قال مدير معهد نوبل للسلام البروفيسور جير لوندشتاد: أشكر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية على استضافتي للحديث عن الإنجازات التاريخية والسياسية لجائزة نوبل للسلام.. فلقد سمعت كثيرا عن جائزة الملك فيصل العالمية، والتي حققت صيتا عالميا، إذ فاز بنوبل 15 فائزا نالوا الفوز بجائزة الملك فيصل العالمية في عدد من فروعها، مما يعني أن مؤسسة الملك فيصل ذات مكانة وحظوة عالمية من خلال هذه الجائزة بين المؤسسات العالمية. ومضى مدير معهد نوبل للسلام مستعرضا أصل مسمى جائزة نوبل من خلال شخصه الذي أوصى بأن تخصص ثروته بعد موته للجوائز، وخاصة في الكيمياء والطب، والعلوم، والاقتصاد فيما بعد، بوصفها من المجالات مهتما بها لكون إيلفرد نوبل فيزيائيا وطبيبا نهما بالأدب وألف رواية عرضت لمرة واحدة.. إلا أنه كان مهتما بالسلام بوجه عام.. مستعرضا ما تعرض له من نقد من عائلته على الرغم من عدم زواجه ما جعلهم يوجهون إليه نقدهم لكونه لم يخصص لهم من ثروته الطائلة أي شيء.. مشيرا إلى أن نوبل مع هذا لم يكن سعيدا إذ لم يظهر مبتسما إلا في صورة واحدة، بينما كانت تنحصر سعادته في المختبرات بحبه للمكتشفات.. ومع هذا كتب وصيته بنفسه لكونه لم يكن يثق بالمحامين كثيرا.. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مساء يوم أمس، تحت عنوان (الإنجازات التاريخية والسياسية لجائزة نوبل للسلام) لمدير معهد نوبل للسلام البروفيسور جير لوندشتاد، وذلك بقاعة المحاضرات الرئيسة بمقر المركز في الرياض، والتي أدارها أمين جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين، بحضور جمع كبير من الإعلاميين و المثقفين المهتمين بالشأن الدولي العالمي. جائزتنا ليست عصاً سحرية لإيقاف الحروف.. ولا تفرقة بين الأفراد والمنظمات وقال الأمين العام لجائزة نوبل للسلام: هناك بضع مئات من جوائز نوبل للسلام التي وزعت، الأمر الذي جعلني أسأل كثيراً لماذا يعرفون الكثير عن الجائزة، ولا يعرفون عن أعضاء لجان الجائزة شيئا بما يجعلنا كأننا نمل في الخفاء إزاء هذه الشهرة.. إلا أنني أسأل – أيضا – لِم اهتمام العالم بجائزة نوبل للسلام بكل هذا الحجم؟! وهذا ما أجده من خلال ما يكتب عن الجوائز مقارنة بجائزة نوبل في الفروع الأخرى.. معللا ذلك بأنه ربما جعلها جائزة للسلام منذ 112 عاما وهي تمنح في هذا المجال، إلى جانب ما يحكمها من ضوابط. ومضى لوندشتاد في حديثه مستعرضا تجربته من خلال العمل في هيئة الجائزة لأكثر من 22 عاما، مما يجعل لديه انطباعا خاصا في الحديث عنها.. مشيرا إلى أن هناك ما وصفه بالخطأ في تقدير هيئة الجائزة والتي منحت الجائزة لفائز توفي ظننا منهم أنه لا يزال على قيد الحياة.. واصفا السقطة الكبيرة في عدم منح الجائزة لعدد من الشخصيات التي ذكر منهم عدم منح غاندي جائزة السلام إذ توفي ولم يحصل عليها.. والذي أكد المحاضر بأنه كان من المفترض حصوله عليها.. واصفا موقف هيئة الجائزة مع أخطائهم التي وصفها بالفادحة بأنه لا مجال مع ذلك لتغيير ما وقع من أخطاء أو تراجع عنها، فمع اعتراف اللجنة بالوقوع في الخطأ عدة مرات إلا أن هذا لا يقلل مما تبذله لجان الجائزة وما يتسمون به من مقومات تميزهم طيلة عمر الجائزة. وعن لغة الأرقام والفائزين بالجائزة ذكر لوندشتاد، بأن 125 فائزا بالجائزة منذ إنشائها، 6 منهم من المسلمين، ومنذ عقود لم يحصل على الجائزة امرأة إلا أنه خلال السنوات الماضية فاز بها 15 سيدة، كما أن الجائزة منحت لعدة شخصيات غير معروفة حتى للإعلاميين.. مستعرضا ما وضعه نوبل من معايير للجائزة من خلال التميز في الإسهامات في مجال البحث العلمي والمشاركة في خدمة السلام وتعزيز الصداقة والأخوة بين الشعوب، وفي مجال المنظمات الإنسانية في خدمة الإنسانية، وفي مجال المؤسسات التي تدعم بإنجازاتها البيئة.. فالجائزة العالمية تتسم بصيتها العالمي، بصرف النظر عن قيمتها المادية، فهناك جوائز أكثر في الجانب المادي إلا أنها ليست مشهورة. جانب من الحضور أما عن الاهتمام العالمي بجائزة نوبل للسلام فقال أمين الجائزة: هذا مرده ماذا يمكن أن تفعل الجائزة؟ ومع هذا نظل غير قادرين - على سبيل المثال - على اتخاذ القرار فيما يحدث في العالم من حروب، فنحن لا نملك عصا سحرية يمكن استخدامها في هذا المجال، ومع هذا نحن نسعى إلى متابعة الأحداث العالمية عن كثب لمنح من يستحقون الجائزة، وخاصة الذين نقلتهم الجائزة من مصاعبهم الخاصة إلى الظهور العالمي، والانتقال بهم إلى محطة أخرى من الحياة بشكل مختلف فيما بعد الحصول على الجائزة.. ومع هذا يمكن أن يوجه إلينا السؤال: هل يمكن أن تبذلوا جهدا أكبر نظير ما يحدث من تحولات وأحداث عالمية كبرى؟! و اختتم البروفيسور جير محاضرته عن جائزة نوبل مشيدا بما حققته من إسهامات على مستويات دولية مختلفة.. يأتي منها محاربة الحركات العنصرية من خلال عدة فائزين بها كانوا ناشطين ضد التمييز العرقي والعنصرية، مما أثار جدلا وانزعاجا على المستوى الرسمي لعدد من الدول في هذا الجانب، الأمر الذي أدى بعدم إرسال ممثلين منها لاستلام الجائزة، ومع هذا فاختيار الفائزين كثيرا ما أثار جدلا، إلا أنه لا يعني أنه كان صائبا بشكل مطلق رغم شهرة الجائزة وأهميتها عالميا. أعقب ذلك العديد من الأسئلة والمداخلات التي تقاطعت مع العديد من الأفكار الرئيسة التي عرضها المحاضر، والتي جاء منها معايير منح الجائزة، والفوز بالجائزة لأكثر من مرة التي منحتها هيئة الجائزة لجهات أكثر من مرة.. وآلية تقرير معايير الجائزة من خلال البرلمان النرويجي الذي يكتفي باختيار أعضاء دون تسميتهم.