بعد (33) عاماً من الخدمة أطاحت معدات القطع والهدم بمقر أوّل جهةٍ تمثل العمل الإداري للمرور في المملكة، وهي إدارة مرور العاصمة المقدسة، وتمت إحالة المبنى القديم للإزالة؛ لصالح الطريق الدائري الجديد، والذي يقطع مقرَّ المرور ليربط شمال مكةالمكرمة بجهاتها الجنوبية والغربية. وتُعد إدارة مرور مكةالمكرمة هي أوّل إدارة مرور تُنْشأ في المملكة، وكانت تسمى "قلم المرور"، وأُنْشِئت أوّل إشارة مرور يدوية في مدينة مكةالمكرمة، وكانت بميدان "الغزَّة" والأخرى بميدان "المعلاة"، فيما ظهرت أوّل سيارة بالمملكة بمدينة مكةالمكرمة عام (1346) ه. وطبقاً لمصادر تاريخية فإن المبنى المزال يُعد رابع مقرٍ في تاريخ مرور مكة، حيث كان الأوّل في حي المعلاة بالقرب من الحرم المكي، وكان النظام وقت ذاك يجمع المرور مع الشرطة، وكان أوّل مدير مرور هو النقيب "حمزة نايل" في عام (1361) ه، وتم نقل إدارة مرور العاصمة المقدسة إلى "حي البيبان" بقيادة اللواء "صديق تونسي" عام (1392) ه؛ نظراً للزحام الهائل الذي يحاصر المقرّ الواقع في قلب الشارع المؤدي للحرم المكي، وأمام تعدد مهام إدارة المرور، وتقرر نقل موقع المرور إلى "حي أم الجود". وفي ذروة مشاهدة أهل مكةالمكرمة لانهيارات جدران وأسقف مبنى المرور، يسترجع كبار السن من السائقين ورجال المرور جملةً من الذكريات الخالدة، والمناسبات العالقة بذاكرة الكثيرين في تاريخ المرور، وتناول شريط الذكريات بين القدامى المواقع القديمة لمقار إدارة المرور بمكةالمكرمة، وقصة إنشاء أول إدارة للمرور في المملكة تتبع للشرطة في مجتمع لم يتعمق بعد في استخدام المركبات. ودفعت أعمال إزالة مقر مرور مكة كبار السن لاستعادة ذاكرة الأمس في تعلُّم قيادة السيارات؛ للحصول على الرخصة بطريقة المرور، وبرسوم لا تتجاوز (20) ريالاً، واتسعت دائرة الذكريات مع المرور إلى ذكريات أقدم أسواق بيع السيارات بمكة، وآلية بيع السيارة قديماً، حيث يتجول السمسار بمكبر الصوت داخل شوارع الأحياء، وهو يركب السيارة المعروضة للبيع.. ويظل "حي جرول" التاريخي من أوائل الأحياء في المملكة والذي عرف معارض بيع السيارات، فيما احتضن "حي العتيبية" أوّلَ محطة يدوية لوقود المركبات.