تنعي الساحة الشعبية رحيل الشاعر الكبير والمعروف محمد بن عويض بن شلاح المطيري الذي وافاه الأجل رحمه الله وقد كان من المميزين والمعروفين لدى عامة الناس من خلال دوره البارز في خدمة الموروث الشعبي ومن خلال قصائده المميزة وما يقدمه من برامج شعبية في الاذاعة والتلفاز والتي حظيت باهتمام بالغ لدى محبي الشعر الشعبي وقد رسخ اسمه في أذهان متابعيه وكرس له قاعدة جماهيرية من خلال ما يقدمه ويختاره لها الأثر الطيب وقبول الاستماع له الفضل في توثق بعض الشعر ورفع مستوى الساحة الشعبية بانتقاء كل جيد وابراز الشعراء دون استثناء وتحيز والحرص على اجتذاب كل شاعر يرى قدراته وامكانياته الشعرية الجيدة. الشاعر ابن شلاح يندر أن نجد مثيلا له لمعايشته الشعر والشعراء ولشاعريته القوية التي عرف من خلالها لقد سخر وقته لخدمة الموروث الشعبي وتنقل بين أرجاء المملكة لتوثيق الشعر وزيارة الشعراء في منازلهم حتى ولو كانت نائية وينقل لنا شعرهم عبر ما يقدمه في برنامجه الشعبي الذي يتابع بلهفة وشوق كل اسبوع ولقد أمضى خدمة طويلة جاهداً ومجاهدا في سبيل الرقي بالموروث الشعبي ويحرص على التنويع والابتكار واظهار العادات القديمة سواء في الشعر أو الحرف أو التقاليد الشعبية. بقدر ما كان فقدان الشاعر كبيرا على ذويه الا انه خسارة كبيرة على الساحة ولكنها سنة الحياة فقد ترك فراغا في الساحة لشاعريته ولمكانته ولمحبيه خاصة وأنه يحظى بشعبية لم يحظ بها غيره من الشعراء. تعود كثير من الناس على حفظ شعره لكونه يلامس مشاعرهم ويحاكي أحوالهم ويرسم طباعهم وتقاليدهم بصور شعرية جعلتهم يرددون شعره ويتناقلونه فيما بينهم ويضربون به الأمثال في أقوالهم من ما قاله الشاعر يحكي عن الدنيا ضمن قصيدة له يقول: ولا ترى الوراث متقسمينه بيمناك قدم حصيلك في زمانك والقبر والله كلنا عارفينه سكناك وياساكن الفله ترى القبر حصينه لو كان تزبن لك حصون يبغاك ياباغي الدنيا ترى الموت ٭ وضمن قصيدة أخرى يوصي بأمور كثيرة في الحياة من ضمنها الموت الغادر الذي لا أحد يعلم وقوعه إلا الله سبحانه فلقد تطرقه في قوله: أوصيك ياماجد ترى الموت غدار منته بعارف ساعة الارتحالي ولا عمر جاء للموت منذر وسبار ولا عمره اعطى للمسافر امهالي فاذا فعلت الذنب للذنب غفار استغفر الله واجتهد بالسوالي استغفر الله واجتهد وقت الاسحار مع ركعتين قبل وقت الزوالي وتظل ذكرى الشاعر راسية وباقية في ذهون من يحبه من شعراء ويبقى أثر فقده كبير في نفوس زملائه والذين كانت مشاعرهم تنبع بالحزن والأسى والتي حرصت خزامى على رصد هذه المشاعر من بعض الشعراء وهم كل من: الشاعر ملفي المورقي: يقول: نحمد الله على كل حال ورحم الله فقيد الساحة وفقيد جمهور الشعر وخسارته ليس على أهله بل على كل من يعرفه ولقد كان أخو الجميع واستاذ شعر ومقدم برنامج للبادية ناجح أثبت وجوده طوال خدمته وكرس جهده لخدمة الشعر والشعراء وعزاءنا فيه عظيم ونسأل الله له المغفرة والرحمة. الشاعر زيد سلمي العصيله يعجز اللسان عن التعبير ومشاعر الحزن تخيم على كل من يعرف محمد بن شلاح وهو فقيد شعب، خسره الشعر وخسرناه احببناه من خلال برامجه وعرفناه عن قرب فاحببناه غرس محبته لكل من يستمتع له خدم الشعر وأثرى الساحة وحفظ لنا الكثير من نوادر الشعر وله الفضل في أبراز كثير من الشعراء فضله على الجميع ولا يسعنا الا ان نقول رحمه الله. ٭ الشاعر محمد بن طمحي الذيابي: اقدم عزائي كشاعر عايش الشاعر وعرفه عن قرب لذويه وللساحة الشعبية التي هي الأخرى فقيدا عليها لقد عرفه الجميع من خلال ما يقدمه ويبذله للتراث الشعبي ويختاره للمستمع والمشاهد وكان رحمه الله ذو ذوق في انتقاد ما يحوز على رضى متابعينه وله فضل عظيم على الشعراء وعلى خدمة الشعر قل ما نجد غيره له خدمة طويلة مثل خدمة ابن شلاح للساحة. الشاعر جهيم الذيابي اسأل الله له الرحمة وابن شلاح نعرفه منذ الصغر من خلال تقديمه برامج البادية واحببناه في تنوعه واختياراته التي يرضي الجميع بها كسب رضى الجمهور وكسب محبة الناس وكان شاعرا قبل أن يكون مقدم برامج وحفظنا شعره واستفاد من تجربته الشعرية كثيرا من الشعراء خدم الموروث ووثق الشعر وجذب الجماهير طوال خدمة في الساحة أخذ بشعره مكانة جيدة واخذ باختياراته في برامجه احترام الآخرين وحقيقة مهما امتدحنا لن نوفي الرجل حقه ولكن دعوانا له بالرحمة والمغفرة. ٭ الشاعر عوض الله السلمي «أبومشعاب» مصاحبنا ومصاب أهله جلل فهو ليس فقيد ذويه انما فقيد الجميع سوف يفقده المستمعون والمشاهدون لبرامجه الذين تعودوا على صوته ونهجه وطريقة اسلوبه في التقديم كان لها طابع خاص وجميعنا نحرص على مشاهدة برامجه وحفظ أوقات تقديمها وكان يفاجئنا بشعراء جدد على مستوى عال من الشعر وحفظ لنا العديد من شعر النظم وتطرق على التعرف على عوايد بلادنا في معظم المناطق. ندعو له بالرحمة والمغفرة من الله ٭ كما كان لأصحاب مكاتب الشعراء التعبير عن مشاعر الأسى والحزن في الفقيد وقد تحدث الاستاذ عويض الجعيد وذكر ان ابن شلاح كان أحد أعمدة الشعر وفقدانه خسارة فلقد كان يغذينا بكل جديد من شعر وشعراء يبرزهم ومن متابعتنا لبرامجه نجد أنه يسعى لجلب ماهو مفيد وجيد ونحن نقوم بتوثيق بعض ما يذيعه من شعر ومحاورات قديمة التي يحرص على طرحها على الساحة وهي من مميزاته في اختياره دائما الجيد ويعد ابن شلاح من الرجال النادرين في هذا الوقت وسوف يكون البديل صعبا لتقديم البرامج الشعبية «البادية» دعواتنا لذويه أن يلهمهم الصبر والسلوان {إنا لله وإنا إليه راجعون}.