تعلق الرجاء والأمل بغير الله تعالى لون من ألوان الشرك، لهذا ينبغي للعبد أن لا يعلق رجاءه إلاّ بالله، ولا يخاف من الله أن يظلمه، فإن الله لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، بل يخاف أن يجزيه بذنوبه، وهذا معنى ما روي عن علي رضي الله عنه، أنه قال: "لا يرجون عبد إلاّ ربه ولا يخافن إلاّ ذنبه". وفي الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل على مريض فقال: كيف تجدك؟ فقال: أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال: ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلاّ أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف. فالرجاء ينبغي أن يتعلق بالله، ولا يتعلق بمخلوق، ولا بقوة العبد ولا عمله، فإن تعليق الرجاء بغير الله إشراك، يقول ابن تيمية رحمه الله: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، قال تعالى: "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"، فأمر بأن تكون الرغبة إليه وحده، وقال: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين" (المائدة 23). فالقلب لا يتوكل إلاّ على من يرجوه، فمن رجا قوته أو عمله أو علمه أو صديقه أو قرابته أو شيخه أو ملكه أو ماله، غير ناظر إلى الله، كان فيه نوع من توكل على ذلك السبب، وما رجا أحد مخلوقاً أو توكل عليه إلاّ خاب ظنه فيه، لكونه توكل على غير الله، "ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق" (الحج 31)، وكذلك المشرك يخاف المخلوقين، ويرجوهم، فيحصل له رعب كما قال تعالى: "سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا" (آل عمران 151)، والخالص من الشرك يحصل له الأمن كما قال تعالى: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (الأنعام 82). * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد