قالت وزارة الصحة المصرية إن مئات من الناشطين وخمسة جنود أصيبوا امس في اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن التي تحرس مبنى وزارة الداخلية في وسط القاهرة. ووصل ألوف المحتجين ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد إلى الشوارع التي تحيط بمبنى الوزارة بعد يوم من مقتل 74 مشجعا وإصابة ألف على الأقل في أعمال عنف عقب مباراة لكرة القدم بين فريق النادي الأهلي القاهري وفريق النادي المصري في مقره مدينة بورسعيد الساحلية. وقال وكيل وزارة الصحة عادل عدوي في بيان إن الإصابات اختناقات بسبب إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وكسور وكدمات وسجحات. وأضاف أن 72 مصابا عولجوا بواسطة طواقم طبية في العشرات من سيارات الإسعاف التي وصلت إلى المنطقة وأن الباقين نقلوا إلى المستشفيات القريبة. ووصل المتظاهرون وبينهم مشجعو فرق لكرة القدم أهمها فريقا الأهلى والزمالك إلى الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية في مسيرات من ميدان التحرير ومن أمام مقر النادي الأهلي ومبنى الإذاعة والتلفزيون. الاخوان يحذرون من محاولات ل «حرق مصر» ونشطاء يتمسكون برحيل الحكومة والمجلس الحاكم وهتفوا خلال المسيرات ضد المجلس العسكري قائلين "ارحل" و"المشير والداخلية دول (هؤلاء) عصابة بلطجية" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتوجد سلسلة حواجز من الكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة في عدد من الشوارع المؤدية إلى مقري مجلس الشعب ومجلس الوزراء ومبنى وزارة الداخلية القريب لكن النشطاء حاولوا إزالة أحدها وقال شاهد إنهم تمكنوا أيضا من اقتحام أحد حواجز الأسلاك الشائكة. وخلال جلسة طارئة لمجلس الشعب الذي انتخب حديثا والذي يسيطر عليه الإسلاميون أعلن رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري أنه قبل استقالة محافظ بورسعيد وقرر إيقاف مدير أمن المحافظة ومدير المباحث الجنائية بها عن العمل وإحالتهما للتحقيق كما قرر حل مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم وإحالة أفراده للتحقيق. ووافق المجلس بالأغلبية على توجيه الاتهام بالتقصير لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يوسف وخيَّر رئيس المجلس محمد سعد الكتاتني الأعضاء بين إحالة توجيه الاتهام للوزير إلى لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بالمجلس أو أن يمضي المجلس في إجراءات الاتهام مباشرة ووافقت الأغلبية على الاختيار الثاني برفع الأيدي. إجلاء احد المصابين قرب وزارة الداخلية في القاهرة (أ.ف.ب) وتلقى الكتاتني طلب توجيه الاتهام إلى الوزير من العضو عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الذي حصل على توقيعات 120 عضوا آخرين على الطلب. وقال العريان في كلمة في المجلس "أتقدم باسم زملائي... بطلب اتهام للسيد وزير الداخلية بالتقصير في أداء عمله." وأضاف "هذا التقصير يشمل عدم تطهير الوزارة من القيادات العليا المتواطئة." لكن نشطاء اعتبروا القرارات غير كافية. وقال بيان وزع في ميدان التحرير موقع من عدد من الحركات والائتلافات الشبابية والثورية "على كل من مجلس الوزراء والمجلس العسكري الرحيل فورا بالإضافة إلى أننا سنضعهم في (موضع) المسؤولية والمحاكمة." ووردت في ختام البيان عبارة تقول "القصاص القصاص.. الشعب يريد إسقاط النظام." سيدة مصرية بعد تلقيها نبأ وفاة احد اقاربها في أحداث بورسعيد (أ.ب) وأشعل المحتجون ألعابا نارية في شارع محمد محمود الذي أغلقه الجيش في ديسمبر بكتل خرسانية بعد اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن أسقطت عشرات القتلى من النشطاء ونحو ألفي مصاب. وقال شاهد إن سائقي دراجات نارية نقلوا عددا من المصابين من مكان إلقاء القنابل المسيلة للدموع. وأضاف أن متظاهرين حطموا جانبا من رصيف الشارع ويرشقون قوات الأمن بالحجارة المأخوذة منه. وقال الشاهد إن المتظاهرين جمعوا القمامة وأشعلوا النار فيها ليساعد الدخان المتصاعد في دفع الغاز المسيل للدموع إلى أعلى. متظاهرة مصرية وسط القاهرة (الاوروبية) وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها تناشد "أبناء مصر الشرفاء الاحتكام إلى صوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن في تلك الظروف الدقيقة التي تتطلب (حشد) كافة الجهود تحقيقا لأهداف الثورة المجيدة وعدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة التي تسعى لنشر الفوضى وعدم الاستقرار." الى ذلك تعهّد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الخميس، بتطهير البلاد من "العملاء والبلطجية" مهما كلّف الأمر من تضحيات، وشدّد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في رسالة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) على أن القوات المسلحة "ستحمي الشعب (المصري) بكل ما أوتيت من قوة، وستطهّر مصر من العملاء والبلطجية وستقتلعهم من جذورهم مهما كلفها الأمر من تضحيات". وحثّ الشعب على "التكاتف والاعتصام والتصدي للفئات الضالة"، وقال "تكاتفوا واعتصموا ولا تفرقوا ولنتصدَ جميعاً لهذه الفئة الضالة في المجتمع التى تثير الفزع والرعب في قلوب المصريين بأعمال البلطجة". واستنكر التهجّم على المؤسسة العسكرية عقب أحداث مباراة فريقي "الأهلي" و"المصري" . لافتات حملها متظاهرون مصريون تعبر عن آرائهم في أحداث بورسعيد (ا ف ب ) وقال إن "خيال البعض المريض ذهب بأن هذا المخطّط الفوضوي من سرقات وحوادث أمنية متعددة، هو لإعادة قانون الطوارىء، وكأنهم لم يطالبوا بإلغائه وقاتلوا من أجل ذلك"، وأضاف "عندما تم إلغاؤه عادت أعمال البلطجة وقالوا المقصود بالبلطجة هم الثوار ولم يتركوا فرصة واحدة إلا وتعدوا على أفراد القوات المسلحة والشرطة بالفعل والقول". وتابع "كما ذهب البعض الآخر بخياله إلى أن المجلس الأعلى يدبر هذه الأحداث حتى يعلن الأحكام العرفية ويبقى في السلطة، وللأسف انجرف بعض السياسيين والناشطين والإعلاميين خلف هذا الخيال"، وتوجّه إليهم بالقول "لا عودة للوراء ولا تراجع عن طريق الديمقراطية واتقوا الله في مصر وجيشها وشعبها". وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أعلن في وقت سابق امس الحداد العام في البلاد لمدة 3 أيام إعتباراً من امس وحتى غروب شمس يوم السبت المقبل، على أرواح ضحايا الأحداث . من جانبها حذرت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصرالمسؤولين مما وصفته بمحاولات تدمير مصر أو حرقها أو هدم مؤسساتها، وطالبتهم بتطبيق القانون على الجميع دون محاباة أو مراعاة لضغوط داخلية أو خارجية. وأكدت الجماعة - فى بيان لها - أن الأمن ضرورة حياة مثل الطعام والشراب، وأن جماعة الإخوان المسلمين وقد هالتهم أخبار المجزرة التي وقعت في إستاد بورسعيد بعد مباراة النادي الأهلي والنادي المصري، والتي راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيدا ومئات المصابين؛ نتيجة عدوان أثيم يؤكدون أن ثمة تدبيرا خفيا يقف وراء هذه المذبحة التي لم يكن لها أي مبرر. وأضافت أن تقاعس السلطة عن حماية المواطنين لايمكن أن يقع تحت وصف الإهمال أو التقصير، وأن حالة الانفلات الأمني في جميع أنحاء البلاد أفرزت حالات السطو المسلح على البنوك واستسهال القتل لأتفه الأسباب، وتجرؤ البعض على التهديد بالعدوان على البرلمان والتعدي على شباب الإخوان المسلمين الذين سعوا إلى تأمينه؛ الأمور التي نخشى معها أن يكون بعض ضباط الشرطة يقومون بمعاقبة الشعب على قيامه بالثورة وحرمانهم من الطغيان على الناس، وتقليص امتيازاتهم. وأشارت الجماعة إلى أن من بين أسباب الانفلات الأمني ماوصفته بالتستر على من قاموا بالكوارث التي حدثت قبل ذلك في ماسبيرو، وشارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، ونسبتها في كل مرة إلى مجهولين، وبالتالي إفلات المجرمين الحقيقيين من المحاكمة والعقاب، مما أغرى كل من يريد الإفساد في الأرض أن يقوم بذلك وهو آمن. وأكدت أن من بين الأسباب التي أدت إلى هذه الأحداث هو شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الألتراس" بالكراهية والعداء تجاه بعضهم البعض، والتعصب الذميم في تشجيع أنديتهم، واختلاط البلطجية بهم، وتسهيل عدوانهم على الآخرين مما يعد أحد أسباب هذه المأساة في حين أننا نرى أن الرياضة بطبيعتها إنما هي أخلاق وسلوك راق.