طهران، اسطنبول، روما – أ ب، رويترز – أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، ان ايران قدمت ضمانات بأنها ستوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، اذا وافقت الدول الست المعنية بملفها النووي على اتفاق تبادل الوقود الذري الموقّع بين طهران وأنقرة وبرازيليا. وحض داود أوغلو ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين أشتون على استئناف المفاوضات بين إيران والدول الست في «أسرع وقت ممكن». في غضون ذلك، حذّر قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان من أن «أي محاولة تقوم بها أميركا للاعتداء على ايران، براً أو بحراً أو جواً، ستُواجه بردّ حازم ومدمر يفوق أضعافاً حجم الاعتداء». وعلّق بوردستان على توقّع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان تشنّ الولاياتالمتحدة واسرائيل حرباً على «دولتين» في الشرق الاوسط «خلال الأشهر الثلاثة المقبلة»، قائلاً: «أوصي القادة والمحللين العسكريين في اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني، بتجنب القيام بأعمال غير عقلانية جديدة تجلب، لهم بفشلها، مزيداً من المهانة والعجز في الشرق الأوسط، والا سيدفعون الثمن باهظاً». الى ذلك، أكد نجاد أن بلاده نجحت في «كسر طوق التبعية لقوى الهيمنة والشركات المتعددة الجنسية»، من خلال استقلاليتها في تنفيذ مشاريع في قطاع النفط والغاز . تصريحات داود اوغلو امس، تأتي بعد لقائه نظيريه الايراني منوشهر متقي والبرازيلي سيلسو أموريم في اسطنبول الاحد الماضي. واشار داود اوغلو الى «رسالة مهمة أخرى أعطاها متقي خلال زيارته لتركيا، تفيد بأن (الايرانيين) لن يواصلوا تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، اذا وُقّع اتفاق طهران (لتبادل الوقود) وزُوّدت ايران وقوداً كافياً لنشاطاتها البحثية»، في اشارة الى مفاعل طهران للبحوث الطبية. وقال الوزير التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيلله: «يجب وضع الخلافات جانباً والبدء فوراً بالمفاوضات بين مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا) وايران». واضاف: «مع إحراز تقدم في تلك المحادثات التقنية، ستتعزز ثقة الطرفين في بعضهما بعضاً». ولفت الى ان طهران أكدت ان أبرز مفاوضيها النوويين سعيد جليلي قد يلتقي أشتون بعد شهر رمضان مطلع ايلول (سبتمبر) المقبل. أما فيسترفيلله فاعتبر عرض ايران إجراء مفاوضات «غير مشروطة» حول اتفاق التبادل، مؤشراً جيداً قبل استئناف المحادثات. وقال: «نعتقد بانه سيكون هناك تعاون شامل، والرسالة التي وجهتها إيران الى فيينا (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) الاثنين، مؤشر أيضاً الى ان ذلك ممكن». في المقابل، اعتبرت أشتون ان العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على طهران «تستهدف الحوار» بصفته «الوسيلة ذات الأولوية في أوروبا». وأضافت بعد لقائها وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني: «قلت في وضوح إننا نودّ استئناف هذه المحادثات في أقرب وقت ممكن، وأننا سنكون واضحين جداً في أن القضية المطروحة على الطاولة هي نهج إيران وقدرتها على انتاج أسلحة نووية». وزادت: «هذه هي القضية المطروحة. جميع القضايا الأخرى يمكن مناقشتها لاحقاً». واشارت الى أنها على اتصال مع جليلي. تزامن تصريح أشتون مع تأكيد الناطقة باسمها مايا كوسينانيتش أن أي قرار بتوسيع عضوية الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، «لا يعود اتخاذ قرار في شأنه الى الأطراف الأوروبية وحدها»، مشيرة إلى أن «أشتون تمثل الآن الدول الست بصيغتها الحالية، ولسنا في صدد الحديث عن ضم أية أطراف آخرى». ويأتي ذلك بعد تجديد نجاد مطالبته بمشاركة تركيا والبرازيل في المحادثات بين ايران والدول الست.