تناقلت الصحف الخليجية قبل أيام خبراً حول منح شهادة للجودة لسنة 2011م لأحد الشعراء النبط في الخليج برعاية المنظمة الدولية للمعايير الآيزو وذلك تقديراً لإبداع هذا الشاعر وإثراء دواوينه للمكتبة العربية ، وفي حين اعتبر الشاعر أن هذا التكريم يعد تكريماً لأهل الأدب العربي عموما والشعبي خصوصاً ولكن الشاعر عاد ليقول إن الشعر الشعبي لا يخضع لمقاييس محددة كالمهن !! ولعلنا نسأل منظمة الآيزو العالمية وشركائها في منطقتنا عن المقاييس المعتمدة لدى هذه المنظمة فيما يتعلق بالشعر النبطي وشعراء النبط، وما هي المعايير التي على ضوئها تم منح الشاعر الكبير شهادة الجودة تلك؟! وهل الضوابط تشمل المكانة الاجتماعية والقدرة الاقتصادية والمنصب الوظيفي أم أنها تقتصر على الإنتاج الشعري؟! ثم نتساءل عن هوية المحكمين الذين قاموا بتطبيق المعايير على شعرنا النبطي؟ والحقيقة إن تطبيق مفاهيم الجودة ومعاييرها على المنتجات الصناعية والمؤسسات التجارية والإدارات الحكومية والمنشآت والجامعات أمر معلوم يمكن ضبط مقاييسه ومواصفاته وفق آليات معينة ودوائر مقننة كما أنه يمكننا قبوله على الأبحاث والدراسات والمؤلفات العلمية ولكن أتصور أن هذه المعايير لا يمكن تكييفها في مجال الإبداع والفنون لنجيّرها بشهادة لشخص أو مجموعة أشخاص. ولأني لا أعرف شاعراً نبطياً حصل على شهادة الآيزو قبل هذا الشاعر الذي كنت كتبت قبل حوالي عشر سنوات وبالتحديد في العدد 12425 من هذه الجريدة عن قيامه بإحدى السرقات الأدبية فإني أجزم بأن شهادة الجودة أصبحت مثل شهادة الماجستير والدكتوراه التي أصبحت تباع وتشترى كالخيار والطماطم والبطيخ. وعلى أي حال فإن الأمر المؤلم كما أشار زميلنا المبدع بداح السبيعي في إحدى مقالاته هو أن الشاعر المشهور دائماً ما يجد عند اكتشاف سرقته جيشاً من الجنود الذين يستميتون في الدفاع عنه وتبرير سرقته ومنحه (صك) البراءة خلافاً للشخص الذي لا يتمتع بحصانة الشهرة؛ وأضيف بل ويمنحونه شهادة الآيزو أيضاً !! إن مجتمعاً بهذا الفكر والسلوك الذي يميل إلى إحاطة المشاهير بهالة من القدسية ويعمل على تبرير أخطائهم مهما كبرت وزيادة على ذلك يشن الحرب الهوجاء على من يتعرض لهؤلاء بالنقد الصادق المدعم بالدلائل والبراهين ولا يكتفي بذلك بل يمنحه شهادة (الأفضل) هو مجتمع يعيش ثقافة القطيع الفرعونية التي لا ترى إلا من خلال الحياة إلا من خلال ذلك الرجل. عيار21: قال الشاعر ابن سرار الشهراني: إن عشت يا راسي كسيتك عمامة وإن مت يا راسي فدتك العمايم يا راس شيبك ما بدا بك مذلة والشيب تكرم به كبار اللمايم الأجواد يكرم شيبها في مشيبها نقالة القالة محوص الصرايم