أعلن السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين امس أن بلاده ودولا عشر أخرى مسؤولة عن مراقبة تطبيق المبادرة الخليجية كاملة وآليتها التنفيذية، مؤكدا على أهمية الانتخابات الرئاسية المبكرة كأحد بنود الاتفاقية. ونقلت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الالكتروني عن فايرستاين قوله إن "المسؤولية لدينا جميعاً.. التطبيق الكامل للمبادرة الخليجية من أجل تهدئة الأوضاع الأمنية وإعادة اللحمة الوطنية للقوات المسلحة والأمن، وهذه الخطوات يجب اتخاذها قبل الانتخابات". وأشار الى أن بلاده ومجموعة الدول ال10 ناقشت مع اللجنة العسكرية الأمور التي يجب اتخاذها من اجل نجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة لضمان حماية وأمن مراكز الاقتراع، وضمان إيصال مستلزمات العملية الإنتخابية الى تلك المراكز. ومن المقرر ان تجرى انتخابات رئاسية مبكرة في اليمن في 21 من الشهر الجاري يكون مرشحها الوحيد نائب الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، المرشح التوافقي بموجب المبادرة الخليجية. وقال السفير الأميركي إن التحديات الحقيقية تبدأ بعد الانتخابات.. و"كنا واضحين جداً في نقاشاتنا سواء من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية، أو من قبل السفراء العشرة المعنيين بتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية". وشدد على أن تنفيذ المبادرة سيتم على أساس العمل جنباً الى جنب مع اللجنة العسكرية لإعادة تنظيم القوات المسلحة، و"نأمل أن نبدأ بهذه العملية بعد الانتهاء من الانتخابات". مشيراً الى أن بلاده و"المجتمع الدولي بما فيه أصدقاء اليمن وسفراء الدول العشرة نتابع الأمور المتعلقة بالانتخابات ونحن متفائلون بأن هذه الانتخابات ستكون ناجحة". وأشار الى أهمية إعادة تنظيم المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن وإجراء الحوار الوطني وجهود معالجة القضايا في الجنوب والشمال والحاجة للإصلاحات الدستورية والإصلاحات لقانون الانتخابات. وقال "إن الولاياتالمتحدة الاميركية تنوي ان تكون شريكاً فاعلاً مع اليمنيين في جميع هذه القضايا". وبشأن الحوار مع القاعدة في اليمن قال السفير الأميركي بصنعاء إنه "لا توجد هناك أية إشارة تدل على أن القاعدة مستعدة أن تتحدث مع أي إنسان وأن تصل الى حل". واضاف "القاعدة أعلنت الحرب على العالم واستخدمت العنف والتكتيكات الإرهابية ضد الأبرياء سواء هنا في اليمن أو في مناطق أخرى من العالم.. وبالتالي فإننا لا نرى أية إمكانية للحوار مع القاعدة، ولا التوصل الى حوار أو اتفاقية معها"، مشيراً الى وجود روابط ما بين القاعدة والقراصنة.. و"بالتالي ويدعمون أعمال القرصنة". وخلص الى القول "نتطلع كثيراً للعمل مع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، ونعتقد بأنه يأتي بأفكار جيدة لإنجاز مرحلة انتقالية ناجحة خلال العامين القادمين وننوي أن نكوّن شراكة جيدة معه". على صعيد ميداني قتل ناشطان من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال امس عندما اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين مناهضين لاجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في المحافظات الجنوبية، حسبما افاد شهود عيان من الناشطين. ونظم الحراك الجنوبي تظاهرة حاشدة جابت الشارع العام في مدينة الضالع واتجهت الى مقر اللجنة الانتخابية حيث طلب المتظاهرون من اللجنة مغادرة المدينة وعدم اجراء الانتخابات المقررة في 21 شباط/فبراير. وبحسب احد الشهود فقد "حصلت مواجهات واطلقت قوات الامن النار ما اسفر عن مقتل ناشطين اثنين". ورفع المتظاهرون اعلام دولة اليمن الجنوبي السابق ورددوا هتافات مناهضة لاجراء الانتخابات وداعية الى الثورة. ومن هذه الشعارات "ثورة ثورة يا جنوب" و"يا جنوبي صح النوم لا انتخابات بعد اليوم". وفيما تدعم القوى الخليجية والدولية بقوة الاستحقاق الانتخابي الذي تشهده البلاد في 21 شباط/فبراير ويكرس الانتقال السلمي للسلطة بموجب المبادرة الخليجية، ما زالت قوى في الداخل ترفضه، لاسيما المتمردون الحوثيون في الشمال والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال. يبدو الحراك الجنوبي متفقا على مقاطعة الانتخابات. الا ان الجناح المؤيد لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض يؤكد عزمه "منع" الانتخابات في الجنوب. وبدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية المبكرة مع اطلاق المرشح التوافقي والوحيد عبد ربه منصور هادي حملته الثلاثاء على امل انتقال البلاد الى "بر الامان" بعد سنة من الازمة والتوتر. وكانت حدة الحراك الجنوبي تراجعت خلال الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح والتي انطلقت مطلع العام 2011، الا ان المراقبين يتوقعون عودة هذا الملف الى الواجهة في المرحلة الانتقالية التي سيقودها هادي.