الياباني للعلوم الإشعاعية، والهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة وأكثر من 70 خبيراً متخصصاً محلياً ودولياً وعقد 12 جلسة عمل متخصصة. وأوضح ل «الرياض» الدكتور بلال مفتاح رئيس قسم الفيزياء الطبية ورئيس اللجنة المنظمة أن هذا المؤتمر يأتي امتداداً لسلسلة من المؤتمرات التي يقيمها المستشفى بشكل منتظم، ويتم من خلالها التركيز على الدور الرئيسي الذي تلعبه الأشعة في المجال الطبي للتشخيص والعلاج. ويقوم المستشفى التخصصي بتنظيم المؤتمر هذا العام بالتعاون مع أربعة مؤسسات، تشمل الهيئة السعودية للغذاء والدواء، والوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي منظمة غير حكومية مستقلة وتعمل تحت إشراف الأممالمتحدة تأسست عام 1957م بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحد من التسلح النووي. ويتعاون في التنظيم كذلك المعهد الوطني الياباني للعلوم الإشعاعية، ومنظمة الصحة العالمية وهي السلطة التوجيهية والتنسيقية ضمن منظومة الأممالمتحدة فيما يخص المجال الصحي، وهي المسؤولة عن معالجة المسائل الصحية العالمية وتصميم برنامج البحوث الصحية ووضع القواعد والمعايير وتوفير الدعم التقني للبلدان ورصد الاتجاهات الصحية وتقييمها. وأضاف الدكتور مفتاح أنه ولتفعيل مبدأ التعاون بين القطاعات المختلفة دعا المستشفى القطاعات والهيئات المختلفة ذات العلاقة للمشاركة في عضوية اللجنة المنظمة للمؤتمر، حيث ضمت اللجنة ممثلين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، وجامعة الملك عبدا لعزيز، ومستشفى الملك خالد الجامعي، ومدينة الملك فهد الطبية، والإدارة العامة للصحة الوقائية بوزارة الصحة، والمستشفى العسكري، والخدمات الطبية بشركة أرامكو، والجمعية السعودية للأورام، والجمعية السعودية لفنيي الأشعة. كما حصل المؤتمر على مباركة من الجمعيتين الأمريكية للعلاج الإشعاعي والأوروبية للعلاج الإشعاعي. وبين الدكتور بلال مفتاح أن اللجنة العلمية للمؤتمر قبلت 79 ورقة علمية لتقديمها في المؤتمر، منها 36 ورقة ستقدم لمحاضرات قصيرة و33 ورقة أخرى تقدم كملصقات علمية، ولفت إلى تميز المشاركة اليابانية في المؤتمر هذا العام، حيث سيشارك متحدثون مميزون يأتي في مقدمتهم البروفسور (هيروكو تاسوجي) المدير السابق للمعهد الوطني للعلوم الإشعاعية والخبير الأول على مستوى العالم في مجال علاج الأورام بأيونات الكربون، حيث سيستعرض خبرة المعهد الياباني للعلوم الإشعاعية التي امتدت لخمسة عشر عاماً تم فيها علاج أكثر من 6000 مريض بتلك التقنية والنتائج التي تحققت. فيما سيتحدث الدكتور (هيدوتازازوكي) عن كارثة التسرب الإشعاعي التي حدثت في مفاعل (فوكوشيما) والدروس المستفادة، مع التركيز على أهمية أنظمة الحماية من الإشعاع المؤين ومراجعة آثاره السلبية البيولوجية على الإنسان وطرق التعامل معها. د.بلال مفتاح كما سيقدم البروفسور داوود محمد نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس قسم علوم وتطبيقات الأشعة محاضرة حول استخدام الذرة للأغراض السلمية وتحقيق الحاجات الأساسية للإنسان من خلال التطور العلمي والتقني المتواصل، في حين سيحاضر الدكتور احمد ماقزفيني رئيس قسم الفيزياء الإشعاعية في الوكالة عن الجهود التي تقدمها الوكالة لدعم الفيزياء الإشعاعية الطبية نظراً لأهميتها البالغة في الاستخدام الآمن للأشعة في المجال الطبي. وسيقدم البروفسور (ليونارد قندرسون) رئيس الجمعية الأمريكية للعلاج الإشعاعي واستشاري العلاج الإشعاعي في مستشفى (مايو كلينك) عدة محاضرات من أبرزها التطورات الحاصلة في مجال أورام القولون والمستقيم بالعلاج الكيميائي والإشعاعي، ومحاضرة حول خبرته التي امتدت إلى 30 عاماً في إعطاء العلاج الإشعاعي أثناء العملية الجراحية، حيث يعتبر البروفسور (قندرسون) من الرواد في هذا المجال وله عدة أبحاث وكتب. أما البروفسور (والتر كرين) رئيس مجموعة أبحاث علاج الأورام بالأشعة والمدير التنفيذي لمعهد (ويف شب) للسرطان بجامعة (إموري) فسيتحدث عن أحدث التطورات في علاج أورام المخ من خلال استقصاء الأبحاث التي تمت عبر التعاون بين المراكز المختلفة في العالم.من جهته أوضح الدكتور محمد الشبانه رئيس قسم العلاج الإشعاعي ونائب رئيس اللجنة المنظمة أن مستشفى الملك فيصل التخصصي قد بدأ خدمات العلاج الإشعاعي عام 1976م كأول مستشفى يقدم هذه الخدمة على مستوى المنطقة، وحرص المستشفى منذ ذلك الوقت على توفير رعاية طبية متكاملة لمرضى السرطان بالتناغم بين أحدث ما توفره التقنية من أجهزة ومعدات وما يتم استقطابه من الخبرات المحلية والعالمية عالية التأهيل. د.الشبانه واستمراراً للدور الريادي في هذا المجال فقد تمكن المستشفى في شهر مايو بعام 2009 م من تدشين أحدث تقنيات العلاج الإشعاعي، وهي تقنية علاج الأورام الإشعاعي باستخدام الإنسان الآلي، والعلاج الإشعاعي باستخدام مفهوم التصوير الطبقي (تومو ثيرابي)، والعلاج الإشعاعي باستخدام مفهوم القوس السريع، ليكون بذلك أول مستشفى على مستوى العالم يوفر هذه التقنيات الثلاثة مجتمعة، ولازال المستشفى يعتبر المركز الوحيد في المملكة الذي يوفر تقنية علاج الأورام الإشعاعي باستخدام الإنسان الآلي، والعلاج الإشعاعي باستخدام مفهوم التصوير الطبقي (تومو ثيرابي)، إلى جانب توفير التقنيات الأخرى كالعلاج الإشعاعي محدد التدفق، والتصوير المقطعي واسع المدى وغيرها، وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات التخصصية لعلاج مرضى السرطان. وأشار الدكتور الشبانه إلى أنه نتيجة لتوفر هذه التقنيات فقد زادت نسبة الدقة في توجيه الأشعة لمكان الورم وأصبح بالإمكان إعطاء أعلى جرعة ممكنة وفي نفس الوقت تجنب تعريض الأنسجة الطبيعية المحيطة للأشعة بقدر الإمكان لتلافي حدوث الضرر. ولفت إلى أنه كثمرة لهذه الجهود فقد تم تصنيف المستشفى من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمركز تميز في خدمات العلاج الإشعاعي، وهي أعلى درجة في سلم التصنيف المتبع لدى الوكالة عبر برنامج التحقق من الجودة المسمى برنامج (الكواترو)، الذي قام به فريق من الخبراء تم تشكيله من الوكالة وتضمن عمل هذا الفريق مراجعة شاملة للبنية التحتية والعاملين ومؤهلاتهم والدور الذي يقوم به كل موظف، وكذلك نوعية الخدمات المقدمة كما أعقب ذلك زيارة ميدانية قام بها الفريق للمركز استمرت خمسة أيام متواصلة تم خلالها مراقبة العمل عن قرب، والقيام بقياسات فيزيائية محددة ومراجعة عينة عشوائية للبرامج العلاجية الإشعاعيه للمرضى. وبين الدكتور الشبانه أنه سيسبق المؤتمر ندوة مكثفة تقام يوم غد الأحد تنظمها الوكالة الدولية للطاقة بالتعاون مع المستشفى حول (العلاج الإشعاعي عن قرب بالمعدل العالي والمنخفض) ويحضرها عاملون من مختلف التخصصات ذات العلاقة من داخل المملكة و خارجها من الدول العربية الآسيوية. وأشار إلى أن سرطان الثدي له نصيب في هذا المؤتمر، حيث سيشارك البرفسور (روبرتو اوراشيا) رئيس قسم العلاج الإشعاعي في جامعة ميلان ومدير قسم العلاج الإشعاعي في المعهد الأوروبي لعلاج الأورام بميلان، والذي يعتبر من أكبر المراكز في العالم في علاج سرطان الثدي وله الريادة في عديد من الأساليب المتبعة حالياً في الجانب الجراحي والإشعاعي، وسيقدم في هذا المؤتمر أحدث نتائج الدراسة ذائعة الصيت التي تم فيها مقارنة إعطاء جلسة إشعاعية واحدة أثناء العملية بالعلاج المتفق عليه عالمياً والذي يمتد لستة أسابيع، وأثبتت الدراسة فعالية هذه الطريقة لمجموعة محدده من مريضات سرطان الثدي . أحد أحدث الأجهزة المتطورة التي يمتلكها التخصصي