بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ، ألقى معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي كلمة بعنوان // نحن نعيش في زمن التحولات // يوم أمس في مؤتمر مستقبل الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في مجمع تشاتام هاوس الفكري بلندن. وفيما يلى نص الكلمة التي ألقاها معاليه " إننا نعيش أوقاتاً ديناميكية، فالاضطرابات مستمرة في بعض بلدان الشرق الأوسط، والاقتصاد الأوروبي يواجه عامًا آخر من التحديات، وميزان القوة العالمي يزداد ميلا نحو الشرق، كما أن تغيراً ديناميكيًا يحدث داخل صناعة البترول في ظل زيادة الإنتاج المحلي في الولاياتالمتحدة وكندا، وسعي البرازيل إلى استخراج احتياطياتها الكبيرة من البترول في المناطق المغمورة، إلى جانب سعي دول مثل العراق وليبيا، إلى زيادة الإنتاج، نحن إذاً في زمن ديناميكي، إلا أنه أيضا زمن الفرص للعديد من الدول، ومن بينها المملكة العربية السعودية". وتابع معاليه يقول " غير أنني أود في بداية كلمتي أن أصحح أحد المفاهيم أو التصورات الخاطئة عن المملكة العربية السعودية، فيما يتعلق تحديدًا باستهلاك المملكة المحلي للبترول، والأثر الذي قد يتركه على مكانتها كأكبر مصدر للبترول في العالم. فلا يخفى عليكم أن المملكة تعيش فترة من النمو الاقتصادي الكبير والمتسارع، ويتزايد عدد سكانها من الشباب باضطراد، كما تبلغ نسبة نمو الناتج الإجمالي المحلي نحو 7% في الوقت الحالي، ومع اتساع القاعدة الصناعية، تشهد المملكة توسعات غير مسبوقة في بنيتها التحتية، لذا، فإن الطلب على الطاقة في المملكة يزداد بالفعل استجابة لتلك التوسعات، وهو اتجاه سائد منذ سنوات عدة، ويعد أمراً طبيعيًا لأي اقتصاد متنام. وقد حدث الأمر ذاته في أوروبا ويحدث الآن في الصين. ولكن النمو الاقتصادي المتواصل لا يستمر بمعدلات كبيرة للغاية، كما نراه في أوروبا، والولاياتالمتحدة، في الوقت الحالي، علمًا بأنهما لا تشهدان زيادة في الطلب على الطاقة. ولقد أدى عدم تفنيد المخاوف التي راجت العام الماضي، حول وضع صادرات المملكة من البترول في حال استمرار مستويات الاستهلاك المحلي، إلى اعتبار هذه المخاوف حقائق واقعة. غير أننا، في المملكة، لم نترك الاستهلاك المحلي من الطاقة دون معالجة، وأود أن أؤكد هنا أن المملكة ستظل المورد الموثوق به للطاقة إلى دول العالم بكميات ثابتة يمكن الاعتماد عليها، وأن النمو المحلي للمملكة لن يؤثر على الصادرات في الوقت الحالي أو في المستقبل، وأنا على ثقة تامة مما أقول. واسمحوا لي، أن أوضح لكم أسباب هذه الثقة التي ترتبط بموضوع هذا الملتقى الذي يجمعنا اليوم، فأول هذه الأسباب يتعلق باستثماراتنا المتواصلة في قطاع النفط والغاز. والثاني يتعلق ببعض التدابير الجديدة التي تطبقها المملكة لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والتي سوف أطلعكم عليها. أما السبب الثالث فيتعلق بالتزامنا تجاه مصادر الطاقة المتجددة. // يتبع //