تعود السينما المصرية إلي الكوميديا السوداء التي تعتمد على الأحداث الساخنة وتقدمها بشكل ساخر يكشف حجم المأساة التي تفجرها هذه الأحداث ولعل حرب العراق واحتلالها وما يحدث فيها هذه الأيام هو الحدث الأكثر ألما وقسوة على نفوس العرب، ومن هنا اختار المؤلف والمخرج الشاب محمد أمين هذه القضية لتكون أساس الحدوتة التي يقدمها فيلمه الجديد (ليلة سقوط بغداد) الذي أسند بطولته لأحمد عيد وبسمة وحسن حسني وتدور أحداثه حول شاب يعاني من أزمات مادية ويبحث عن حل للزواج من حبيبته وليلة سقوط بغداد يفاجأ بمجموعة من الكوابيس تنتابه وتقتحم حياته وتجعله غير قادر على التحمل. وتأتي الأحداث في شكل متضافر بين الأحلام والواقع حيث يتخيل البطل نفسه واحداً من ضمن المعذبين في سجن أبو غريب ويقدم مشهدا متخيلا لهذا الحدث المأساوي الذي هز العالم، كما أنه في النهاية تبدأ الكوابيس تطارده حول احتمال احتلال أمريكا لبلده، بل وينتهي الفيلم على الدبابات الأمريكية وهي تتحرك في شوارع القاهرة ورغم أن المشهد يأتي في إطار حلم غير واضح للبطل إلا أن المشهد تم تنفيذه بطريقة تثير الجدل حيث يقف المشاهد في حيرة هل هذا المشهد من كوابيس البطل أم أنها رؤية المخرج وهذا هو المشهد الذي أثار جدلا في الرقابة وفي انتظار تقرير الرقابة بعد المشاهدة . يعد هذا الفيلم عودة للأفلام التي تعتمد على الكوميديا السوداء وهو نوع من الدراما غالبا ما يتم استغلاله في المسرح أما الأفلام التي اعتمدت عليها فهي قليلة ومنذ فترة والسينما المصرية تخشي من الكوميديا السوداء باعتبارها تثير الإحباط وتصدم المشاهد، فلجأت إلي كوميديا الفارس التي يقدمها محمد هنيدي ومحمد سعد وهاني رمزي وغيرهم . فيلم (ليلة سقوط بغداد) هو الفيلم الثاني لمحمد أمين كمخرج حيث قدم من قبل فيلمه الصادم (فيلم ثقافي) لأحمد رزق وأحمد عيد وفتحي عبد الوهاب ثم قدم نفسه كمؤلف فقط في فيلمين هما (أفريكانو) لأحمد السقا ومنى زكي وإخراج عمرو عرفة و(جاءنا البيان التالي) لمحمد هنيدي وحنان ترك وإخراج سعيد حامد .