من حسن حظ الهلال أن يأتي طلب فك الارتباط من طرف لاعبه أحمد الفريدي، وأعتقد أن صانعي القرار الأزرق سيضعون اللبنة الأولى في إعادة وهج فريقهم إن وافقوا على طلب الفريدي بالرحيل، بل وساعدوه على ذلك، فالواقع يقول إن الفريدي من نوعية اللاعبين الماهرين الموهوبين القادرين على انتزاع تصفيق المدرج في لحظة ما من المباراة، لكنه ليس اللاعب الذي يصنع الفارق ويرجح كفة الفريق، ويتولى زمام قيادته الفنية داخل الميدان حينما يشتد خطب المواجهة، وتظهر النجوم الحقيقة. الفريدي - مع كامل التقدير لموهبته - مثله مثل لاعبين مهرة مروا على الهلال مثل الطيف، كانت لهم صولة أو جولة، ثم رحلوا دون أن يفتقدهم أحد، أو يكون لغيابهم أثر. لقد مرت سنوات على مشاركة الفريدي كلاعب أساسي مع الهلال، وعندما يعود قارئ حصيف لجملة مشاركاته لن يجد ما يميزه عن غيره، ولن يجده قد فعل عشر ما فعله يوسف الثنيان أو سامي الجابر أو نواف التمياط أو عبدالله الجمعان أو محمد الشلهوب وغيرهم من النجوم المؤثرين من أبناء النادي الذين يظهرون ساعة الحسم، ويتولون وضع الهلال في المقدمة، وصاحب قصب السبق في بلوغ المنصات. قبل الدخول في عالم العاطفة، أرجو أن يفتح الهلاليون على كافة الأصعدة صفحات الواقع، وأن تكون مصلحة ناديهم هي العليا، وأن يدركوا أن ما من لاعب أياً كان اسمه وصفته سيكون مؤثراً على الهلال، على الهلاليين أيضا أن يتذكروا الغضب الجماهيري والرسمي الذي قابل رحيل لاعبين أفضل من الفريدي ولهم مع الهلال تاريخ لا يقترب منه تاريخ الفريدي مثل خميس العويران والدوخي، وكيف ظن البعض وطبل معتقداً أن معين الهلال نضب وأن مسيرته قد توقفت، فما الذي حصل؟؟ لقد واصل الهلال حضوره، وخفت نجم من رحل عنه حتى أصبح يبحث عن ناد يلعب له!! وما يحدث في الهلال يحدث في كل الأندية الكبيرة على مستوى العالم، يرحل لاعبون ويحضر لاعبون ويبقى الفريق في مكانه كالطود الشامخ لاتهزه رياح رحيل، ولا أعاصير تسعى إلى التأثير والتدمير!! إن رسالة الفريدي، وطلبه المفاجئ، بغض النظر عن تمسكه بموقفه أو تنازله عنه - ربما يكون قد حضر للنادي البارحة - أمور يجب أن لا تمر مرور الكرام على مسيري النادي الأزرق، ففيها دلالات رمزية عدة تفرض بأن تكون الخطوة الأولى نحو بناء هلال جديد، يكون فيه البقاء للأصلح والأفيد فنيا، دون مجاملات، وأن يدرك الهلاليون أن اللاعب في زمن الاحتراف لا يعرف شيئاً اسمه الولاء والانتماء، فالولاء للمصلحة والانتماء للمادة و لمن يدفع أكثر، وكما تدفع فغيرك قادر على الدفع، وكما تخطط فغيرك يخطط أيضاً، وعلى الهلاليون أن يعرفوا إنهم لن يجدوا لاعبا انتقل إلى ناديهم من اجل عقد ناهض الثمن، سيملكك ولاء النعيمة وإخلاص الشلهوب على سبيل المثال، لقد انتهى ذلك الزمن، وإذا أراد الهلاليون عودته فعليهم بالعمل على خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا، خط يعمل من أجل الحاضر، وخط يبني للمستقبل، خط ينتج، وخط يخطط، وذلك من خلال الاهتمام بالقاعدة، وصناعة المواهب الهلالية الخالصة، كما كان يفعل في السابق، فذلك اشد نفعا، وأكثر تأثيرا، وأجدى مفعولا لو كانوا يعلمون. كما أن على مسيري البيت الأزرق أن لا يتساهلوا مع من يحاول لي ذراع النادي، والضغط على صناعة القرار فيه، وأن يضعوا الأمور في مكانها الصحيح، حتى يعرف كل منتسب للنادي و فريقه الكروي أن الأسماء ترحل، وشمس الهلال باقية لا تحجبها محاولات إثارة النقع في السماء الصافية. أسئلة: - في غياب أحمد الفريدي وإغلاق جواله وعدم رده على إدارة النادي، ومن ثم إرسال الرسالة الشهيرة، يتضح لنا كيف يفكر اللاعب السعودي، وكيف يتعامل مع نظام الاحتراف، وكيف يلتزم بالعقد الموقع بينه وبين النادي، لقد كان بإمكان الفريدي - لو كان محترفاً حقيقياً يعرف ماله وما عليه - أن يحضر للنادي، وأن يجلس مع إدارته، وأن يناقشها ويستعرض معها ما يواجهه من مشاكل، لبحث الحلول المناسبة، وإزالة العراقيل التي تقف في طريقه - إن كان هناك عراقيل - وأن يفضي لها بأسباب انخفاض مستواه، وعدم قدرته على تقديم ما يفيد خلال المرحلة السابقة، وأن يعترف لها مباشرة برغبته بالرحيل، مع الالتزام التام بالعقد الذي أبرمه مع النادي، دون الغياب المفاجئ والاكتفاء برسالة فيها ما فيها.. والسؤال هنا: (هل يقرأ اللاعب - أيا كان - العقد الموقع بينه والنادي ويعرف كل ماله وما عليه؟ وهل سبق للاعب - أياً كان - نظام الاحتراف ولائحته وعرف التزاماته وحقوقه وحقوق النادي عليه) فللأسف نسمع بالاحتراف.. ونشاهد الهواية!!. - أين العروض الاحترافية الأوروبية التي ستقدم لأسامة هوساوي والتي كان البعض يتحدث عنها خلال الفترة الماضية، لدرجة ورود تأكيدات أن اللاعب راحل لا محالة خلال الفترة الشتوية، فها هي الفترة دخلت.. ولاعروض تلوح في الأفق، من يدري فربما تكون قد تجمدت مع دخول الشبط!!. - الذين يحاولون لي ذراع الهلال.. هل قرأوا تاريخ الهلال؟ والذين رقصوا على مشاكل الهلال هل غاب عن فطنتهم من يكون الهلال؟ ذر الملح على الجراح الزرقاء لا يزيدها إلا مناعة وعافية لو كانوا يعلمون. - من رحم المعاناة يولد التفوق... هكذا يقول تاريخ الهلال.