والعنوان ليس فيه لحن فحتى تأتي بعد الاسم إذا كان في ابتداء الجملة مرفوعة والشاهد على ذلك قول الفرزدق: فواعجباً حتى كليب تسبني كأن أباها نوفل أو مجاشع وقد كتبت هذه المقدمة لأن المصحح دائماً يصحح لي إعراب حتى. والموضوع الذي أريد أن أكتب عنه هو تعليق على مداهمات قوى الأمن للدور التي تستخدم أوكاراً للجريمة والدعارة وصنع الخمور والحفلات الشاذة وتمرير المكالمات الدولية وتركيز الصحف على أن مرتكبي الجرائم متخلفون من آسيا وافريقيا، وحين ذكرت في إحدى نثاراتي ان السعوديين ليسوا أبرياء لم ينشر هذا النثار وكأن السعوديين جميعاً ملائكة أطهار لا يرتكبون أي جرائم، والآن نشرت صحيفة «الرياض» في عددها رقم 13493 الصادر بتاريخ 26 ربيع الآخر الموافق 3 يونيو 2005 هذا الخبر: «وقد تم إلقاء القبض على عدد كبير من المخالفين للنظام ومنهم خمسة سعوديين اثنان منهم مطلوبان للجهات الأمنية وبحوزتهم «1585» حبة كبتاجون وأصبعان من الحشيش معدان للترويج كما ضبط شخصان سعوديان وبحوزتهما كميات من حبوب الكبتاجون... وفي جانب آخر من الحملة وأثناء تفتيش إحدى الاستراحات تم القبض على ستة أشخاص منهم أربعة سعوديين وسوري وباكستاني وهم في خلوة غير شرعية مع ثلاث نساء من الجنسية السعودية، وتم في مكان آخر القبض على امرأة سعودية مطلوبة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قضية دعارة وفقر... كما تم ضبط شخص سعودي مطلوب في قضية سابقة دعارة... الخ هذا وقد نشرت صحيفة «الرياض» في نفس العدد ان حالات هروب الفتيات السعوديات قد سجلت منحنى خطيراً حيث بلغ عدد الحالات المبلغ عنها 850 حالة، وفي رأيي ان ليس في هذه الأخبار ما يثير خاصة إذا توفرت أسباب الجريمة وهي الفقر والجهل والبطالة والكبت والإحباط وأخيراً اليأس دون أن ننسى الرغبة في الاثراء السريع في مجتمع يمر بمرحلة من القلق وعدم الطمأنينة، ولا فرق في ذلك بين متخلف وسعودي.