طمأن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي دول العالم فيما يتعلق بصادرات المملكة من النفط بعد المخاوف التي راجت العام الماضي حول وضع صادرات المملكة في حال استمرار مستويات الاستهلاك المحلي، مؤكدا أن تغيراً ديناميكيًا يحدث داخل صناعة البترول في ظل زيادة الإنتاج المحلي في الولاياتالمتحدة وكندا وسعي البرازيل إلى استخراج احتياطياتها الكبيرة من البترول في المناطق المغمورة، إلى جانب سعي العراق وليبيا إلى زيادة الإنتاج، مما يعني أننا في زمن ديناميكي، إلا أنه أيضا زمن الفرص للعديد من الدول ومن بينها السعودية. واضاف خلال مؤتمر مستقبل الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يعقد في لندن أن نمو الناتج الإجمالي المحلي للسعودية بلغ 7% في الوقت الحالي، ومع اتساع القاعدة الصناعية، تشهد المملكة توسعات غير مسبوقة في بنيتها التحتية، لذا فالطلب على الطاقة في المملكة يزداد بالفعل استجابة لتلك التوسعات، غير أننا لم نترك الاستهلاك المحلي من الطاقة دون معالجة، وستظل المملكة المورد الموثوق به للطاقة بكميات ثابتة يمكن الاعتماد عليها، ولن يؤثر النمو المحلي على الصادرات في الوقت الحالي أو في المستقبل، بسبب استثماراتنا المتواصلة في قطاع النفط والغاز وبعض التدابير الجديدة التي تطبقها المملكة لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والتزامنا تجاه مصادر الطاقة المتجددة. واشار الى أن المملكة أنجزت مشروعًا كبيرا لزيادة طاقة البترول الإنتاجية، بهدف المحافظة على مكانتها كأكبر مورد للبترول في العالم، ولا تزال الاستثمارات مستمرة، غير أنها لا تتوقف على إنتاج البترول فقط. ومن الطبيعي أن يحدث نقص في المعروض في مكان ما في العالم على المدى القصير، إلا أنني أرى أن العرض لن يكون هو المشكلة في المستقبل القريب، بل الطلب، فأوروبا تواجه أوقاتاً صعبة ومن الواضح أن ما تتعرض له من تصحيح اقتصادي سيؤدي إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات، وهذا بدوره سيؤثر على الطلب. ولما كان النمو الاقتصادي المتسارع الذي تشهده المملكة يشكل ضغطاً متزايداً على أنظمة الطاقة الحالية، فقد شرعنا في تنفيذ مجموعة من البرامج الطموحة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات الصناعية والحكومية والتجارية والسكنية، كما نسعى جاهدين إلى زيادة الوعي، خصوصًا لدى الأطفال وطلاب المدارس بالفوائد الملموسة لترشيد استخدام الطاقة، وقد استثمرنا الموارد البشرية والعقلية سعيًا لتطوير فكر جديد خاص بكفاءة استخدام الطاقة. والواقع يؤكد أن البترول سيظل يضطلع بدور رئيس ضمن مزيج الطاقة لعقود عديدة مقبلة، ومن الواضح أن إيجاد نظام نقل لا يعتمد على البترول لا يزال بعيدا، ومصادر الطاقة المتجددة- في تصوري- مكملات للمصادر الحالية، حيث تساعد على إطالة فترة تصدير النفط الخام وهو ما دعانا إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية. وتابع: المملكة ستواصل القيام بدورها كمورد ثابت للبترول إلى الأسواق العالمية لعقود متعددة. فنحن مستمرون في الاستثمار في صناعة البترول والغاز، ومن ذلك استثماراتنا لزيادة الإنتاج في حقل منيفة النفطي. كما أننا نخطو خطوات حثيثة لتنويع مواردنا الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ونستثمر أيضًا في شبابنا ونوفر لهم الفرص التي يريدونها ليكون لهم دور مهم في ازدهار اقتصادنا، وتنمية بلدنا في المستقبل، كما نتخذ خطوات غير مسبوقة لضمان كفاءة أكبر لاستخدام الطاقة ونستثمر في مصادر الطاقة المتجددة، وفي الطاقة الشمسية بشكل خاص.