في نقاش مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين طرحت سؤالاً حول ما إذا كانت الأوضاع المرتبكة إدارياً وفنياً في نادي الاتحاد، والتي أفرزت ضياعه في الدوري، وتوديعه لكأس ولي العهد، ترشحه للدخول في سكة التائهين أسوة بنادي النصر الذي دخلها منذ ما يزيد على عقد كامل ومازال غير قادر على مغادرتها؟ الزملاء تباينوا في قراءتهم للمشهد كل بحسب رؤيته من جهة، أو مسافته من إدارة النادي، ومدى تقاطع أو تضارب علاقته بها، إلا أنهم بدوا مجمعين إلى حد بعيد بأن ذلك لا يمكن الجزم به على الأقل في الوقت الراهن؛ خصوصاً وأن الموسم الجاري وإن أعطى مؤشراً على الحالة الفوضوية في البيت الاتحادي؛ لكن الحكم لا يمكن إطلاقه، فضلا عن الجزم به إلا في نهاية الموسم. بالنسبة لي فقد اكتفيت بالسؤال حينها ولم أعط رأيي، رغم انني أتباين مع رؤية الزملاء، فهدفي حينها لم يكن البحث عن نقطة اختلاف؛ بقدر ما كنت أسعى لإحداث عصف ذهني هدفه استقراء مستقبل النادي الكبير، وإلا فإن تصوراتي للمشهد الاتحادي قاتمة، بحيث لا أراه قادراً على تجاوز أزمته الراهنة، بل إنني أراها تذهب باتجاه المزيد من التعقيد الذي سيفضي إلى اتحاد آخر غير الذي عرفناه. تصوراتي تلك تنبع من أكثر من جانب عاصف في (البيت الأصفر)، وكل جانب منها من الخطورة بحيث يمكن له أن يكون بمثابة حربة في خاصرة (العميد)، فما بالنا إن كانت كل تلك الجوانب مجتمعة تلعب لعبتها في استنزاف النادي بقصد أو بدون، عبر توجيه السهام له من كل حدب وصوب، وأعني تحديداً ما يأتي من جانب الشرفيين، والإداريين، والإعلاميين، والجماهير. على المستوى الشرفي هناك شرخ كبير في بنية المجلس الشرفي أفضت إلى انسحاب شرفيين داعمين، وآخرين مؤثرين عن مسرح الأحداث، وهم الذين كانوا أبطال مرحلة النجاحات الكبرى، في حين رأى شرفيون آخرون أن المواجهة هي الأجدى لدفع إدارة اللواء محمد بن داخل للاستقالة، بل إنهم لم يتأخروا في التصريح بذلك كما فعل أحمد فتيحي الذي يجد إلى جانبه مناصرين يرون ذات رؤيته. في الجانب الإداري بدا واضحاً ان الإدارة رفعت لواء المواجهة الإعلامية ضد كل من يتعرض لها، ولعل بيانها الأخير الذي حذرت فيه جماهير الاتحاد وجميع أنصاره من وجود انتهازيين ومتربصين غرضهم زيادة الاحتقان والتهكم والسخرية ب (عميد الأندية السعودية)". في الجانب الإعلامي هناك حديث مسموع عن لعبة اصطفافات في (الإعلام الأصفر)، وهو أمر لم يعد خافياً إلى درجة أن واحداً ممن يقفون في مقدمة الصف في هذا الإعلام لم يتردد في الجزم بأن الولاءات فيه للأشخاص، وليس للكيان، وأن ثمة (محور شر) فيه، وهو توصيف كاف لإيضاح خطورة هذا النوع من الولاءات على راهن ومستقبل الاتحاد. أما الجماهير الاتحادية وهي حجر الزاوية في (بيت العميد) فيراد لها أن تكون ورقة في يد هذا أو ذاك، وعليها يتم الصراع حالياً، ولعل بيان الإدارة الأخير ورد فتيحي عليه، يوضح حقيقة لعبة شد حبال الجماهير بينهما، وهو ما يزيد من الدخول في اتجاه التأزيم، وهو الاتجاه الذي سيفضي في نهاية المطاف إلى دخول النادي في سكة التائهين.