أكد الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس أن الوضوء مطفئ لغضب النفس حين تضيق بالنفس الحياة وتكتنفها المعاناة، وهو للمؤمن سلاح ويعقبه بالنفس ارتياح وللصدر انشراح، وأضاف: “من أجمل الأحكام والحكم ما يتعلق بالطهارة والوضوء، ذلك أن الإسلام دين الطهارة والنقاء والنظافة والصفاء جمع بين تطهير الباطن والظاهر”. وأكد أن الوضوء مأخوذ من الوضاءة وهي الإشراقة والضياء والنور والصفاء والحسن والنظافة وهي الحال التي يكون عليها باطن المتوضئ وظاهره حينما يتطهر؛ فهو علامة الإيمان ومنزلة الوضوء في الإسلام منزلة عالية فهو نصف الإيمان. وأوضح أن الأمر ليس مجرد غسل للأطراف وإزالة للأقذار، بل إنه عبادة ومحو للذنوب وكفارة للخطايا ورفعة للدرجات وسبب لدخول الجنة وحرز من الشيطان وحفظ من الشرور ومنافع للقلوب والأبدان. وقال: “الوضوء سمة المؤمنين وشعار هذه الأمة بين العالمين؛ فهو ينشط الجوارح ويزيد حركة الدم في البدن ويعيد فيه قوته ونشاطه وحيويته ويوقف العبد أمام ربه بطهارة ويجلب محبة الله للعبد”. وفي المدينةالمنورة دعا الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الإنسان إلى التفكر في نعم الله عليه وهو في رحم أمه لا حول له ولا قوة.. كيف ساق الله إليه الطعام والشراب والهواء وحفظه من العاهات والآفات حتى يسر خروجه إلى هذه الدنيا الواسعة ليعبد الله وقت التكليف، لافتا النظر إلى أن بطن الأم هو أول منزل يعيش فيه، وهو لا يملك لنفسه شيئا. والمنزل الثاني هو هذه الأرض الواسعة التي خلقها الله وهيأها للعبد بما فيها وبما فوقها من السموات والأفلاك وغيرها من المخلوقات. وتابع يقول: “أيها الإنسان.. إن الله تكفل لك في هذه الدنيا بالحياة الطيبة والهدى وصلاح أمورك والسعادة والبركة في كل شيء والنعيم المقيم في الآخرة إذا عملت بكتاب الله وسنة نبيه وحققت التوحيد ولم تشرك به شيئا”.