(مع شدة الحاجة ومع قل الأمطار عزي لراع الماشية هو وجاره) المعاناة التي يعيشها المواطن صاحب الدخل المحدود مع الغلاء الفاحش في أسعار السلع الأساسية والكمالية التي لم تكن جديدة ولكنها تجلت بصورة غير مقبولة قبل فترة غير بعيدة حيث تواكبت مع دعم خادم الحرمين للمواطنين بطريقة عكسية، فالواقع الذي يعيشه المواطن السعودي العادي الذي يتعرض لضغوط مادية ومعنوية بسبب التواطؤ المكشوف بين (تجار الوطن) أفراداً ومؤسسات الذين يسعون حثيثاً لاستغلال المواطن بأسلوب مصاصي الدماء دون استشعار لأي اعتبارات دينية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية ناهيك عن (الوطنية)، وفي النهاية هي مجرد أزمات حقيقية تفتعلها كل فترة أياد خفية تستهدف سلعة من السلع فيتم تجفيف الأسواق ليعقبها بكل بساطة رفع سعر السلعة بنسبة100% وتصل إلى 200% وربما قفزت إلى %300 أو 400% . والشاعر المبدع هو لسان حال الشعب في كل زمان ومكان ولذا فلا يمكن أن يتجاوز هذه المشكلة دون أن يعبّر عنها وها هو الشاعر عيد بن حطاب يضع يده على الجرح حيث يقول: أهل الجشع وأهل الطمع ناسٍ أشرار أكلوا مصالحنا وقالوا شطارة وأشعب يبيع ويشتري وأغلى الأسعار وأبودلامة جالسٍ بانتظاره أشعب وكيل اسمه عناوين وشْعار والمجرم الهامور خلف الستارة وهو يرمز إلى دور فئة أخرى قدمت إلى هذا البلد الآمن الذي يأتيه رزقه رغداً من كل مكان فاستظلت بظلاله واستغلت طيبة مواطنيه برفع أسعار الأقوات والسيطرة على سوق العمل والتجارة فكانت شريكاً رئيسياً في أزمة الغلاء التي يعيشها الوطن: وتشوف وش سوّوا بنا قصار الأعمار اللي غزوا رزق المواطن بداره بيّاع بالجملة وبيّاع سمسار وأهل بقالاتٍ بظل العمارة حتّوا رواتبنا مثل حت الأشجار ونرهن بطايقنا مع الاستمارة العجيب أن التجار شعروا بأن المواطن بسبب غلاء الرز قد يضطر إلى مشاركة الأنعام في أكل الشعير نظراً لفوائده الصحية وخاصة للمسالك البولية!!التي دمرتها أدواء السكر وارتفاع الضغط!! والشعير أيضاً سلعة مدعومة من الحكومة فعمدوا إلى تجفيف السوق بهدف زيادة أسعار الشعير في وقت كان الجفاف يعم البلاد!!الأمر الذي انعكس على أسعار الماشية التي وصلت إلى 2000ريال!! وغلي الشعير الحبة بنص دولار ومن زوّد الأعلاف لا كثر خاره مع شدة الحاجة ومع قل الأمطار عزي لراع الماشية هو وجاره ولكن الشاعر عيد بن حطاب في النهاية يوجه رسالته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأنه سند المواطنين الأول فيقول: تكفى يا(أبومتعب) ترى الشعب محتار نشكي غلاً فالسوق تشب ناره ثم يقول ملمحاً إلى أن الباعث على الشكوى المباشرة إلى الملك بسبب أنه في مكانة الوالد الحنون لجميع أفراد الشعب السعودية الذي يبادله المحبة الصادقة: وحنا نعرف إنك لنا والدٍ بارّ والله بيده الكون شرّه وخاره ولو ما نحب ملوكنا سر وجْهار ما كان لمّحنا لهم بالإشارة والحقيقة أن ولاة الأمر لم يألوا جهداً في التشديد على دور التجار في مراعاة ظروف المواطنين ودعوتهم إلى عدم رفع الأسعار والاكتفاء بالربح المعقول ونسأل الله أن يغيث البلاد والعباد.