تهدد الاوضاع المتسارعة فنيا واداريا في الهلال الى ان تهوي به الى مكانة لا تليق به في حالة نادرة جدا ربما لم تحدث في تاريخه، وهناك من اصبح ينثر اسئلته من دون جواب: هل تزامن انفراط السبحة الزرقاء برحيل وموت الرمز الرياضي الكبير الشيخ عبدالرحمن بن سعيد يرحمه الله، وبعيدا عما يحاك ضد هذا النادي من امور تحكيمية وعالمية (فضائية) و(ورقية) من يحب الهلال ويحلل وضعه تحليلا دقيقا عليه الاعتراف ان جراحه في الداخل هي التي ستقضي عليه، وهي التي ستقود الى اخفاق ربما لا ينهض منه وسط ذهول وصمت اداري عجزا عن التشخيص الحقيقي واكتشاف الداء وكتابة روشتة الدواء المناسبة!. الهلال لم يسقطه مطرف القحطاني، ولا الاعلام المنظم (فضائيا) بشكل خاص، ولا العمل الذي يحاك ضده من ملعب الشعلة الى ملعب الامير فيصل بن فهد، وربما تشهد ملاعب اخرى بقية فصول المسرحية ونوعية المشجعين المعدين لهذا الغرض، انما اسقطه ضعف ادارته وسوء عملها واختيار الاجانب والسير به وهو يفتقد الى 60 بالمائة من قوته الامر الذي جعله يتجاوز الدور الاول باضرار اقل، لكنه عجز ان يصمد، وجاءت الطامة الكبرى والتصرفات الهوجاء من لاعب الوسط المزاجي احمد الفريدي، الذي ربما صدق عروض الملايين الاربعين وبدأ ينتابه الغرور والكبرياء والتنكر لفريقه ولرجاله الذين وقفوا معه وجعلوه يتجاوز ازمة الاصابة الخطيرة التي تعرض لها، وبذلك اكمل مسلسل قائد الفريق اسامة هوساوي نحو السقوط من خلال سيناريو عقده، واخفائه حقيقة توقيعه لناد محلي. مشكلة الفريق أن جراحه من داخله.. وهناك من يريد استبدال الحزم بالفوضى اللاعبان بتصرفاتهما اثرا سلبا على سير الفريق وابطلا مفعول كل الانظمة والضوابط التي وضعتها الادارة خصوصا ان الضربة جاءت من لاعبين، لذلك الهلال وصل الى مرحلة يحتاج معها لاعادة هيبته وكبريائه كفريق كبير وجماهيري، وصاحب القاب عدة بدأت ب (الزعيم) و(نادي القرن) و(نادي العقد)، ثم البطولات العالية رقميا التي يصعب على اي فريق الوصول لها، ومرحلة التصحيح لابد ان تبدأ بالاستغناء - من دون تردد - عن اي لاعب لا يقدر شعار الفريق، ولا الملايين التي تدفعها الادارة سواء كان هوساوي، او الفريدي، او أي عنصر يرى في نفسه انه فوق النادي، ويتلاعب بانظمته وتاريخه، وليخسر الفريق امام الاهلي الخميس المقبل، وبعض مبارياته الاخرى، وليفقد الدوري بأكمله، ويعود الى مركز متأخر لكن لا يخسر مبادئه وكرامته، فهذا هو المرفوض، وهو ترسيخ المبادئ، وفرض القوة كفيل بعودته للقمة وموقعه الطبيعي قبل عبث (الصغار) الذين لا يقدرون تاريخه، ومشاعر جماهيره ووقفات ادارته. حدث هذا الانفلات لأن هناك من يدلل انصاف اللاعبين من ادارات وشرفيين، وحتى بعض الجماهير، بل انهم ربطوا مصير الفريق بهم على الرغم من انه في كل الاحوال - اي اللاعب - سيعتزل ويبقى النادي، حتى ظن (انصاف اللاعبين) انهم هم (امجاد النادي) وليس النادي من وضعهم في الواجهة. ظل الهلال اعواما عديدة، يقول للاعب اذا اراد (لي الذراع) اذهب غير مأسوف عليك، وعلى الرغم من ذلك استمر هو الاقوى، واللاعب هو الحلقة الاضعف، لماذا لأنه هو من كان يحتاج الى النادي الذي تحيط به الاضواء ويتاهفت عليه النجوم، ويحرص على قيادته ابرز المدربين، فضلا عن الصرامة في التعامل، فكم من نجم هلالي يحاكي نجومية مبارك عبدالكريم، وسلطان مناحي، وحسن بخيت، وصالح النعيمة، وحسين البيشي، وفهد المصيبيح، وعبادي الهذلول، ويوسف الثنيان، وفيصل ابو ثنين، وخالد التيماوي، ونواف التمياط.. وغيرهم من النجوم العمالقة؟، الذين كان بعض (يتسلف) من اجل الهلال، اما الان وفي عهد اسامة هوساوي واحمد الفريدي و(صوير وعوير) فاصبح الشعار الازرق متاحا لأي لاعب ان يرتديه، ويزيد على ذلك ان يملي شروطه على الادارة، وان تحرس باب منزله حتى يتكرم عليها بالتجديد، وهذا ضعف لم يحل ب (الزعيم) من قبل. ماذا يضير الهلال ان يرحل لاعب مثل هوساوي، وان يغادر عنصر بمستوى الفريدي؟ هل اصبح حكرا عليهم، بعض الهلاليين حاولوا - يا للاسف - ترسيخ هذا المبدأ، من دون مراعاة للمصلحة الاهم وهي فرض النظام والحزم على كائن من كان، بعيدا عن تعامل (الدلال والتدليل) والتباكي على محاولات انصاف اللاعبين الرحيل، وتلك مثالب تسجل في تاريخ ناديهم الحديث، الذي يجب ان يكون قويا وشامخا في كل شيء.