الشاعر دغيم الظلماوي الشمري شاعرٌ غنيٌ عن التعريف وقد اتصف بالكرم، فهو صاحب (الوالمة)، والذي قال عنها: الوالمة ياكليب عجل بصبه والرزق عند اللي ينشّي السحابِ سمعَ محمد بن رشيد بهذه الأبيات وأحب أن يتأكد من صحتها وهل هي دائماً والمة أي جاهزة والمقصود هنا القهوة. وكان دغيم الظلماوي يأتي إلى بلدة قفار في الصيف أي ثلاثة أشهر وينصب بيت الشعر هناك. في ذات ليلة متأخرة جاء ابن رشيد ومن معه من رفاقه إلى بيت دغيم، فلما دخلوا ربعة البيت وجدوا الدلالَ مملوءة ووجدوا دغيم حاضراً، رحب بهم ولكنه لاحظ ما لاحظ على وجه ابن رشيد، مما جعله يرتجل الأبيات التالية. مده رهن لولاك ماقول ياكليب ياكليب شب النار صر موقدٍ له في ليلةٍ ترمي سوات المشاهيب نسريةٍ تلصق خليلٍ الخله إلى أن قال: يابو العمى والرمل هن والمحاديب و ابوٍ لمن صار العصى ثالثٍ له تملا محاليبٍ وتكفى محاليب وكبدٍ تيبّسها وكبدٍ تبله إلى آخر القصيدة. عندها ضحكَ ابن رشيد وقال: عليه الله وأمانه.. ألاّ تشتري القهوة بعد الآن. وأن تنصبَ بيتكْ بجوار شعيبْ اديرع. ويقال إن دغيم الظلماوي مر في إحدى السنوات بديار عتيبة ومر بهضبةٍ حمراء اسمها (حسلا) ومعه رفاقه فأصابتهم سحابة عند هذه الهضبة، وكانت الأرض مربعة فعملوا القهوة من ماء المطر، فقال الشاعر دغيم أبياتاً صور فيها المشهد وحدد مكان هذه الهضبة وهذا ما يجعلنا نتذكر ما قال شيخنا وأديبنا عبدالله بن خميس رحمه الله حين قال: الشعر الشعبي يعول عليه في كثير من الأشياء. قال دغيم: صلط على الفنجال ماازين شرابه بدلال ماو شغل شامٍ ربيبة في هضبةٍ حمراء غشاها سحابة مزمومةٍ في وسط ديرة عتيبة قبلة هضاب الشعب تسبر هضابه شمال حبر من الغِرابة قريبة ماداجها الشاوي مربي كلابه راع الغنم سبار زبدة حليبه ريحة ثيابه مثل ريحة إيهابه الله يغربل عشقته وش تبيبه حدد دغيم الهضبهة وهو لا يعرف اسمها بانها قبلة هضاب الشعب. وهو شعب العضيان وشمال حبر وقريب من الغرابه. والهضبه اسمها (حسلا).. رحم الله دغيم الظلماوي رحمةً واسعةً. ولي لقاء معكم قادم إن شاء الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.