ماذا تقول عن المفحطين، هل يتمتعون بالشجاعة؟ أقول عنهم إنهم يخالفون النظام ويعرضون أنفسهم والآخرين للخطر وهذا سلوك مرفوض ويجب معاقبة المفحطين والقضاء على ظاهرة التفحيط. ويسأل الابن: أليس التفحيط مغامرة كمغامرة تلك الشابة الهولندية؟ التفحيط يا ابني فيه خطر على السائق وعلى الآخرين، وهو بلا هدف، واسوأ استثمار لطاقات وقدرات الشباب (والمفحط) يفترض ان لا يكون لديه سيارة، ولو استخدم الدراجة لكان أفضل لصحته ولقدّم خدمة لمجتمعه في تخفيف الزحام. يضاف إلى ما سبق فرق آخر هو التخطيط، والتدريب، فالشجاعة، والمغامرة، لا تعنيان عدم الحاجة إلى التخطيط، والتدريب فلايمكن ان يرمي الإنسان نفسه في البئر باسم الشجاعة دون ان يخطط لكيفية الخروج وكما قال صاحب تجربة هناك خط رفيع بين الشجاعة والغباء، ومن السيئ انه ليس هناك حاجز بين الاثنين، وعلى رأي مجرب آخر: «إذا كانت الشجاعة صفة لا تعرف الخوف، إذاً فإنني لم أر رجلاً شجاعاً في حياتي قط، فالجميع يشعر بالخوف والرهبة فكلما تحلى الأفراد بالذكاء أصبحوا أكثر خوفاً ورهبة فالشجاع هو من يجبر نفسه على المواصلة والاستمرار على الرغم من الشعور بالخوف في داخله». عاد الابن إلى ابيه يطلب الإذن بالسماح له بالذهاب مع أصدقائه إلى الملعب لحضور مباراة فريقه المفضل في كرة القدم فرد الأب ببعض الأسئلة: - طيب أين سوف تجلسون؟ - هل أستطيع الاتصال بكم؟ - من يقود السيارة؟ - ماذا ستأكلون؟ وأضافت الأم من بعيد سؤالاً آخر: ماذا سوف يلبسون؟ لا... لا برد، ما في داعي تروحون. وقد يكون للقصة بقية.