أكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، في كلمة القاها امس خلال مشاركته في مؤتمر «مستقبل الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في «تشاتام هاوس» بلندن، ان المملكة ستكون قادرة على سد أي نقص في امدادات النفط في السوق بفضل استثمارها في طاقتها الانتاجية النفطية. وقال: «بفضل استثماراتنا المستمرة، سيكون بمقدور السعودية سد أي نقص في أنحاء العالم على سبيل المثال كما حدث مع ليبيا العام الماضي، وبفضل استثماراتنا ستتم مواجهة أي نقص في المستقبل». وراى ان العالم يعيش أوقاتاً ديناميكية، مضيفاً: «الاضطرابات مستمرة في بعض بلدان الشرق الأوسط، والاقتصاد الأوروبي يواجه عامًا آخر من التحديات، وميزان القوة العالمي يزداد ميلاً نحو الشرق. كما أن تغيراً ديناميكياً يحدث داخل صناعة البترول في ظل زيادة الإنتاج المحلي في الولاياتالمتحدة، وكندا، وسعي البرازيل إلى استخراج احتياطياتها الكبيرة من البترول». ولفت الى ان المملكة تسجل نمواً يصل الى 7 في المئة، مشيرا الى مخاوف راجت العام الماضي، حول وضع صادرات المملكة من البترول في حال استمرار مستويات الاستهلاك المحلي على ارتفاعها. وقال: «أود أن أؤكد هنا أن المملكة ستظل المورد الموثوق به للطاقة إلى دول العالم بكميات ثابتة يمكن الاعتماد عليها، وأن النمو المحلي للمملكة لن يؤثر على الصادرات في الوقت الحالي أو في المستقبل». الاستثمارات المتواصلة وعرض لعوامل ثقته وأولها الاستثمارات المتواصلة في قطاع النفط الى جانب بعض التدابير الجديدة التي تطبقها المملكة لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، والالتزام تجاه مصادر الطاقة المتجددة. وقال: «في عام 2009، أنجزت المملكة مشروعاً كبيراً لزيادة طاقة البترول الإنتاجية، وذلك بهدف المحافظة على مكانتها كأكبر مورد للبترول في العالم، ولا تزال الاستثمارات مستمرة، غير أنها لا تتوقف على إنتاج البترول فقط». وتابع: «قمنا بضخ استثمارات كبيرة لزيادة الطاقة التكريرية على الصعيدين المحلي والدولي، وزيادة التنوع في سلة المنتجات المكررة في المملكة سواء للاستخدام المحلي أو للتصدير». تطوير حقول غاز وذكر ان العمل جار لتطوير أربعة حقول رئيسة للغاز، كما تم تحديد احتياطات محتملة من «الغاز غير التقليدي». وذكر ان المملكة «تملك احتياطات مؤكدة من الغاز تبلغ 286 تريليون قدم مكعبة». وتابع «قمنا بزيادة إنتاج الغاز من 1.65 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم في عام 1981 إلى 10.7 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم في عام 2011،» متوقعا أن تبلغ 16 بليون قدم مكعبة في اليوم بحلول عام 2020. ورأى النعيمي ان المشكلة في المدى القريب ستكون في الطلب وليس في العرض وقال : «أوروبا تواجه أوقاتاً صعبة، ومن الواضح أن ما تتعرض له من تصحيح اقتصادي سيؤدي إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات، وهذا بدوره سيؤثر على الطلب على البترول واستيراده». وشدد على إمكانات حقيقية للتقدم والازدهار الاقتصادي والنمو في دول الشرق الأوسط وآسيا، وأميركا الجنوبية وأفريقيا. وجدد النعيمي على ان البترول سيظل يضطلع بدور رئيس ضمن مزيج الطاقة لعقود عديدة مقبلة. أما مصادر الطاقة المتجددة، فهي «مكملات للمصادر الحالية» تساعد على إطالة فترة تصدير النفط الخام. وكرر الرسالة الأساسية، وهي أن «المملكة ستواصل القيام بدورها كمورد ثابت للبترول إلى الأسواق العالمية لعقود متعددة، فنحن مستمرون في الاستثمار في صناعة البترول والغاز، ومن ذلك استثماراتنا لزيادة الإنتاج في حقل منيفة النفطي». وختم بالقول: «في هذا الوقت الحافل بالتقلبات في المنطقة والعالم وصناعة البترول، تظل المملكة ملتزمة بأداء دورها على الصعيد الدولي، وستواصل القيام بهذا الدور من خلال توفير الطاقة المطلوبة لدعم الازدهار في المنطقة والعالم».