كلّ شيء يمكن أن تصل إليه متى فهمت إيجابيات تنوعاته، وكلّ بعيد عنك يمكن أن تقترب منه متى رغبت في ذلك نتيجة تفهمك لما يُوجز المسافات بينك وبينه.. الأمر لا يعني إرادة فرد ولكنه يعني إرادة مجتمع.. بل المضحك في الأمر أنه متى كان الفرد واعياً لحقائق ما يريد وهو داخل مجتمع يرفض أن يريد متى كان ما يريد ذا اتصال بالمعرفة فهو في مثل هذا الحال يهاجر إلى مجتمع معرفة أو ينفصل بعزلة عائلة أو صداقة أو تنوع مطارات تجدّد له أرضها موضوعية ما يقال وما يريد.. إن صعود الجبال هو أسهل مهمة وبفارق كبير عن مسؤولية تعدد قدرات المعرفة.. ومهمة سهلة أن تنجز جديداً علمياً أو إشاعة حقيقة حضارية وسط مجتمع متنور الحداثة في مفاهيمه أمام صعوبة أن يقبل أو يفهم ذلك مجتمع منغلق.. في كلمة خادم الحرمين الملك عبدالله التي وجهها إلى مؤتمر الصناعيين الخليجي الثالث عشر الذي بدأ أعماله يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي.. وألقاها وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة.. قال: إن المملكة تبنت خطة وطنية للعلوم والتقنية يصل تمويلها إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال وسوف يؤدي تنفيذها بإذن الله إلى تحقيق نقلة كبيرة في دعم البحث العلمي والتطوير التقني ونقل وتوطين التقنية والتحول إلى مجتمع المعرفة.. ليس بالجديد أن أقول بأن الملك عبدالله لم يؤسس لمشاريع نمو اقتصادي أو مشاريع توسع وظيفي أو إشاعة التمسك بنزاهة الأداء الحكومي أو اعطاء الناس ما يستحقونه من مشاريع دعم أو معونات أو تقدم إمكانات مواقع العلاج أو تعويض العاطلين من ميزانية الدولة المرتفعة عن كفاءة الاحتياجات المطلوبة.. هو وفر أكثر من ذلك.. لكن قبل هذا وفر مهمة تاريخية.. نعم مهمة تاريخية.. لم تحدث في أي بلد عربي وكانت هذه المهمة هي منطلق حضارة أوروبا سلكته قبل بداية القرن العشرين ونحن الآن في بداية الواحد والعشرين.. ليست أوروبا الغربية فقط ولكن أيضاً أوروبا الشيوعية سابقاً لم تعطلها قيود تخلف تحجبها عن التطور.. استفادة المواطن هنا من تميز بلاده الاقتصادي لن يكون مظهرها كفاءة معيشة فقط فالمطلوب هو كفاءة وعي تجعلنا نستفيد سريعاً من إمكاناتنا ونواكب بالاستيعاب والأداء ما خطط له رجل تاريخي من مهمات تفوّق تاريخية ليست بالبسيطة أو السهلة.. بل هي سهلة متى توفر وعي استيعاب.. ووعي إدراك حقائق كل ظروف الجوار السياسي وكل ظروف العلاقات الدولية وأنك لن تكون جديراً بخصوصية قدرات مادية.. البترول مثلاً.. إلاّ متى كنت في موقع خصوصية إدراك لضرورة هذا الواجب التاريخي البالغ الدقة جداً.. ولذا لا يحارب في الداخل بوعي وسائل تطور أخرى.. حيث لا بديل.. وإنما يحارب بوجهات نظر انغلاق لو أن بعض من يروج لهذه النظريات بحث عن وظيفة في أي دولة إسلامية لما وجد إلا وظيفة مدرس في مرحلة ابتدائية..