من يتابع لغة الخطاب تجاه الهيئة في الفترة الأخيرة يلاحظ أنها تغيرت وأقصد هنا بعد تعيين الرئيس الجديد.. بعيدا عن رصد توجه التغير الا ان المتفق عليه أن التوقعات من رجال الهيئة ايجابي مما يعني في تحليله أن الموقف الاجتماعي يقبل الهيئة كمؤسسة تشارك في العملية ألأمنية وفق رؤية ترتكز على نظام مؤسسي وليس اجتهاداً فردياً لايرتكز على معايير متفق عليها أو ثابتة ومقننة وفق رؤية شرعية وليس شخصية أو عرفية.. وتبقى "لكن" شامخة بكل قوة وجسارة بين عبارة وأخرى... مع تعيين معالي الوزير عبداللطيف آل الشيخ مسؤولاً عن مؤسسة الهيئة بدأت لغة التوقع الايجابي بل وتطايرت الأماني وتناثرت الآراء بين معزز لبرامجها ومقنن لها..، وهي بالمناسبة تذكرني بخطاب التفاؤل الذي صاحب تعيين الوزير السابق.. ولأن (لكن) حق مشروع للجميع فإنني اطرح رأيي بعد تلك الفاصلة بأمل تطوير نظام الحسبة ولكن في إطار فلسفة ترتكز عليها الهيئة في المستقبل وفق منظور شرعي وليس اجتماعياً..، نعم منطلق عمل نظام الحسبة في الاسلام هو تقديم الأمر بالمعروف على النهي عن المنكر..، ذلك هو المنهج الشرعي..، أما الحاصل من رجالات الهيئة فهو تقديم النهي عن المنكر والنتيجة أن بعض رجالات الهيئة نسوا مهمتهم في الأمر بالمعروف وبعضهم رحلها لمرتبة متدنية وبالتالي انخفض القبول لهم عند البعض.. أتذكر أنني تابعت بنفسي موقف أحد رجال الهيئة حيث ألح وكرر مطالبته النسوة بالتوقف عن الشراء في السوبر ماركت بحجة أداء الصلاة مما جعل احداهن أن تطلب منه هو أن يذهب للصلاة فهن نسوة ولهن ظروفهن الخاصة.. ومع ذلك بقي بكل قوة يؤكد على ضرورة توقفهن عن التبضع ليصلين وفاته وقت الصلاة دون أن يصلي.. هنا اجتهد ولكن هل أصاب.. ولأن (لكن) تبقى شامخة فإنني اعود وأؤكد أن المطالبة بتحسين أداء رجالات الهيئة تعني القبول الاجتماعي مع رغبة في التحسين.. ومن هنا تتزايد مسؤولية الجميع في تغيير اتجاهات المجتمع نحو الهيئة لتكون أكثر إيجابية وأقصد هنا منسوبي الهيئة وخصوصاً الميدانيين.. وذلك لن يأتي إلا بتقديم الأمر بالمعروف وارتفاع مؤشر التوقع الايجابي عند منسوبي الهيئة تجاه أفراد المجتمع..، ولعل ايقاف المتعاونين بداية لإيقاف منهج الاجتهاد في العمل والبدء بآلية عمل ترتكز على معايير موحدة ومقننة ترتبط بالبعد الشرعي للحسبة وليس الرأي الفردي..، المؤشرات تعطي دلالة على تغيرات ولكن لن يتحقق ذلك إلا بتأسيس نظام وضوابط عمل يحتكم لها الجميع دون حماس أو خضوع للعرف والعادات الاجتماعية..