توقع عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا من اجتماع تونس في الرابع والعشرين من شباط / فبراير الجاري والمخصص لاصدقاء سوريا اعترافا دوليا واسعا بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري. وقال سيدا ، في تصريحات امس في العاصمة القطرية الدوحة ، إن اجتماعات المجلس الوطني السوري في العاصمة القطرية الدوحة والتي ماتزال منعقدة «متواصلة تمهيدا لاجتماع تونس». وأكد أن اجتماع المجلس الوطني أقرت التمديد للدكتور برهان غليون رئيسا للمجلس لفترة ثلاثة أشهر أخرى. ورفض سيدا الافصاح عن الكيفية التي تم بها اتخاذ قرار التمديد لغليون قائلا « لن نتطرق للصحافة عنها في الوقت الراهن». وحول النقاط التي بحثها الاجتماع ، قال سيدا «توقفنا بعمق عند انعكاسات ونتائج مابعد الفيتو (النقض الروسي-الصيني) المزدوج ، ونتائج زيارة وفد المجلس للقاهرة حيث التقى بمعالي الأمين العام للجامعة العربية والأخوة في الجامعة ، وعقد لقاءات مع عدد من وزراء الخارجية العرب بهدف نقل وجهة نظر المجلس الوطني حول ما يمكن الاقدام عليه بعد الفيتو وبعد ان تبين لنا ان طريق مجلس الأمن بات مسدودا». وأضاف «نعتقد ان القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء العرب كان قويا الى حد كبير وان الاجتماع تناول مسألة وقف القتل والتركيز على عمليات الاغاثة باعتبار ان سورية بأسرها منكوبة راهنا.. واعتماد حل جذري بتطبيق المبادرة العربية.. نعتقد ان هذا الحل يبدأ بتنحي الرئيس بشار الأسد ومن ثم نتحدث عن الخطوات الأخرى التي تمهد الطريق أمام سورية جديدة ديمقراطية تعددية». وتابع «هناك مؤشرات على حضور ومشاركة بصورة كبيرة من دول العالم في اجتماع تونس.. من تركيا وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة وغالبية الدول العربية ونتمنى ان تحضر جميعها ، وستحضر كثير من الدول الاسلامية وغالبية دول الاتحاد الأوروبي والدول الاسكندنافية بقيادة السويد ، ونتوقع مشاركة منظمة المؤتمر الاسلامي». وقال « لقد حان الوقت للمجتمع العربي والاسلامي والمجتمع الدولي أن يقر بأن الأمور في سورية قد بلغت نقطة اللاعودة ، فالشعب السوري لن يتراجع والسلطة ايضا لاتتراجع عن استخدام القوة ولذلك لابد من التدخل في سبيل الوصول الى نهايات تضمن للشعب السوري حقه في العيش في حرية وكرامة وبعيدا عن التسلط والاستبداد». وحول طبيعة التدخل الذي يعنيه، قال سيدا « لانعني التدخل العسكري وانما نقول ان المجتمع الدولي لابد له ان يتحدث بصوت واحد مع النظام السوري ويبين له ان وقته قد انتهى». وقال إن المجلس الوطني قد عدل عن اجتماع روما في الوقت الراهن مضيفا « كان من المقرر عقد اجتماع الامانة العامة في روما لكن ربما يتأخر ذلك لبعض الوقت الى مابعد اجتماع تونس . اجتماع روما يتم في اطار الاعداد والمتابعة وتهيئة الدعم والمساندة للشعب السوري في الداخل». وحول توحيد قوى المعارضة السورية، قال سيدا ان المجلس الوطني يضم في الوقت الراهن القوى الرئيسية في المعارضة السورية وأوضح « لدينا حوارات مستمرة مع قوى معارضة اخرى خارج نطاق المجلس ، لكن المجلس يمثل اليوم الواجهة السياسية الاساسية ويحظى بتأييد شعبي كبير في سورية وهذا لايمنع من مواصلة الحوار مع القوى الأخرى في سبيل ان تنضم للمجلس أو ان تنسق معه». وعن رؤية المجلس السوري لما هو مطلوب من اجتماع تونس، قال سيدا «لدينا وجهة نظر ستطرح في اجتماع تونس.. ملامحها الاساسية تقوم على اننا نقول ان الحوار مع النظام لم يعد ممكنا ونحن نتفاوض معه على آلية الرحيل ، وسنطالب المجتمع الدولي بتقديم العون الى شعبنا وادخال المواد الاغاثية بصورة عاجلة ، وسنطالبه باتخاذ قرارات حاسمة من شأنها تغيير الأمور على الارض وإلا اذا قطع الشعب السوري الأمل من المجتمع الدولي حينئذ سيعتمد على نفسه وهذا معناه سنتجه اتجاهات قد لاتحمد عقباها بمعنى ان يكون هناك نزاع داخلي مسلح عندها لن تتوقف النتائج الكارثية لذلك محصورة داخل نطاق سوريا وحدها بل ستطال الجوار الاقليمي « . «لذلك نطالب المجتمع الدولي التدخل قبل فوات الاوان « . وعما اذا كانت هناك جهود من قبل المجلس مع روسيا لتعديل موقفها من الازمة السورية، قال سيد «هناك محاولات تبذل عن طريق مجموعة من الدول العربية وعن طريق الجامعة العربية التي نقلت الينا ان روسيا تتواصل وتريد بحث المسائل من جديد». «طبعا في نهاية المطاف نمتلك واقعية سياسية ونعرف ان روسيا هي دولة عظمى والمسائل في السياسة لاتحل بمنطق الحب والكراهية وانما بمنطق المصالح ونحن نريد ان تفهم روسيا بأن مصلحتها الحقيقية تكمن مع الشعب السوري وليس مع نظام في طريقه الى الزوال». وحول النقطة التي يمكن للمجلس عندها اجراء الحوار مع النظام ، قال سيدا ان قرارنا واضح « لايمكن ان نجلس مع اولئك الذين تسببوا في قتل السوريين وهذا يشمل الرئيس نفسه الى جانب الزمرة صاحبة القرار في سورية ، لكن هناك مسؤولين في حزب البعث او في مؤسسات الدولة الاخرى ممن لم ترتبط اسماؤهم بجرائم القتل.. هؤلاء يمكن ان يكونوا جزءا من العملية السياسية القادمة». وقال «نحن لانريد ان نكرر خطأ العراق في ميدان اجتثاث البعث.. نحن نريد ان نستوعب جميع السوريين في اطار مجتمع جديد لكل السوريين وبكل السوريين».