قال جون برينان، مستشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما لشؤون الأمن القومي الأمريكي ان الرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح الموجود حاليا في الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج الطبي لن يعود الى اليمن قبل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم غد الثلاثاء والتي سيتم فيها وبموجب المبادرة الخليجية لنقل السلطة انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا انتقاليا لمدة عامين. وقال برينان في مؤتمر صحافي أمس الأحد بصنعاء "توقعاتي انه سيعود إلى اليمن بعد الانتخابات." وأضاف:" "علي عبد الله بعد الانتخابات سيكون مواطنا يمنيا عاديا ومستقبله هو شيء علي عبد الله وأسرته عليهم ان يقرروه ." مشيرا إلى أن صالح أعلن تأييده للعملية الانتقالية. وحمل برينان الذي وصل صنعاء السبت رسالة دعم سياسي قوي من الرئيس اوباما للرئيس الانتقالي هادي "طلب الرئيس لي أن آتي إلى هنا من أجل إظهار وتأكيد التزام الولاياتالمتحدة في المستقبل في اليمن ". وأكد ان اوباما في رسالته الى هادي أكد انه ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها فان اليمن ستمثل نموذجا للانتقال السلمي للسلطة في الشرق الأوسط عندما "يقاوم الناس العنف ويتوحدون تحت قضية مشتركه. أريدك ان تعرف ان الولاياتالمتحدة ستكون شريكا قويا ويعتمد عليه." وقال ان الولاياتالمتحدة قدمت اليمن خلال العام الماضي أكثر من 100 مليون دولار كمساعدة إنسانية ، لكنه قال ان احتياجات اليمن كبيرة وان ال 100 مليون دولار لا تعمل شيئا ، لكنه أكد انه سيتوجه الى المملكة العربية السعودية وأوروبا لمناقشة نتائج لقاءاته في اليمن. وقال "إن المجتمع الدولي متفائل ببزوغ فجر جديد في اليمن ، وان واشنطن مستعدة لتقديم المساعدة التي تحتاجها اليمن لمواجهة هذه التحديات، ولكن من المهم بالنسبة للحكومة اليمنية لتكون قادرة على تحديد أولويات احتياجاتها". وينتخب اليمنيون غدا الثلاثاء هادي رئيسا توافقيا بموجب المبادرة الخليجية لمدة عامين يتم خلالها صياغة دستور جديد وإعادة هيكلة القوات المسلحة وتوحيدها وكذا مناقشة القضايا الكبرى التي تواجهها البلاد من قضية الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال والحوثيين في صعدة وكذا تنظيم القاعدة الذي يتوسع نفوذه بسبب ضعف وهشاشة الأجهزة الأمنية. وشدد برينان على أهمية إعادة الهيكلة وإعادة تنظيم القوات العسكرية التي شهدت انشقاقات خلال الاضطرابات التي تضرب البلاد منذ بدء الانتفاضة ضد صالح في يناير 2011. وقال "إن القوات المسلحة اليمنية لا يمكن أن تكون عبارة عن مجموعة من الإقطاعيات الفردية. يجب أن يكون هناك نظام قيادة قوي للتأكد من أن القوات المسلحة قوات وطنية ."وأضاف "اذا أراد اليمن الدخول في عملية التحول السياسي هذه وتدمير تنظيم القاعدة وغيرهم من الإرهابيين، فان إعادة تنظيم واحتراف القوات المسلحة العسكرية أمر ضروري" وأشار إلى ان إعادة الهيكلة والتنظيم للقوات المسلحة ستضمن أن الأموال المخصصة للجنود ستذهب إليهم وليس إلى جيوب الآخرين. ودعا القادة العسكريين المتنافسين بما في ذلك اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع الذي انشق وانضم الى الثورة الشبابية العام الماضي إلى ترك أجندتهم السياسية جانبا والقيام بما هو في مصلحة اليمن. وقال برينان إن هناك بعض الأفراد داخل الجيش يشعرون بالقلق من إعادة هيكلة الجيش لانها تهدد مصالحهم الشخصية التي كسبوها بسبب مواقعهم القيادية في الجيش. وأكد انه بقدر ما أصبح على ثقة من أن القوات اليمنية تصبح قوة محترفة ومنضبطة، فإنها واشنطن ستزيد من مساعداتها التي ستشعر بالثقة انها سوف تستخدم ضد تنظيم القاعدة والإرهابيين وليس لأغراض سياسية داخلية. وسوف يقود هادي اليمن خلال فترة انتقالية لمدة عامين يتم خلاله صياغة دستور جديد، وسيتم إجراء حوار وطني يشمل الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال وحركة المتمردين الحوثيين في الشمال. وأكد برينان على أهمية إشراك كل الفصائل في الحوار الوطني بما في ذلك الحوثيين الذي قال ان بعض القوى الخارجية، تحاول " استغلال العلاقة مع الحوثيين لخدمة أجندة خارجية، ونحن ندين هذه الجهود". وبشأن الحرب على تنظيم القاعدة، قال برينان إن هادي ملتزم بتدمير تنظيم القاعدة، وسوف تكون شريكا قويا في الحرب ضد الإرهاب. وأوضح ان واشنطن تقدم التدريب والمعدات والمشورة للقوات اليمنية المنخرطة في مكافحة الإرهاب ، مشيرا الى ان واشنطن كانت حذرة للغاية بأن هذه المساعدات لن تذهب الى تلك القوات غير المنخرطة في مقاتلة القاعدة. وأكد ان ما تقوم به واشنطن ضد القاعدة في اليمن يأتي ضمن تعاون وتنسيق كامل مع الحكومة اليمنية، وان القاعدة في أبين وفي المناطق المحيطة بمدينة عدن تمثل تهديدا خطيرا.