دمشق، بيروت، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - اقتحمت قوات الجيش السوري معززة بالمدرعات مدينة الزبداني في ريف دمشق أمس، فيما واصلت قوات الأمن عملياتها واسعة النطاق في أحياء مدينة حمص وريفها، بخاصة الرستن التي تتعرض لقصف عنيف منذ نحو 3 أيام. وقال ناشطون وشهود إن ما لا يقل عن 73 قتلوا أمس في أعمال العنف معظمهم في حمص. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن 29 قتيلاً من «المدنيين الموثقين بالأسماء وظروف الاستشهاد» سقطوا خلال قصف وإطلاق نار في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والإنشاءات وباب السباع في مدينة حمص. وتابع المرصد إن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة حرجة». كما قتل خمسة مواطنين في قصف على مدينة الرستن في محافظة حمص. وتتعرض حمص منذ صباح أمس لقصف هو الأعنف منذ بدء الاحتجاجات. وتسبب القصف بتدمير مبان وبحرائق، وبإصابة مستشفى ميداني حيث وقع قتلى وجرحى. وذكر ناشطون أن القصف المدفعي والصاروخي على حي باب عمرو، تسبب بتدمير مبان وبحرائق. كما أدى إلى إصابة مستشفى ميداني حيث وقع قتلى وجرحى. ووزع ناشطون أشرطة فيديو على الإنترنت ظهرت فيها صور لجثث ملقاة أرضاً مع ارتفاع عويل وصراخ وبكاء، وأشار ناشطون إلى أن هؤلاء قتلوا في «مجزرة المستشفى الميداني» في الحي الذي يعالج الجرحى. وظهرت على الأرض شظايا زجاج وآثار تحطيم وبقع من الدم، وسط فوضى تعم المكان، وصراخ وتكبير. كما ظهرت جثث تغطيها الدماء. وبحث سكان حمص عن ملاذ آمن، بحسب ما روى شهود عيان تحدثوا عن جثث ودبابات في الطرق، وعن نقص في المواد الغذائية والطبية في المنازل وعن رائحة الموت ودمار في كل مكان. وقال وائل في اتصال هاتفي مع فرانس برس من داخل حمص: «في الشارع، لا نرى سوى جرحى وقتلى ودبابات. الدبابات منتشرة في كل مكان». وأشار إلى أن بعض السكان «يرفضون مغادرة المدينة ويقولون ليحدث ما يحدث وآخرون يغادرون لأنهم يخافون على أطفالهم لكنهم يعرضون أنفسهم للخطر بسبب انتشار القناصة في كل مكان». وأوضح شاهد آخر أنه «لا ملاجئ في حمص، ولا مكان للاختباء»، وأفاد آخر: أن «الصواريخ والقذائف تنزل كالمطر». في المقابل، نسبت السلطات السورية أعمال العنف في حمص إلى «مجموعات إرهابية مسلحة». وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أمس عن «انفجار خلال تحضير إرهابيين لعبوات ناسفة في أحد مباني حي الخالدية في حمص ما أدى إلى مقتل عدد منهم»، من دون أن يشير إلى عددهم. كما اتهمت السلطات «المجموعات الإرهابية» بتفجير خط لنقل النفط في منطقة بابا عمرو في حمص ما أدى إلى اندلاع الحريق في مكان الانفجار، وخط لنقل الغاز شمال تلبيسة في حمص أيضاً. لكن الناشطين ينفون تخريب أنابيب النفط، ويتهمون السلطات بتدبير ذلك. وفي ريف دمشق، قتل وأصيب العشرات نتيجة القصف على مدينة الزبداني وسهل مضايا المجاور، بينما قتل شخصان، أحدهما طفل، نتيجة إطلاق الرصاص على سيارة في بلدة سرغايا. وأفاد المرصد في بيان: «اقتحمت القوات العسكرية النظامية معززة بمئات المدرعات مدينة الزبداني»، مشيراً إلى «تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف وقصف من الدبابات». وأكدت لجان التنسيق المحلية حصول «نزوح جماعي» من الزبداني. وكان المرصد أشار إلى أن «أكثر من 200 آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند مدرعة تحاصر الزبداني ومضايا»، فيما تحدث بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية عن «تقدم أرتال من الدبابات والمدرعات في اتجاه المدينة من أربعة محاور». من جهة ثانية، أشار بيان المرصد إلى أن «قوات عسكرية أمنية مشتركة اقتحمت بلدة داريا (ريف دمشق) وسقط جرحى اثر إطلاق الرصاص العشوائي». وفي بلدة سرغايا في ريف دمشق أيضاً، قتل شخصان، أحدهما طفل، نتيجة إطلاق الرصاص على سيارة كانت تقلهما. من ناحيتها قالت وكالة أنباء «سانا» السورية: «داهمت الجهات المختصة في إطار متابعتها للمجموعات الإرهابية المسلحة بناء على معطيات ومعلومات، أحد أوكار هذه المجموعات في بساتين دوما (ريف دمشق) وقتلت عدداً من الإرهابيين وألقت القبض على آخرين». أما في محافظة حلب، قتل شخص من بلدة مارع إثر إطلاق الرصاص على حافلة صغيرة كان موجوداً فيها، بحسب المرصد. ولم يعرف مصدر إطلاق النار. كما أشار المرصد إلى مقتل أربعة مواطنين بينهم امرأتان وطفل في سقوط قذيفة على حقل زراعي كانوا يعملون به قرب بلدة تفتناز في محافظة إدلب، فيما قتل رجل برصاص قناصة في مدينة إدلب. كذلك قتل ثلاثة ضباط وتم أسر 19 جندياً في الجيش النظامي في هجوم شنه منشقون فجر أمس على حاجز في محافظة إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري. وقال المرصد إن «ثلاثة ضباط قتلوا هم عميد ونقيب وملازم أول فيما أسر 19 جندياً في الجيش النظامي في هجوم شنه منشقون... على حاجز للجيش في قرية البارة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب». ولفت المصدر نفسه إلى أن الهجوم «أدى إلى تدمير الحاجز تدميراً كاملاً».