أوضحت "هدى بنت عبدالله الحيدر" أخصائية توحد واضطرابات نمائية، أن التوحد من الاضطرابات وليست من الإعاقات النمائية في فترة الطفولة المبكرة (36)شهرا الأولى. وقالت هناك العديد من حالات التوحد تأتي متأخرة جدا من حيث التدخل المبكر والتشخيص ولو تمت لها أو قدمت لها البرامج المناسبة لكان بالإمكان بإذن الله عزوجل تلافي العديد من التطورات السلبية في الحالة وبالمقابل حالات تطورت وتقدمت بفضل رب العالمين سبحانه وتعالى ثم بالتدخل المبكر والتشخيص. وقالت لابد من معالجة الطفل في حال ظهور قصور في احد الجوانب وهي إذا كان الطفل عمره سنتان إلى ثلاث سنوات وقد كان يتكلم بعض الكلمات والجمل البسيطة، وبعد ذلك نجده قد نسيها ولم يعد يتكلم أو انه لم يتكلم مطلقاً وعدم تواصل الطفل ببصره عند مناداته، وعند سماع أصوات أخرى كصوت المكيف مثلا يلتفت مباشرة أو أي صوت آخر منخفض، كذلك الطفل الذي لا يلعب بالألعاب بنفس ما يجب أن يلعب بها بمعنى انه يمسك السيارة (اللعبة)ويضعها على أذنه مثلا أو انه يصف ألعابه بطريقة روتينية مملة، وعدم محبة الطفل للآخرين اقرأنه-أخواته والده ووالدته. فيجب على الوالدين في هذه حال ظهور الحالات السابقة بالعمل على ان لا يتطور هذا القصور الواضح بحيث لا يتحول إلى عجز، إلى جانب ضرورة مراقبة سلوكيات من هم بمثل سنه وملاحظة الفرق طالما شعرت بوجود قصور او ضعف لديهم، ويجب الاتجاه لذوي الخبرة والتخصص وعدم ترك الطفل يزداد عجزا وتتطور الحالة وتظهر سلوكيات وتنعدم أخرى، إضافة إلى عدم إغفال جانب على آخر هو دمج الطفل مع اقرانه وعدم تركه أمام شاشة التلفاز فترات طويلة وتنظيم وقته بحيث يكون في مهمة طوال يومه، وتقليل بقائه مع العاملة وربطه بإفراد أسرته. وبينت"الحيدر"أن التشخيص المبني على أسس علمية سليمة هو أول خطوات العلاج وأن التوحد وجميع الاضطرابات النمائية الشاملة تتحسن بفضل الله عز وجل ولكن بدرجات متفاوتة متى ماتم التدخل المبكر بعد التشخيص في عمر صغير جدا. وأوصت الجميع أن يعرف حقيقة هذا الاضطراب الذي تبدو آثاره واضحة على الأطفال، والاهم من ذلك هو أن يوعى بعضنا بعضا باهمية معرفة حقائق هذا الاضطراب, وخطورة عدم المتابعة الدقيقة لأطفالهم خلال هذه المرحلة النمائية المهمة –دون الاندفاع خلف وساوس غير منطقي –حيث لا إفراط و لاتفريط.