كشفت أمس الثلاثاء صحيفة "النهار" الجزائرية أن والي ولاية (محافظة) إليزي الواقعة على بعد 2000 كلم أقصى الجنوب الشرقي للجزائر، تعرض للاختطاف على يد مجموعة من الشباب بينما كان في زيارة ميدانية تفقدية بناحية " دبداب " على الحدود مع ليبيا. و ذكرت الصحيفة استنادا إلى مصدر من وزارة الداخلية أن الوالي اختطف رفقة مدير البروتوكول ورئيس المجلس الشعبي الولائي وأن الثلاثة تم تسليمهم إلى جماعة أبو زيد التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب التي تنشط في منطقة الصحراء والساحل. ولم تذكر الصحيفة الطريقة التي مكّنت مجموعة من شباب كانوا يحتجون على سوء أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية من اختطاف مسؤول ولائي كبير عادة ما تكون تنقلاته الميدانية محاطة بتدابير أمنية مشددة تصّعب أي محاولات الوصول أو الاقتراب منه. وتعّد عملية الاختطاف الأولى من نوعها التي تشهدها الجزائر منذ اندلاع العنف المسلح العام 1991 التي تستهدف مسؤولا ولائيا كبيرا يتم تعيينه بمرسوم رئاسي، لم يتم القضاء عليه أو احتجازه مقابل شروط أو مطالب ولكن يتم تسليمه إلى تنظيم إرهابي تسعى الدولة منذ أزيد من عشرين سنة إلى اجتثاث جذوره ليس بالحل العسكري فقط ولكن بالمشاريع التنموية المحلية التي تطلقها السلطة لمنح فرص العمل للشباب قصد تجنب توظيفهم في صفوف التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. وتتزامن عملية الاختطاف مع سلسة احتجاجات جديدة تشهدها عدة مناطق في الجزائر في مدن الوسط والغرب والجنوب والشرق في بومرداس والأغواط وسكيكدة وتيارت وغرادية يطالب الشباب فيها بالعمل والسكن وتحسين الظروف المعيشية تلك التي اصطلح على تسميتها ب " انتفاضة الزيت والسكر التي اندلعت من الحي الشعبي باب الوادي في الخامس من يناير/ كانون الثاني 2011 و كادت تلهب الجزائر بأكملها، كما يتزامن والاستعدادات الجارية حاليا لتنظيم الاستحقاقات التشريعية المزمعة في الربيع المقبل مثلما أعلن عنه آخر مجلس للوزراء ترأسه بوتفليقة منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2011 م.