عبرت ايران امس عن رغبتها في استئناف المفاوضات مع دول مجموعة الست حول ملفها النووي غداة الاعلان عن سلسلة انجازات كبرى في برنامجها النووي تضعها «في موقع قوة» في المحادثات بحسب وسائل الاعلام الايرانية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست كما نقلت عنه امس وكالة فارس للانباء «رحبنا على الدوام بمبدأ التفاوض ونعتقد انه مع وجود مقاربة ايجابية وذهنية تعاون، يمكننا احراز تقدم». وقام كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي بالرد على رسالة وجهتها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل مجموعة الست في تشرين الاول/اكتوبر حول استئناف المفاوضات. وتضم مجموعة الست، الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا. وكانت آخر جولة مفاوضات جرت في كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول بتركيا. ويبدو ان طهران انتظرت عمدا قبل اعطاء ردها على اشتون من اجل التمكن من الاعلان في الوقت نفسه عن «انجازاتها» في المجال النووي. وكرر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ومسؤولون ايرانيون اخرون القول ان ايران نجحت في «احراز هذا التقدم» رغم كل الضغوطات والعقوبات الدولية. وعنونت صحيفة «ايران» الحكومية على صفحتها الاولى «التفاوض من موقع قوة» في اشارة الى التقدم في المجال النووي. واعلنت ايران الاربعاء انها نجحت في انتاج وقودها النووي الخاص المخصب بنسبة 20% لمفاعل الابحاث لديها فيما كان عدة قادة وخبراء نوويين غربيين قالوا ان ليس لديها القدرة التكنولوجية على ذلك. واعلن احمدي نجاد ايضا ان ايران زادت عدد اجهزة الطرد المركزي من الجيل الاول التي تشغلها بنسبة 50% وارتفع عددها من ستة آلاف الى تسعة آلاف. واخيرا اعلن ان العلماء الايرانيين صنعوا آلة طرد مركزي جديدة «من الجيل الرابع» قوتها توازي ثلاثة اضعاف قوة الاجهزة الموجودة. وهذا الاعلان يثبت رغبة ايران وتصميمها على مواصلة برنامجها النووي رغم كل العقوبات الغربية لا سيما النفطية. واكدت اسرائيل والولاياتالمتحدة اللتان تشتبهان ان ايران تسعى الى صنع السلاح الذري رغم نفيها المتكرر لذلك، عدة مرات انهما لا تستبعدان اللجوء الى القوة لمنعها من ذلك. واعلن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك امس ان ايران «تبالغ بنجاحاتها» قائلا ان «الايرانيين يواصلون التقدم لكن ما قدم بالامس يشبه استعراضا. هناك الكثير من الامور التي قدمت بشكل مبالغ فيه وذلك جزئيا من اجل ردع العالم عن ملاحقتهم». واضاف باراك ان «الايرانيين يريدون اعطاء الانطباع بانهم اجتازوا نقطة اللاعودة، وهو امر غير صحيح». ووصفت الولاياتالمتحدة ايضا الاعلان الايراني بانه «مبالغ فيه». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية «نحن بصراحة لا نرى شيئا جديدا هنا. هذه ليست اخبار مهمة. في الحقيقة يبدو انها مبالغ فيها». من جهتها دعت روسياايران الى المزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء «الامر المهم هو ان يكون كل ما تم الاعلان عنه والقيام به في القطاع النووي تحت الرقابة الكاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ودعت موسكو ايضا الى استئناف سريع للمفاوضات بين ايران والقوى الكبرى مضيفة ان العقوبات لم تترك اي اثر على ايران. واكد عدة مسؤولين ايرانيين الاربعاء ان هذه «النجاحات» الجديدة تحققت تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يزور مفتشوها ايران بانتظام. من جهة اخرى، من المقرر ان يجري وفد جديد رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات جديدة الاثنين في ايران لتبديد اي التباس والرد على اسئلة تتعلق «باحتمال وجود بعد عسكري» لانشطتها النووية.