كشف المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية وليام شولتز عن ان الحكومة الاميركية تدير «شبكة» من السجون في انحاء مختلفة من العالم، مؤكدا ان العديد من هذه السجون هي معسكرات سرية «يختفي فيها الناس فعليا». وانتقد شولتز ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لاحتجازها من يشتبه في انهم مقاتلون «في السجن الانفرادي لفترات غير محددة» بدون ان يكون لهم حق في الحصول على محامين. وجاءت تصريحات شولتز في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الاخبارية الاميركية الاحد للرد على المطالب باثبات تأكيدات منظمة العفو الدولية في تقريرها في 25 ايار/ مايو ان معتقل غوانتانامو في كوبا الذي يحتجز فيه مئات الاجانب المشتبه بارتكابهم اعمالا ارهابية لاجل غير مسمى اشبه بمعسكرات الاعتقال السوفياتية (غولاغ). واثار ذلك الوصف غضب الادارة الاميركية وانتقادات الرئيس بوش الذي قال ان ذلك الوصف «مستهجن». كما انتقد نائبه ديك تشيني ووزير دفاعه دونالد رامسفلد هذا الوصف الذي قدمته المنظمة الدولية. وكان الكاتب الروسي الكسندر سولجنيتسين الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1970 وصف نظام السجون السوفياتي في كتابه المشهور «ارخبيل الغولاغ». وقال شولتز ان المقارنة مع معسكرات الاعتقال السوفياتية «ليس تشبيها دقيقا او حرفيا (...) لكن هناك نقاط شبه اذ تحتفظ الولاياتالمتحدة بارخبيل من السجون في كافة انحاء العالم». واضاف ان «العديد من هذه السجون سرية يختفي فيها الناس بالفعل ويحتجزون في زنزانات انفرادية لفترات غير محدودة دون ان يكون لهم الحق في الحصول على محامين». وردا على سؤال حول كيف يمكن ان تقارن المنظمة بين احتجاز ملايين المواطنين السوفيات في انظمة المعتقلات حينذاك، مع اعتقال مقاتلين معادين للولايات المتحدة قال شولتز ان بعض هؤلاء المعتقلين في غوانتامو «تصادف وجودهم في المكان الخطأ في الوقت الخطأ». وتابع «نعلم على الاقل ان بعض السجناء الذين اطلق سراحهم من غوانتانامو اثبتوا انهم احتجزوا هناك ليس بسبب مشاركتهم في النزاع العسكري بل لانهم كانوا من اعداء التحالف الشمالي» في افغانستان والذي كان معاديا لنظام طالبان. ودعا مسؤول المنظمة الى اجراء تحقيق رسمي في ما يشتبه بانه انتهاكات لحقوق الانسان في مراكز الاعتقال الاميركية في العالم. وتصف منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في 25 ايار/ مايو كلا من رامسفلد والمدعي العام الاميركي البرتو غونزالي بانهما «مهندسا التعذيب». وقال شولتز ان الولاياتالمتحدة «هي الجهة التي يجب ان تقوم بالتحقيق مع الذين يعتقد انهم مهندسو التعذيب وليس فقط مع الجنود المأمورين الذي نفذوا عمليات التعذيب بشكل مباشر بل الذين سمحوا بممارسة التعذيب او شجعوا على ممارسته او قدموا الاعذار لذلك». وتقول منظمة العفو الدولية ان رامسفلد وضع «القواعد الدقيقة لذلك وعددها 27 قاعدة والتي يشمل عدد منها التعذيب او المعاملة الوحشية غير الانسانية». وعاد الجدل مجددا حول معتقل غوانتانامو والممارسات الاميركية في المعتقلات في الاسابيع الاخيرة بسبب تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» وتراجعت عنه مؤخرا حول تدنيس المصحف الشريف لاثارة استياء السجناء. ومنظمة العفو الدولية ليست الهيئة الوحيدة التي تدعو واشنطن الى التحقيق في الانتهاكات التي يزعم انها ارتكبت في المعتقل. فقد اشار شولتز الى وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) التي اثارت القلق كذلك حول عمليات التحقيق التي تجري مع معتقلي غوانتانامو. ويؤكد مسؤولون اميركيون ان هذه المخاوف لا اساس لها وان معتقلي «الحرب على الارهاب» يعاملون بافضل طريقة انسانية ممكنة - على حد قولهم. وقد مثل عدد من الجنود الاميركيين امام المحاكم وفرضت عليهم عقوبات لارتكابهم اساءات بحق السجناء خصوصا في سجن ابو غريب الذي توفي فيه معتقل واحد على الاقل، الا ان مسؤولين اميركيين اكدوا ان هذه حوادث منفصلة. ويبدو ان موجة الغضب التي اثارها تقرير منظمة العفو الدولية لم يهدأ بعد. فقد ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاحد انه يجب اغلاق معتقل غوانتانامو الذي وصفته بانه «مصدر عار على الامة» و»هدية الى اعداء اميركا لاستخدامه في الدعاية ضدها». أما صحيفة «واشنطن بوست» التي انتقدت في مقالها الافتتاحي وصف المنظمة لغوانتانامو بانه «غولاغ»، فقد ذكرت نقلا عن شولتز ان التبرعات التي تتلقاها منظمة العفو الدولية تضاعفت خمس مرات كما تضاعف عدد الاعضاء الجدد في المنظمة منذ نشر التقرير الاسبوع الماضي.