بالمنافسةِ - حسب قول فولتير - يُغذى النبوغ، بعكس الحسد فهو سُمّ القلب. خَبَرَ كاتب هذه السطور الظهور الأول للتلفزيون في بلادنا. ثم شارك في صناعة برامجه من خلال برنامج أمني في منتصف السبعينيات الميلادية من القرن الماضي. أعرف تاريخ تلفزيوننا جيداً منذ كان قناة واحدة وحيدة سميّت قبل بزوغ القنوات الفضائيّة (غصب واحد). حاول وزراء الإعلام المتعاقبون تطوير التلفزيون تقنياً وبرامجياً؛ إلا أن القضية يفترض ألا يتم تناولها على أنها إجراء إداري داخل جهاز بيروقراطي رسمي. حتى نكون منصفين يفرض علينا الواقع أن نقول بأن التلفزيون السعودي بقنواته المختلفة تغير وأصابه شيء من التطوير. ما أود طرحه اليوم يتعلّق بالمحطات التلفزيونية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة ماذا قدّمت؟ الذي اعرفه بحكم ترددي على محطة تلفزيون الرياض أن الإنتاج يتركز هنا والبقية مساهماتهم ضعيفة وقد لا تُذكر. نرى أحياناً مواد من إنتاج بعض المحطات لكنها في الغالب تقارير مُعلّبة لا إبداع فيها؛ لهذا لا تجد متابعة من المتلقي أو المشاهد. الإبداع يحتاج لأناس لديهم الحس الإبداعي، وليس إلى موظفين تقليديين كل اهتمامهم يتركز في الحضور والانصراف. الإبداع يحتاج إلى اهتمام من المسؤولين وتشجيعهم للمبدع. الإبداع يحتاج دعماً مالياً ومعنوياً، وهذه الأخيرة هي ما سأقترح الأسلوب في بقيّة أسطر حكاية اليوم. لنفترض أن لدينا 10 محطات تلفزيونية بعضها كسول خامل والأخرى نشيط عامل. كيف يمكن أن نشعل روح المنافسة بينها؟ أقترح وضع معايير واضحة للإنتاج التلفزيوني كمّاً ونوعاً توزع على جميع المحطات. تُشكّل جهة (وليس لجنة) في وكالة الوزارة لشؤون التلفزيون لمتابعة ورصد الإنتاج ومن ثم تقييمه. يُقام احتفال نهاية كل عام يوزّع فيه وزير الثقافة والإعلام الجوائز للأعمال المتميزة وللمحطة المتميزة. بهذا يمكن تحريك مياههم الراكدة؛ وفي نفس الوقت نحصل على مواد تلفزيونية عليها القيمة والسلام. * من صندوق بريد المعاناة: بعثت لي سيدة فاضلة برسالة اختصرتها قدر ما تسمح به مساحة هذه الزاوية تقول: "الفكرة صالون ثقافي لاحتضان محترفي وهواة الفنون الجميلة بأنواعها في السعودية، خدمات مميزة ومطلوبة وتحتاجها الكثيرات منا، المكان الرياض، صاحبة المشروع فنانة تشكيلية ومصممة مجوهرات سعودية، التكلفة حوالي نصف مليون ريال. إنشاء المشروع وتجهيز مقر المدة سنتان وربما أكثر. سعي في دوائر الحكومة بحثا عن مخرج (تراخيص وما أشبه)، المشروع أُكملت أركانه وكاد أن يبصر النور، بالمختصر هو المثال الحي للمشاريع الواعدة الُمجهضة في المهد التي تسممها البيروقراطية ويحكم عليها الفساد بالموت.. أُعطيتْ مهلة مدتها أسبوعان حتى تخلي المكان وتتخلى عن المشروع!" ما رأيكم؟!