قالت الباحثة في السرد النسائي السعودي عضوة اللجنة الإعلامية لملتقى "المرأة والنص" الأستاذة منيرة المبدل ل(ثقافة اليوم) تمتاز الكتابة عند المرأة بخصوصيتها لأسباب، منها طبيعة التركيب العضوي والنفسي والعاطفي في الأنثى، المختلفة في بعضها عن نظائرها في الرجل، إضافة إلى الظروف الاجتماعية والضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة في فترات حياتها، والتي تُلقي بظلالها على آرائها وأنماط تفكيرها. مشيرة إلى أن هذا ما يجعل للكتابة النسائية دوافعها الخاصة، علاوة على الدوافع الذاتية للإبداع بصفة عامة، من حيث أن المرأة كتبت في البدء بحثاً عن هُويتها، فالكتابة أداة وجود للمرأة، كما أنها تسعى من خلالها إلى تحقيق مطالبها الاجتماعية، بوصف الكتابة "سُلطة"، ولاسيما أن شعور الضعف والدّونية ظل مُلازماً للمرأة حتى بعد تجاوز مرحلة الضعف؛ فصارت الكتابة لديها فعل "مقاومة" مستمرة ؛ تُجابه من خلالها التجاهل والتهميش، اللذين تجدهما من مجتمعها أو تتوجسهما منه. وأضافت المبدل قائلة: من هذا المنطلق، اتجهت أنظار الباحثين والدارسين صوب أدب المرأة لتلقيه أولاً ثم دراسته ثانياً. وهو المنطلق نفسه الذي دفع بجامعة الأميرة نورة ممثلة في كرسيها البحثي ونادي الرياض الأدبي من خلال شراكتهما في إقامة ملتقى (المرأة والنص)، وهو من الملتقيات المختصة بإبداع المرأة، وكان له قصب السبق في طرح هذا الموضوع المهم وتقديمه وجبة شهية للدارسين في تقديم أطروحاتهم ورؤاهم حوله، وذلك على مستوى المشهد الثقافي والنقدي في المملكة. وأشارت منيرة إلى أنه من الجميل في هذا الأمر أن القائمين عليه هم من أهل الاختصاص الأكاديمي والنقدي والشأن الثقافي؛ وذلك لمنح الموضوع نصيبه في الإعداد له من خلال آلية النشاط المنبري. ولا يقف هذا الملتقى في دورته الأولى فحسب بل سيستمر في عقد دورات متتابعة وهو تميز آخر يحسب لهذه الشراكة العلمية بين الجهتين (الجامعة والنادي) التي ستوقع اتفاقيتهما يوم افتتاح الملتقى وتستمر ثلاث سنوات بإذن الله، مختتمة حديثها بأن رؤية الشراكة والتعاون العلمي بين الجهات ذات الاهتمام المشترك ولاسيما الاهتمام العلمي والثقافي من الخطوات المهمة التي تضيف للمشهد الثقافي المزيد من الحراك والمنتج الثقافي عالي الجودة، الذي يرضي المتلقي ويزيد حجم الإفادة.. وأعتقد أن تعميم مثل هذه الشراكات في مشهدنا الثقافي أصبح من الأهمية بمكان.