أطلق آلاف الطلاب السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص في عدد من دول العالم نداء للمسئولين عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث للنظر في أوضاعهم، والمسارعة في ضمهم للابتعاث على حساب البرنامج بسبب ما وصفوه بالمعاناة الكبرى التي يعيشونها نتيجة غلاء المعيشة والمصاريف الدراسية الكبيرة التي يرزحون خلالها خارج الوطن من اجل الحصول على فرصتهم في إكمال تعليمهم الجامعي بمختلف درجاته. وناشد الطلاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالتوجيه بإلحاقهم بالبرنامج مؤكدين حرصه حفظه الله على مصلحة أبنائه الذين فارقوا الأهل والوطن لطلب العلم. وتحدثوا عن معاناتهم وما يعيشونه يوميا من الكفاف وضيق الحال من اجل أن يؤمنوا مصاريف الدراسة، فيما قال بعضهم إنهم تركوا وظائفهم واستدانوا على أمل أن يتم ضمهم للبرنامج قبل أن ينفد رصيدهم ويجبروا على العودة فيحرموا إكمال مستقبلهم ويعودوا ليواجهوا صدمة فقدهم لمصادر رزقهم. وقال مشاري الخالدي الدارس في أمريكا إنا طالب درست على حسابي الخاص لمدة ثلاث سنوات بالمملكة الأردنية الهاشمية وتخرجت بمعدل 78.2 بتقدير جيد جدا، بينما زملائي الذين أتيت بعدهم بفصل دراسي تم ضمهم للبعثة بمكرمة خادم الحرمين الشريفين وتخرجنا سوياً استطاعوا أن يعملوا ترقية للبعثة، وإكمال دراستهم لمرحلة الماجستير بأقل من معدلي التراكمي، وبما إنني لم تتح لي الفرصة للالتحاق للبعثة في مرحلة البكالوريوس فكان من المفترض إلحاقي في مرحلة الماجستير أسوة بزملائي، وأنا الآن ادرس في أمريكا على حساب والدي وقد خسرت مئات الألوف للدراسة في الأردن وأمريكا من اجل بناء مستقبلي. وقالت الطالبة عقيلة علي صالح آل سعيد التي تدرس ببريطانيا أن والدها استدان أكثر من مائة ألف ريال ليمكنها من الدراسة رغم أن راتبه التقاعدي لا يغطي مصاريف أسرتها وأشقائها المعوقين. فيما قالت دينا محمد التي تدرس اللغة في نيويورك إنها أمضت قرابة ستة اشهر وطالبت بإلحاقها بالبعثة وتم رفضها لأنها لم تكمل فترة اللغة مبينة أن ظروفها قاسية جدا في مدينة غالية ومن دون مصروف دائم فيما اضطر أخوها الذي يدرس في كندا للالتحاق بالعمل في مكتبة ليؤمن لقمة عيشه أثناء الدراسة. فيما قال محمد الربيعان وعبدالله محمد الظاهري، وسامي بن عبدالله احمد مختار الضيف، ويحيى المعيدي، وعلي آل جعرة، وزياد الخنيفر، ونوال الزوري: إن على من يريد أن يعرف حقيقة المعاناة من اجل طلب العلم أن يستمع لقصصهم، فبعضهم ترك وضيفته وأطفاله وبعضهم باع أرضه، والآخر اضطرت أمه لبيع مصوغاتها من اجل تغطية مصاريف دراسته لهذا الفصل، مؤكدين انه إن لم يتم ضمهم هذا الفصل فلا حل سوى العودة إلى الوطن حاملين معهم خيبة أملهم في إكمال تعليمهم وخدمة وطنهم الغالي.