يطوي اليمنيون غداً صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح عبر انتخاب نائبه عبد ربه منصور هادي رئيساً لفترة انتقالية تستمر سنتين، ليدخل اليمن عهداً جديداً عبر ثورة سلمية الاهداف، ليكون بذلك اول دولة من بلدان «الربيع العربي» تشهد انتقالاً للسلطة عبر اتفاق سياسي. ويتوجه ملايين الناخبين إلى مراكز الاقتراع لانتخاب المرشح التوافقي للرئاسة وسط تدابير امن يشارك فيها نحو 130 الف جندي ورجل شرطة. ويُتوقع ان يعود الرئيس الحالي علي عبد الله صالح إلى صنعاء الخميس من رحلة علاج في الولاياتالمتحدة للمشاركة في مراسم تسليم منصبه الى هادي، ومغادرة القصر الرئاسي في مشهد غير مسبوق يتم في ظل ظروف أمنية، واقتصادية معقدة، وأجواء سياسية مشحونة. وشهدت المهرجانات الانتخابية لهادي، التي تقيمها أطراف «الوفاق» خلافات بين أنصارها، واشتباكات كلامية، وتعاركاً بالأيدي أدت إلى انسحابات متبادلة، إلا أن كل المؤشرات تفيد بان العملية الانتخابية ستنجح بعدما اقتنع اليمنيون بان التجربة مفيدة وستؤدي الى الخروج باليمن من الأزمة الراهنة، والانطلاق إلى مستقبل التغيير، والإصلاحات الشاملة، وبناء الدولة المدنية الحديثة. وعلى رغم حشد عشرات الالاف من القوى المسلحة طالبت اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للإنتخابات بتوفير وحدات احتياط لتغطية أي طارئ أمني خصوصاً في بعض المحافظات التي تشهد انفلاتاً أمنياً، في ضوء تهديدات جماعات مسلحة متشددة تتبع تنظيم «القاعدة» بتنفيذ عمليات إرهابية أثناء الاقتراع، ورفض فصائل مسلحة تنتمي الى جماعات «الحراك الجنوبي» الانفصالية إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في المحافظات الجنوبية خصوصاً في محافظة أبين، مسقط رأس المرشح الرئاسي، وإعلان حركة «الحوثيين»، التي تسيطر على محافظة صعدة مقاطعة الانتخابات. وقالت مصادر ل»الحياة» أن قوات من الجيش، كانت انشقت على الرئيس صالح وانضمت الى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام في آذار (مارس) الماضي، ستشارك جنباً إلى جنب مع وحدات الحرس الجمهوري في حفظ الأمن وحماية العملية الانتخابية في خطوة تُمهد لتوحيد المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها برعاية أميركية وأوروبية بعد انتهاء الانتخابات وتقلد هادي منصب الرئاسة. وكانت الحكومة التوافقية أعلنت أمس أن اليوم وغداً عطلة رسمية لتمكين المواطنين من ممارسة حقهم الديموقراطي وانتخاب هادي رئيساً موقتاً لعامين. وأعلنت السلطات اليمنية امس القبض على عبدالله بولصي أحد أبرز قيادات تنظيم «القاعدة» في اليمن تورط في إغتيال رئيس اللجنة الانتخابية في محافظة البيضاء ونجله، وقائد الحرس الجمهوري في المحافظة وإصابة عدد من الجنود المرافقين الأربعاء الماضي. وأشارت المصادر إلى إن بولصي من احد أخطر قيادات التنظيم في اليمن، ويعتقد بانه متورط في إغتيال ضابط جهاز الاستخبارات في البيضاء العقيد عيضة فرج باعيضة الأسبوع الماضي. واصيب ثلاثة عسكريين امس خلال تبادل لاطلاق النار مع مسلحين من «الحراك الجنوبي» بالقرب من مركز انتخابي في محافظة لحج الجنوبية عندما اعترض المسلحون مركبات عسكرية كانت تحاول ادخال صناديق الاقتراع الى مدرسة السلام القريبة من قاعدة العند الجوية وتبادلوا اطلاق النار مع الجيش ما اسفر عن اصابة العسكريين». من جانب آخر تحدثت الناشطة اليمنية المعارضة، الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان عن الخطوط العريضة ليمن المستقبل وقالت انها ستكون «دولة حديثة يحكمها القانون وتسودها المساواة بين المواطنين». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن كرمان قولها: نحن ندعم انتخاب هادي لمرحلة انتقالية ويتعين علينا خلالها ان نبني اليمن الجديد». ودعت كرمان «شباب الثورة السلمية» الى الاقتراع لنائب الرئيس والانخراط في مختلف مراحل المرحلة الانتقالية. واكدت ان وصول هادي الى الرئاسة هو «احدى ثمار الثورة الشبابية الشعبية التي أجبرت علي صالح على الرحيل».