يعد لاعب الوسط الدولي في النادي الاهلي والمنتخب السعودي الاول، تيسير الجاسم اسماً كبيراً في الملاعب الخضراء لا يحتاج الى تعريف، فهو من ابرز اللاعبين في خط الوسط الذين يقدمون عطاءات مميزة مع فريقه والمنتخب، حتى ان تقريراً صادراً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قبل اعوام، اعتبره احد عناصر المستقبل المشرق لكرة القدم السعودية، إذ نال الجاسم في الموسم الماضي لقب افضل لاعب سعودي بحسب استفتاء برنامج «صدى الملاعب» من قناة ال «MBC»، كما وصفه قائد المنتخب العراقي وهدافه الابرز يونس محمود بالنجم السعودي الابرز في اكثر من مناسبة. وفي الجولة الماضية من الدوري السعودي نال المركز الاول في التصويت الجماهيري لافضل لاعب في الجولة ال 15، و «الحياة» حاورت اللاعب تيسير الجاسم في امور تخص المنتخب السعودي ومشاركاته في البطولات الاقليمية والقارية، إضافة إلى «صحوة» فريقه الاهلي الاخيرة في دوري زين، بعد إخفاق لافت للفريق الاهلاوي، فإلى نص الحوار: كيف ترى مشاركة المنتخب السعودي الأخيرة في كأس الخليج في اليمن، وهل اثرت فيكم كلاعبين سواء بالسلب ام بالإيجاب؟ - الحمدلله كانت المشاركة موفقة إلى ابعد الحدود وان لم نحقق من خلالها البطولة بعد أن خسرنا في المباراة النهائية من المنتخب الكويتي الشقيق، إذ كنا قريبين من العودة باللقب بعد غياب طويل، ولكن التوفيق لم يحالفنا وجاء الهدف الكويتي في الشوط الإضافي الأول، والخسارة في النهائي لا يمكن أن تلغي كل الجهود التي بذلت من الجميع للظهور بشكل مشرف في البطولة. الجميع توقع أن يغادر «الأخضر» البطولة من الدور الأول، خصوصاً أن المدرب بيسيرو لعب بتشكيلة جديدة ينقصها التجانس الكافي ومليئة بالوجوه الشابة، كما أن الوقت الإعدادي قبل السفر إلى عدن كان قصيراً، هل تعتقد أن إحراز المركز الثاني بمثابة الانجاز غير المتوقع؟ - في النهاية حققنا الأهداف المرجوة، وأهمها التأكيد على أن الكرة السعودية تزخر بالمواهب ولا تتوقف على عناصر معينة، ففي الوقت الذي شارك عدد من المنتخبات الخليجية بنجومه كافة، كان المنتخب السعودي مليئاً بالعناصر الشابة وبعضها للمرة الاولى ينضم لصفوف المنتخب ويشارك في بطولة رسمية، إذ قدموا مستويات فنية مطمئنة وكانت الثقة قد زرعت في العديد منهم ما يبعث التفاؤل على مستقبل المنتخب في حال غياب أي لاعب في أي مركز كان، فالبطولة الخليجية أبرزت وجوهاً عدة في مختلف المراكز. هل البداية القوية أمام المنتخب اليمني (المستضيف) أثرت في النتائج الايجابية التي تحققت حتى الوصول إلى النهائي؟ - بالطبع، فالبداية القوية والفوز على المنتخب اليمني الذي استعد لهذه البطولة قرابة العامين ولعب على أرضه ووسط جماهيره، كما أن أرضية الملاعب التى تحتضن المباريات بما فيها المباراة الأولى لم نتعود عليها كلاعبين سعوديين، ومع كل هذه الظروف سجلنا أربعة أهداف فكان ذلك فعلاً انطلاقة موفقة عززت من الثقة والانسجام المعنوي على الأقل، وكانت النتيجة المواصلة حتى النهاية وان لم نفز بالبطولة فقد حققنا الكثير من الأهداف، وكان هناك رضًا من الرأي العام والشارع الرياضي السعودي وقبل ذلك المسؤولين على ما تم تقديمه وان كان الحلو لم يكمل ونعود من ارض اليمن السعيد بالكأس الغالية. عدم الفوز ب «خليجي20» هل مثل لكم إحباطاً كلاعبين أم أن النواحي الايجابية تغلبت على السلبية في هذه البطولة؟ - كنا نطمح للفوز بالبطولة وتأثرنا وقتها بعد إطلاق صافرة النهاية للمباراة النهائية كون الوصول للنهائي يثير الطمع بالفوز باللقب مجدداً، ولكن لم نحبط وتجاوزنا ما حصل سريعاً، خصوصاً بعد الإشادة والرضا الذي نلناه من الجميع والدعم المعنوي الذي غمرنا، والذي فعلاً جعلنا نتجاوز المرحلة الصعبة ونطوي الصفحة سريعاً، وكرة القدم فوز وخسارة ومن يتوقف عند أي خسارة لا يمكن أن يكون لديه الطموح ولا يمكن أن يكون أصلاً لاعب كرة قدم. وكما ذكرت الأمور الايجابية تغلبت كثيراً على السلبية، والجميع عاقد العزم على إسعاد المسؤولين والجماهير السعودية كافة في البطولة الآسيوية المقبلة في الدوحة. لنعود للوراء قليلاً ونتحدث عن الحظ العاثر الذي كان يلازمك قبل البطولات الكبرى والمهمة، ومن أبرزها كأس العالم التي ابعدت عن المشاركة فيها في ال 2006 بسبب الإصابة، هل الإصابات تمثل لك ارقاً كبيراً قبل أي بطولة مهمة؟ - الإصابات قضاء وقدر، واللاعب معرض للإصابات وحقيقة تعرضت لإصابات عدة مؤلمة، لكن إصراري على العودة القوية للملاعب عن طريق الأهلي أولاً جعلني أتجاوز الألم وافتح صفحات جديدة من الأمل واحمد الله انني شاركت في مناسبات كبيرة مع المنتخب الأول وان كان الحلم الكبير ممثلاً في كأس العالم قد فاتني، ولكن الفرصة لا تزال مواتية ان شاء الله للمشاركة في مسابقة عالمية كبرى خلال مشواري، والامل كبير ان اكون من ضمن الاسماء التي ستمثل الوطن في بطولة كأس آسيا المقبلة، واقدم مع زملائي ما يعيد البسمة للمسؤولين وينثر الفرح في الشارع الرياضي السعودي. ما هي حظوظ «الأخضر» في البطولة الآسيوية المقبلة وهل يمكن الوصول للنهائي واستعادة اللقب الغائب منذ 15 عاماً، وكيف ترى المجموعة الثانية التي يقع فيها المنتخب؟ - الحظوظ كبيرة و «الاخضر» له صولات وجولات في البطولة القارية، وقد يكون اكثر المنتخبات وصولاً للنهائي، إذ فاز المنتخب السعودي باللقب ثلاث مرات، وهذا يؤكد علو كعب الكرة السعودية في البطولات الآسيوية، واما الفوز باللقب فهذا في علم الغيب ولكن نعد الجماهير كلاعبين ببذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هذا الهدف واستعادة بريق الكرة السعودية وتعزيز مكانتها المرموقة. اما في ما يخص المجموعة الثانية فالأكيد انها مجموعة قوية وصعبة، ويكفي وجود المنتخب الياباني «المتمرس» والذي حقق بطولتين منذ مطلع ال 2000 وقبلها واحدة، وهذا يعني انه يشارك المنتخب السعودي في عدد مرات الفوز، لذا ستكون المواجهة قوية، كما لا يمكن الاستهانة بالمنتخبين السوري والاردني فهما من المنتخبات المتطورة التي اثبتت جدارتها وتطورها في عدد من المناسبات التي شاركت فيها في السنوات الاخيرة ولن يكونا محطة استراحة للمنتخب السعودي ولا المنتخب الياباني. ولكن الترشيحات تنصب بالكامل على المنتخبين السعودي والياباني للتأهل الى الدور الثاني؟ - كرة القدم لا تعترف بالترشيحات، بل تعطي من يعطيها داخل الملعب ويبذل الجهد الكافي من اجل الفوز، وعلينا ان نبذل الجهود اللازمة التي تقودنا الى الفوز والاهم في المرحلة الاولى هو التأهل الى الدور الثاني ومن ثم تبدأ المهمة الحقيقية والصعبة، كون المباريات ستلعب بطريقة خروج المغلوب ولا مجال للتفريط. هل الخطط التي ينتهجها المدرب بيسيرو لا تناسبكم كلاعبين بحسب ما يرى بعض المحللين اصحاب الخبرة ومن بينهم نجوم كبار سابقاً؟ - المدرب لديه خبرة كافية وهو الاقرب للاعبين ويعرف قدرات كل لاعب ويقدر الوضع عن قرب، وهو في النهاية يبحث عن الطريقة التي ينجح بها وعندما اعتمد الطريقة التي خضنا بها البطولة الخليجية الماضية هناك من رأى عدم جدواها، لكننا وصلنا بها للنهائي والمدرب بيسيرو لقي اشادات كثيرة ومن بينها من الخبير الكبير وعميد المدربين خليل الزياني وهذا يؤكد ان المدرب يحتاج الى ثقة اكبر من الشارع الرياضي وليس التشكيك في قدراته، فالوقت لا يحتمل ذلك والجميع يتمنى النقد الهادف وليس العكس مع كل احترامي وتقديري للجميع. هل إقامة البطولة الآسيوية في الدوحة يمثل لكم تفاؤلاً مضاعفاً، خصوصاً ان الكثير من الانتصارات والانجازات التي تحققت للكرة السعودية كانت من دوحة قطر؟ - بالطبع، هي عامل مساعد و «الاخضر السعودي» حقق فيها البطولة الآسيوية الثانية له في تاريخه قبل عقدين من الزمن، وهذا مصدر تفاؤل كما ان قرب دولة قطر من السعودية، وخصوصاً المنطقة الشرقية سيكون له اثر في التوافد الجماهيري الكبير للدوحة ومؤازرة المنتخب في كل المباريات، ولكن كما قلت الاهم اننا نقدم كل الجهود اللازمة لتحقيق الهدف المنشود وهو الفوز بالبطولة مجدداً والانفراد بترتيب اكثر المنتخبات الفائزة باللقب القاري. اخيراً، ما سبب «الصحوة» القوية للفريق الاهلاوي أخيراً في الجولة ال 15 من دوري زين، وهل لديكم العزيمة على المواصلة والتقدم الى مركز يليق بالاهلي؟ - عاهدنا انفسنا اولاً والادارة والجماهير بالظهور بشكل مختلف في ما تبقى من منافسات هذا الموسم، بعد ان بدأنا بداية غير موفقة وحاولنا العودة، لكن سوء الطالع لازمنا الى ان حصل التوفيق وانطلقنا بقوة من مباراة الحزم وواصلنا بالاتفاق ولن نتوقف إلا في مركز يليق بالكيان الاهلاوي العريق، الذي يستحق منا كل الجهد والعطاء واشكر الادارة برئاسة الامير فهد بن خالد على وقفتها الصادقة والثقة التي اولتنا إياها، وسنقدم بإذن الله انجازات عدة هذا الموسم وفي المواسم المقبلة كهدايا متواضعة للأهلاويين كافة المخلصين وعلى رأسهم الامير خالد بن عبدالله الداعم الكبير للنادي الأهلي.