دعا وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر إلى بناء شراكة استثمارية إستراتيجية مع كوريا, مؤكداً أن الاستثمار هو من يوطد العلاقة بشكل يجمع الشعبين لمدى بعيد. وشدد على أهمية هذه الشراكة لما لها من عوائد مجزية على الطرفين بحكم أن المملكة وكوريا عضوان نشطان في مجموعة العشرين وكون المملكة هي الدولة ذات الثقل الأكبر في سوق البترول العالمي و تملك اكبر اقتصاد بالمنطقة إذ يبلغ حجم الدخل القومي نحو 577 مليار دولار عام 2011 ونما الاقتصاد فيها بنسبة 6,8% العام الماضي , ونمو القطاع الغير بترولي بمعدل 8,6% . جاء ذلك في كلمة ألقاها امس خلال حفل افتتاح ملتقى الأعمال السعودي الكوري والذي عقد بفندق الانتركونتننتال بالرياض وحضره عدد من المسؤولين وأصحاب الأعمال السعوديين والكوريين. ونوه الدكتور الجاسر بما تحظى به السياسة الاقتصادية من قوة وتوازن سواء على بما يخص السياسة النقدية والمالية أو الإشراف على البنوك, وبين في هذا الإطار أن المملكة تحقق في فائض الميزانية وانخفض الدين العام إلى 6% فقط. د. الجاسر يدعو لبناء شراكة استثمارية إستراتيجية مع كوريا ولفت إلى وجود الصناعات التعدينية والبترولية بمقاييس عالمية مستشهدا بأعمال شركة ارامكو وصناعة الفوسفات البوكسايت وما تبعها من إنشاء مواني بحيرة منتشرة على الساحلين الشرقي والغربي او من سكك الحديد التي بدأ إنشائها, إضافة إلى قطاع مصرفي قوي شفاف ذي كفاءة مالية عالية . وكان الملتقى قد بدأ بكلمة للمهندس عبد الله المبطي رئيس مجلس الغرف السعودية قال فيها إن التطورات والمتغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة والمستمرة التي تمر بها الأوساط الاقتصادية العالمية والتي ألقت بظلالها على بيئة الاعمال في دول العالم أجمع فإن توجهاتنا وخططنا المستقبلية يجب أن تعكس معطيات الفترة الحالية وتوقعات المستقبل وأن تتضمن مساحة واسعة للحركة والتغيير. م. المبطي : مشاريع الشركات الكورية في المملكة بلغت 15 بليون دولار أمريكي واعتبر المهندس المبطي هذا الملتقى فرصة سانحة لطرح وتبادل وجهات النظر والخبرات والمعارف بين رجال الأعمال في البلدين، بهدف إيجاد أفضل الوسائل والآليات التي تساهم في تعزيز دور رجال الأعمال للمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدينا الصديقين. وأشار المهندس المبطي إلى أن المملكة وكوريا الجنوبية تربطهما علاقات اقتصادية وثيقة وأسهم كلٌ منهما بشكل مباشر وغير مباشر في تنمية البلد الآخر وازدهاره، وهذه من أقوى الشواهد على التعاون الوثيق بين الجانبين. وذكر المهندس المبطي ان الشركات الكورية حظيت بعقود ومشاريع في المملكة في العام المنصرم 2011، بلغت قيمتها 15 بليون دولار أمريكي، متطلعاً الى ان تحقق هذه المكاسب حضورا أكبر للشركات الكورية في المملكة وتعاونا أشمل مع نظيراتها في المملكة. -جانب من الحضور وعبر رئيس مجلس الغرف السعودية عن امله في تفعيل وزيادة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال مستفيدين في ذلك من دعم وتوجيه قيادتي البلدين، وما يتوفر من مقومات أساسية وفرص استثمارية متاحة في البلدين الصديقين. من جهته أكد السيد يونغ هو وا رئيس كوترا وهي المؤسسة الكورية للتبادل التجاري والاستثمار في كلمة ألقاها خلال الملتقى ان هذا المنتدى يعقد في وقت يشهد فيه البلدان الصديقان ذكرى مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وبين السيد يونغ هو وا ان الحجم التجاري بين كوريا والمملكة بلغ 31,5 مليار دولار في 2010 م معتبرا المملكة شريكاً مهماً لكوريا ودولة صديقة ومؤيدة لمواقفها بالمجتمع الدولي. وأوضح السيد يونغ هو وا انه بالرغم من التبادلات النشطة في قطاع المقاولات والتجارة إلا ان التعاون في مجال الاستثمار لم يتجاوز 100 مليون دولار سنويا وهو ما يدعو الى المزيد من التطوير بالمستقبل. وأكد رئيس كوترا ان هذا الملتقى يتيح فرصة ممتازة لمراجعة مسيرة التعاون الاقتصادي وطرح نموذج تعاون اقتصادي مثالي في المستقبل, والبحث عن النموذج التعاون الاستراتيجي الى الدخول المشترك للأسواق الدولية والاستفادة من المال السعودي والتكنلوجيا الكورية, وعند الوصول إلى بناء نموذج للتعاون ضمن استثمار في المستقبل فهذا سيحرك ويحسن الاقتصادي الكوري بمخرج جديد وتستفيد المملكة بتحقيق استقلال تكنولوجي وتزويدها بالقوى الصناعية. توقيع اتفاقية وادي الرياض للتقنية مع المعهد الكوري للتقنيات الصناعية إلى ذلك أشار رئيس الغرفة التجارية الصناعية الكورية السيد كيون شيك إلى أن المملكة تساهم في نمو الاقتصاد العالمي من خلال توفر النفط والغاز الطبيعي وتنفيذ السياسات لاستقطاب الاستثمار وإتاحتها للشركات العالمية فرصة العمل بالرغم من المسافات البعيدة بين البلدين إلا ان العلاقة التجارية تمتد لسنوات طويلة. وقال كيون إن التعاون الاقتصادي بين البلدين شهد تطوراً ملحوظاً , حيث كان حجم التجارة بين البلدين 18,8 مليار دولار في عام 2002م وفي عام 2010م بلغ 31,3 مليار دولار , داعيا إلى مزيد من التعاون , مشيرا إلى ان حجم التجارة البينية يبقى عند المستوى 3,5% و 9,6% من حجم التجارة الإجمالي لكل منهما. وفي ختام الحفل وقع وكيل جامعة الملك سعود الدكتور عبد العزيز الرويس مذكرة تفاهم ممثلا لوادي الرياض للتقنية مع المعهد الكوري للصناعات التقنية في مجالات تحلية المياه وتطبيقات المعادن وعناصر السيارات والطاقة الشمسية والتغليف، ومذكرة تفاهم اخرى تشمل التعاون بين جامعة الملك سعود ومعهد ابحاث الطاقة بجامعة غاتشن الكورية في مجالات النظم الذكية للمياه.