أمام إنجاز وطني بهذا الحجم لا يمكن أن تخفي مشاعرك كمواطن من الصعب أن يصف سعادته، وهو يرى علم بلاده يرفرف في محفل عالمي كبير مثل مناسبة كأس العالم إذ إن هناك أبعاداً إعلامية لهذا الإنجاز إيجابية للوطن الذي يتردد اسمه عبر وكالات الأنباء والفضائيات العالمية. ما بين أربع دول عالمية وحول قارات العالم تواجد اسم الوطن (رياضياً) وهو صاحب الثقل العالمي (سياسياً) و(اقتصادياً) فكانت البداية من أمريكا مروراً بفرنسا وكوريا واليابان وأخيراً وليس آخراً (المانيا). إنجاز من الصعب أن يوصف أو أن يمنح مهندسوه بقيادة الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل حقهم من الإشادة والتقدير على هذه النجاحات، والإنجازات المتواصلة للوطن فكلنا نتذكر كيف كان الوضع بعد اخفاق المنتخب في خليجي 17 في الدوحة فيما يخص حدة النقد للمسؤولين في اتحاد الكرة والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين بل أن أغلب النقد لم يكن موضوعياً أو يهدف لمصلحة بقدر ما كان استغلال موقف لشن هجوم بينه وبين المصلحة العامة مسافات طويلة. الذي حدث بعد أزمة المنتخب في (خليجي 17) أن الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل قابلا الموقف بكل هدوء وعقلانية استقبلا النقد الهادف البناء وتركا المتبقي من الغثاء الإعلامي المقروء و(المرئي) عبر الفضاء ليكون العمل والتخطيط لما هو أهم من دورة الخليج، وأنها ليست المقياس الحقيقي لكرة القدم السعودية وإلا أين البطل (قطر) ووصيفه (عُمان) كلاهما خارج التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم فيما رتب الأخضر أوراقه، ومشى بخطى واثقة إلى أن وصل برلين بجدارة وبنتائج مقرونة بمستويات جميلة جعلته في صدارة مجموعته. التأهل للمرة الرابعة على التوالي إنجاز لا يمكن وصفه أو تركيب عبارات وجمل تشيد به، ومع عدم اغفال لكل من ساهم فيه من مسؤولين، وجماهير وجهاز فني و(إداري) ونجوم إلا أن ثمة تواجد نجم هو سامي الجابر غيَّر الكثير في أداء المنتخب، وعودة للقاءات المنتخب منذ انضمامه وحتى مباراة البارحة تكشف على أرض الواقع ماذا أضاف هذا النجم الكبير الذي بالفعل كان ضالة المدرب (كالديرون) فهو نجم قيادي كان يفتقده المنتخب الذي ظل طويلاً يبحث عن قائد إلى أن عاد لصفوفه ، أيضاً هو لاعب خبرة و ذكاء ومهارة عالية وصاحب شعبية جماهيرية و(إعلامية) تجعل من تواجده إفادة كبيرة ناهيك عن خطورته وتحسب المنتخبات المقابلة لحضوره وهو النجم الشهير الذي نال شرف اللعب في المونديال العالمي للمرة الرابعة كلاعب سعودي و(عربي) وحيد يحظى بهذا الشرف ويقود المنتخب ويحمل شارة القيادة للمرة الثانية. المعلومة المؤكدة والتي تحسب للأمير سلطان بن فهد وأن أدواره ليست فقط (إدارية) كمسؤول أول عن الرياضة السعودية، وعبر وجهة نظر وتدخل إيجابي أنه هو الذي اقترح ضم (سامي) بعد أن شاهد تألق مستواه هذا الموسم ورأى حاجة المنتخب لتواجده للمواصفات التي لا تتوفر إلا فيه وسبق ذكرها، وهذا الرأي ليس بالضرورة أن يأتي من المدير الفني (كالديرون) وهو حديث العهد بالكرة السعودية، ونجومها، ولا يضير (كالديرون) أن يقترح عليه المسؤول الأول بضم لاعب بقدر ما خدمه هذا التدخل الإيجابي ولن يكون مستغرباً أن يبادر بشكر المسؤول على هذا الرأي الإيجابي الذي ساعده كثيراً ويؤكد الالمام والخبرة والثقافة من قبل المسؤول في كل الشؤون التي تعني المنتخب. رؤساء الأندية، ورجال الأعمال والشركات الوطنية الذين ساهموا في اللقاءين الحاسمين أمام (الكويت) و(أزوبكستان) بالطبع يستحقون الإشادة والشكر والثناء على ما قدموه وهم شركاء في الإنجاز لكن ما يجب الحذر منه هو مصادرة جهد ودور المسؤولين الذين انتشلوا المنتخب من أزمة خليجي 17 بنجاح والجماهير السعودية الوفية والنجوم والأجهزة الإدارية والفنية ، نعم من قدم تذاكر أو جوائز أو تحمل نفقات الحافلات التي نقلت الجماهير يستحق الشكر ولكن ليس على طريقة ما بعد مباراة الكويت وقبل مباراة البارحة ينسب الإنجاز لشخص واحد، وعمل دعاية رخيصة له على حساب جماهير الوطن التي ستحضر وتؤازر منتخب بلادها حتى لو كانت التذكرة بمئة ريال، والمواقف سابقاً كثيرة ولا تحتاج لتذكير من العيب أن نركز على شخصية واحدة ساهمت، وتستحق الشكر ونتجاهل القادة الحقيقيين للإنجاز من أجل عيون رئيس النادي المفضل ، علينا أن نقيم الأمور ونزنها بعقل فالكل أسهم في هذا الإنجاز جماهير وإعلاماً وأندية وأعضاء شرف وإدارة، كما أن النجوم أتوا في الأصل من الأندية التي أوجدت لخدمة الوطن.