حمل الجيش السوري الحر النظام السوري المسؤولية عن الانفجارين اللذين وقعا أمس في مدينة حلب وتسببا بمقتل 25 شخصا وإصابة 175 آخرين بجروح، بحسب حصيلة رسمية. وقال المتحدث باسم الجيش الحر الرائد ماهر النعيمي في اتصال مع وكالة فرانس برس "النظام القاتل يقتل أطفالنا في حمص، ويفجر في حلب لتحويل الأنظار عما يرتكبه في حمص والزبداني وأماكن أخرى". ونفى النعيمي التقارير التي تحدثت عن مسؤولية الجيش الحر عن هذين التفجيرين. السوريون يتظاهرون في جمعة «روسيا تقتل أطفالنا» وقال "ننفي نفيا قاطعا ونؤكد أن الجيش الحر لا علاقة له لا من قريب أو بعيد، وندين بشدة هذا العمل الإرهابي الممنهج الذي يقوم به النظام وأجهزته الأمنية". وأضاف "نحمل النظام الفاشي والنازي وداعميه الروس والإيرانيين كافة أعمال النظام". ونقل المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية عن الجيش الحر بيانا أكد فيه أن عملياته تقتصر على "حماية المواطنين السوريين من قمع النظام وإجرامه وليس إشعال الفتن بين المحافظات السورية وبين فئات الشعب السوري العظيم". صورة بثتها وكالة الأنباء السورية لجثث ضحايا قتلوا في قصف استهدف مقر الاستخبارات العسكرية في حلب (الأوروبية) واعتبر البيان أن "التفجيرات بمثابة تحذير لأهالي مدينة حلب لئلا يشاركوا في المظاهرات والحراك الثوري الشعبي في سوريا ولمنعهم من إبداء دعمهم لأهالي مدينة حمص". إلى ذلك قتل أحد عشر شخصا في أعمال عنف في عدد من المناطق السورية الجمعة بينهم أربعة في حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى اقتحام القوات السورية حي الإنشاءات في المدينة. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا، في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه أن أربعة جنود منشقين قتلوا في اشتباكات صباح أمس في مدينة الضمير في ريف دمشق بين قوات نظامية اقتحمت المدينة ومجموعة منشقة. وفي ريف دمشق أيضا، ذكر بيان آخر أن القصف مستمر على مدينة الزبداني، موضحا أن "اشتباكات عنيفة تدور فيها بين الجيش النظامي والمجموعات المنشقة"، بحسب المرصد. وفي ريف درعا (جنوب)، أشار المرصد في بيان آخر إلى مقتل فتى وإصابة خمسة آخرين بجروح في إطلاق رصاص من القوات السورية التي اقتحمت شوارع بلدة بصر الحرير في محافظة درعا (جنوب). كما دارت اشتباكات في مدينة انخل في درعا بين مجموعة منشقة والقوات النظامية أسفرت عن مقتل عنصر من القوات النظامية على الأقل. وأشار المرصد إلى "إطلاق نار من الدبابات التي اقتحمت شوارع مدينة داعل وناقلات الجند المدرعة تلاق المتظاهرين في شوارع المدينة كما أطلق النار من رشاشات ثقيلة على سيارات تابعة لعناصر منشقة اشتبكت مع عناصر حاجز عسكري". ولفت إلى "أنباء عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين". في حلب (شمال)، اغتال مجهولون القيادي في الحركة الطلابية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي المعارض الطبيب شيرزاد رشيد (25 عاما). وكان المرصد أفاد عن مقتل "أربعة مواطنين على الأقل الجمعة بينهم طفل وطفلة في حي بابا عمرو، ومواطنان في إطلاق رصاص في حي باب السباع". وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس عن استمرار القصف على أحياء عدة في حمص بشكل متقطع. وأضاف مدير المرصد أن "دبابات دخلت حي الإنشاءات وتقوم بالتنكيل بالأهالي". كما تحدث عن "انتشار مكثف للدبابات والمصفحات وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي وسماع دوي انفجارات". وذكر التلفزيون السوري الرسمي من جهته أن "المجموعات الإرهابية المسلحة تفجر عددا من المنازل فى حي بابا عمرو بحمص بعد تفخيخها بهدف ترويع المواطنين ولاعطاء انطباع بان الجيش يقوم بقصفها". ووصف رامي عبد الرحمن الوضع الإنساني في المدينة بأنه "سيء جدا"، وقال "إن الأهالي يؤكدون أن لا إمكانية لإدخال مواد طبية وغذائية إلى المنطقة". وأضاف أن أهالي "حي الخالدية وحي بابا عمرو لا خبز لديهم". وخرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية أمس فيما أطلق عليه ناشطون سوريون اسم جمعة "روسيا تقتل أطفالنا"، ترافقت مع انتشار كثيف لقوات الأمن، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان إن تظاهرات خرجت في حي الوعر في حمص بعد صلاة الجمعة واجهتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص. وفي محافظة درعا، اقتحمت دبابات مدينة داعل وعملت ناقلات الجند المدرعة على ملاحقة المتظاهرين في شوارع المدينة. وفي اللاذقية الساحلية سجل "إطلاق رصاص كثيف من قوات الأمن على المتظاهرين في حي السنكتوري، وانتشرت قوات الأمن في محيط المساجد في معظم أحياء المدينة لمنع خروج تظاهرات"، بحسب المرصد. وفي بانياس، سجل انتشار أمني كثيف في محيط المساجد في الأحياء الجنوبية للمدينة، وأشار المرصد إلى أن "عدد قوات الأمن يفوق عدد المصلين في بعض المساجد".