عرف الرومان الهليون وقدّروه كاليونانيين وفي عصر النهضة صارت له مكانة سامية في قصور ملوك أوروبا والطبقة الراقية وتأنقوا في أكله وابتكروا شوكة خاصة به وأطلقوا عليه اسم قرن الكبش ، ومن يومها احتفظ بمكانته وأصبحت نادرة " فونتينيل Fontenelle " الكاتب الفرنسي مع طَبَقَيْ الهليون مشهورة ، وهي : أن فونتينيل دعا كاهناً معروفاً بالنهم إلى غداء عنده ، وكان هذا يحب الهليون بالصلصة البيضاء ، ويحبه فونتينيل مطبوخاً بالزيت فطلب خادمه أن يطبخ نصف الهليون بالصلصة والنصف الثاني بالزيت ، وحين كان فونتينيل وضيفه الكبير يقعدان حول مائدة الطعام سقط الكاهن ميتاً بسكتة قلبية فما كان من فونتينيل إلا أن ركض إلى المطبخ وهو يصيح : جميع الهليون يطبخ بالزيت ، إن الكاهن لن يتغذى " . إن الهليون ذو قيمة غذائية ضعيفة فهو يحوي قليلا من البروتين ولكنه عالي القيمة بفيتامينات أ ، ج وهو سهل الهضم ومفيد لأصحاب المعدة الضعيفة والراغبين في التخلص من البدانة. لقد تحدث الأطباء القدماء من عرب وغيرهم عن الهليون وكانوا يأكلونه مسلوقاً كملين للمعدة ، ومدر للبول ، ويزيد المني ومفيد للصدر والرئة ولوجع الظهر والورك والفالج والنقرس ، مفتح لسدد الكلى والكبد ونافع من اليرقان ، ومسحوق جذوره يشفي وجع الأسنان ، إذا وضع عليها وكذلك شرب الماء الذي تسلق فيه جذوره يفيد من عسر البول وعرق النسا ، ووجع الأمعاء..