قرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تقديم موعد الشروع في حملته الانتخابية الرسمية في محاولة للتقرب من الرأي العام الفرنسي وفي مسعى لتدارك تراجعه في توقعات عمليات استطلاع الرأي والتي لا تزال تؤكد أن حظوظ فرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي المعارض في الفوز في أعقاب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تزال قائمة برمتها. وكان ساركوزي قد قرر من قبل تأخير موعد البدء في حملته الانتخابية الرئاسية إلى منتصف مارس المقبل علما بأن الدورة الانتخابية الرئاسية الأولى ستجري في الثاني والعشرين من أبريل المقبل. وجاء هذا القرار على غرار ما كان الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران قد فعله عام ثمانية وثمانين من القرن الماضي وهو ما مكنه من الفوز في الدورة الثانية على جاك شيراك. وكان المقربون من الرئيس الفرنسي الحالي يرون أن تأخير موعد البدء في الحملة الانتخابية الرئاسية من قبل ساركوزي من شأنه السماح له بالحفاظ على حظوظه في الفوز وإنهاك منافسه الأساسي أي فرانسوا هولاند. ولكن الأسابيع القليلة الماضية أضعفت كثيرا هذه الاستراتيجية باعتبار أن هولاند لا يزال أكثر شعبية من ساركوزي ولأن الرسائل التي أرسلت إليه من قبل كثير من قيادات أسرته السياسية أي اليمين التقليدي واليمين المتطرف لم تعد مطمئنة بالنسبة إليه. ففرانسوا بايرو مرشح وسط اليمين أصبح اليوم ينظر إليه من قبل كثير من ناخبي حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم بوصفه الشخصية الوحيدة القادرة على منع اليسار من العودة إلى مقاليد الحكم. وقرر ساركوزي التراجع عن تأخير موعد الشروع في حملته الانتخابية بشكل رسمي من منتصف الشهر المقبل إلى منتصف الشهر الجاري. وبدا الرئيس الفرنسي في الحديث الذي نشرته السبت جريدة " لوفيغارو" الفرنسية مدافعا عن القيم والخيارات التي تروق لناخبي اليمين المحافظ واليمين المتطرف ومنها أساسا الاعتراض على زواج مثليي الجنس والاعتراض على مبدأ تبني أطفال خارج إطار الزيجات التقليدية والاعتراض على حق المهاجرين من بلدان خارج بلدان الاتحاد الأوروبي في المشاركة في الانتخابات المحلية.